صُحبةُ ماجدِِ

الثلاثاء ٢٤ مايو ٢٠١٦ الساعة ٨:٤٩ مساءً
صُحبةُ ماجدِِ

في يوم الثلاثاء قبل الماضي رحل عنا الى الدار الباقية اخي وصديقي ماجد بن سعد الباز ماجد هو شاب ليس من اصحاب الثروات او الاموال و المناصب الكبيرة او الشهادات العلمية العالية مايجعله من أهل الشهره ولكنه يمتلك شهادة (طهارة) نعم طهارة قلب ونقاء المعدن وروح صادقه تسكن فؤاده .

قبل عدة سنوات وقع له حادث أليم نتج عنه حروق أتت على مساحه من جسده والتهمت جزء من وجهه مما جعله ملازما السرير الأبيض مدة ليست بالقصيرة خرج بعدها من المستشفى وهو يعاني من اثأر الحروق وماخلفته من تاثير على معالم وتقاسيم وجهه حتى أن اقرب القريبين منه لم يعرفوه الا بنبرة صوته ،
بعد خروجه من المستشفى بأيام قليله حضر مناسبة عائلية وكان هو أول الحاضرين لها والابتسامة على محياه
نظرت الى أخي متعجبا من حال الابتسامة التي تملى شفتيه . وسالت نفسي هل لو كان احد مكان ماجد سيبتسم ؟ ام هل سيخرج للناس بهذه الطريقه ؟ ام سيخرج عليهم مثلماً ؟
لأاعتقد ان احدا مكانه سيحضر مناسبه او دعوة عشاء او حتى لقاء قصير . بل أكاد اجزم أن غيره سينطوي على نفسه وينسحب عن المجتمع ويعتزل الناس ولن يظهر لهم .حتى يتم عمل جلسات تجميل وترميم واعادة تأهيل نفسي ومعنوي .
لكن ماجد خرج بنفس صابرة وثقه عاليه وإيمان بالخالق عظيم ، نعم خرج الى الناس كما كان ماجد المؤمن الصابر المحتسب المبتسم
بالرغم من حجم التشويه الذي أصابه ولكنه ظل مشرقا محبا للناس ..
بعد هذه الحادثة باربع سنوات تعرض لحادث بسيارته نتج عنها كسر بالساق وعدد من الكدمات اخذ وقتا لتشافي منها .
وظل ماجد كما هو مبتسما صابرا محبا لم يسكن التشاؤم في يوم قلبه بل كنت أرى في عينه ابتسامة الرضا
قبل اشهر قريبه كان يشكو من بعض الآلم في معدته من فترة لاخرى كان الالم يزداد من وقت لأخر ،
عانا معانة شديدة حتى تقدم به المرض ودخل بسببه المستشفى . الالم يزداد والوجع انهك قوته ، وأضعف جسمه
الطبيب المعالج قال ان المرض يحتاج فحوصات اكثر ووقت اطول .. ماجد ظل يعاني وهو صابر متحملا ألما لايتحمله أقوى الرجال واشجعهم . . عندما استمع الى الطبيب اشعر بضعفي .. وعندما التفت لماجد استعيد قوتي وايماني .وصبري ماجد في كل مره يخرج متنصرا على الالم ولكن قال له ( الألم ) : انت في كل مره تنتصر علي .. دعني انتصر لنفسي ولو لمرة واحده ، انتصر المرض هذه المره وهي المرة الاولى .ماجد خسر من المرض ولكنه كسب الاجر والرحمه والدعوات والمغفره..
رحلت ياماجد.
ولكني تعلمت منك يا ماجد جمال الروح ..تعلمت منك ياماجد صدق الابتسامة ..
تعلمت منك يا ماجد أن القلب ينبض بالفرح مهما كانت الصدمات والأزمات تعلمت منك ياماجد كيف يكون الصبر .
تعلمت منك ياماجد ان حب الناس ياتي بمقدار سماحتك وطيبتك وبساطتك تعلمت منك ان الحياه لاتستحق منا الغضب .
تعلمت منك ان القلوب الطاهره والنفوس العظيمة تستحق منزلة اعلى ودارا أبقى غير هذه الدنيا الفانية
مسكين من لم يمتلك اخا ًمثل ماجد …عندها. سيكون بحاجه لإن يتعلم معنى الصبر ، وطهارة القلب . وسماحة النفس، وجمال الروح وصفاء النيه وحسن الخلق ، وحب الناس وابتسامة الرضا، ويُصاحب ماجد .

سلطان بن باز T: @ssbinbaz
[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • روابي

    رحم الله ماجد ، ورحم الله قلبك الذي انفطر بكلماتك التي تسعد ماجد بالتأكيد لو سمعها ، ولكن دعواتك ودعواتنا ستصله بالتاكيد لعل الذي مرّ به تكفيراً له ورحمة .
    كل الاعجاب بما كتبت ، محظوظاً لا يزال ماجد بوجود اخ له مثلك . تحياتي: روابي

  • عصام هاني عبد الله الحمصي

    القلوب الرحيمة الأصيله هي من تحمل أمجاد المستقبل لعبر الحياة أية كان مآسيها والذكرى والعبره والدعاء أمر شرعي واجب لكل قادر على الدعاء رحمة الله عليه أدعو له .

  • ..

    رحمك ألله يا ابي واسكنك فسيح جناته