بـمفاجأة #جسر_الملك_سلمان السعودية تدهش العالم للمرة السادسة

السبت ٩ أبريل ٢٠١٦ الساعة ١:١٩ صباحاً
بـمفاجأة #جسر_الملك_سلمان السعودية تدهش العالم للمرة السادسة

طغت مفاجأة إعلان خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان عن إنشاء جسر بري يربط بين السعودية ومصر، على بقية مراسم التوقيع لـ 17 اتفاقية ومذكرة تفاهم في مختلف المجالات بين البلدين؛ لأنها بالفعل مفاجأة اقتصادية وسياسية واستراتيجية في غاية الأهمية، تضرب عشرات العصافير السياسية والاقتصادية والعسكرية في المنطقة في آنٍ واحد.

وها هي القيادة السعودية تدهش العالم للمرة السادسة، بأفعال مدوية تتجاوز أعراف التصريحات المتناثرة، أفرزت عن مشروعات مذهلة بالفعل. وقد كانت البداية بتكوين تحالف “عاصفة الحزم” لإعادة الشرعية في اليمن (26 مارس 2015)، ثم مفاجأة خبراء الاقتصاد الأمريكي بفتح أسواق التجزئة والجملة السعودية للاستثمار بنسبة 100% خلال زيارة الملك سلمان إلى واشنطن (4 سبتمبر 2015)، وجاء بعد ذلك الإعلان عن تكوين التحالف العسكري الإسلامي (15 ديسمبر)، ثم الكشف عن شراكة اقتصادية ضخمة مع الصين من خلال توقيع 14 اتفاقية ومذكرة تفاهم في الرياض خلال زيارة الرئيس الصيني شين جين بينغ للسعودية (20 يناير 2016)، وبعدها تم تنفيذ مناورات “رعد الشمال” كأكبر تمرين عسكري في العالم (26 فبراير إلى 11 مارس 2016)، وها هي الآن مفاجأة جسر الملك سلمان مع ضخامة الاتفاقيات الـ17 (الجمعة 8 أبريل 2016)، وليشهد التاريخ.

إسرائيل وإيران.. ارتباك بسبب مفاجأة المشروع الوحدوي

مثلما اندهش العالم الغربي والشرقي، بآفاقه السياسية والاقتصادية المختلفة، من إعلان مفاجأة إنشاء الجسر الرابط بين قارتي آسيا وأوروبا والذي يحمل ملامح “المشروع الوحدوي” بين أكبر دولتين عربيتين، كانت الدهشة مضاعفة إلى حد الارتباك في أروقة “الحاخامات” بإسرائيل و”الملالي” بإيران.

إسرائيل لها مآربها التاريخية والعقائدية في مصر و”طور سيناء”، وقد كسبت عدد من الجولات السياسية فيما بعد “كامب ديفيد”، وأدارت في شبه جزيرة سيناء الكثير من عملياتها الاستخباراتية المستترة.

وإيران ترى في آثار وملامح “مصر الفاطمية” ما يروق لها مذهبياً و باءت محاولاتها بالفشل.

ولعل الإعلان الرسمي عن مشروع الجسر بين السعودية ومصر، يعني الكثير بالنسبة لوأد الأحلام الإسرائيلية والإيرانية في مصر، وترك قيادة البلدين في حالة من الارتباك، خصوصاً أن إسرائيل أثنت نظام مبارك كثيراً من طرح مشروع الجسر في مناسبات سابقة متعددة.

عبور الجسر.. عبور لأمواج الإرهاب

لا يخفى على أهل الفطنة السياسية، الدلالات الرمزية المختلفة لبناء الجسر بين السعودية ومصر.. بين أرض الحرمين وأرض الكنانة.. بين كبار علماء الحرمين ومشايخ الأزهر.. بين رموز الفكر والثقافة والإعلام في البلدين، وكل هذا بخلاف الأثر الاقتصادي السريع.

ولعل هذه المقاربات، تلمّح إلى أهم نقطة تهم البلدين في الوقت الرهن، وهي استشراء فصول الإرهاب، خصوصاً أن أرض سيناء التي ستحظى بموقع بناء الجسر، لها نصيبها الوافر من ذلك “الأذى”.

البناء الاقتصادي لتنمية مستدامة في البلدين بسبب الجسر، ينعكس أيضاً كتنمية مستدامة في أرض سيناء تحديداً، وفي ذلك الكثير من دلالات محو مسببات الإرهاب وبتر الأيادي التي تخطط وتنفذ في آنٍ واحد، مهما تعقدت فصول الرعايات الاستخباراتية للإرهاب. ولعل تنظيمي “داعش” و”القاعدة” وغيرهما، من المستهدفين بالاضمحلال من جراء أي حراك تنموي فاعل في المنطقة.

عودة رؤية “طريق الحرير” والازدهار الاقتصادي

من بين الاتفاقيات الـ14 بين السعودية والصين، كانت هناك مذكرة تفاهم لتعزيز التعاون المشترك بشأن “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” ومبادرة “طريق الحرير البحري للقرن الـ21”.

وعقب توقيع تلك الاتفاقيات في الرياض بحضور الرئيس الصيني بينغ في 20 يناير الماضي، غادر بينغ إلى مصر لنفس غرض “حزام طريق الحرير”.

والآن وضعت نقاط “جسر الملك سمان” على حروف “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير”، حيث يعني هذا الجسر أهم جزئية لتحقيق معالم الطريق التجاري التاريخي، الرابط بين قارتي آسيا وأفريقيا.

ويكفي أنه بحسب المؤشرات الأولية التي قدّرها خبراء اقتصاديون، فإن الجسر سيدر 200 مليار دولار سنوياً لصالح البلدين، من خلال تضخيم التبادل التجاري المشترك، والنشاط الاقتصادي بين دول أكبر قارتين من قارات العالم القديم.