فتاة سعوديّة لصحيفة “التايمز” الأمريكيّة: نمتلك القرار.. ولسنا مُستعبدات في مجتمعنا

الجمعة ٢٢ يوليو ٢٠١٦ الساعة ١:٣٨ مساءً
فتاة سعوديّة لصحيفة “التايمز” الأمريكيّة: نمتلك القرار.. ولسنا مُستعبدات في مجتمعنا

بلهجة حادّة، وضعت الفتاة السعوديّة ياسمين، حداً للتقرير الذي نشرته منظمة “هيومن رايتس”، حول واقع المرأة في المملكة، وما يحمله من أطروحات لا تعكس حقيقة ما تعيشه النساء السعوديّات داخل المجتمع، مشيرة إلى أن الأنثى تمتلك القرار في العديد من القضايا الهامة في حياتها، وأن الحالات الشاذة التي تنطوي على العنف والحرمان، لا تخلو منها حتى المجتمعات الأوربيّة.

وانتقدت ياسمين استخدام مصطلح “الوصاية”، الذي تكرر مراراً في تقرير المنظمة، وقالت لصحيفة تايمز اﻷمريكيّة: الوصاية في مجتمعنا ليست على الأنثى فقط كما يصوّره التقرير، بل يشمل كذلك الذكور خلال مرحلة طفولتهم ومراهقتهم، ومن الضروري أن يدرك العالم الغربيّ ما الغاية من وجود الوصيّ سواء كان أباً أو أخاً أو زوجاً، فالهدف من ذلك هو حفظ حقوق من يقعون تحت وصايته وليس إهانتهم أو التضييق عليهم، وإن حدث ذلك فإنها لا تتجاوز الحالات الفرديّة التي لا يمكن أن يُقاس عليها.

ولم تخفِ الفتاة السعوديّة استياءها من لغة التعميم الصادرة في تقرير هيومن رايتس، رافضة تناول قضية المرأة في المملكة وكأنها نسخة واحدة، مؤكداً بأن هناك العديد من التجارب الناجحة للفتيات اللاتي وجدن دعماً كبيراً من الوصيّ عليهنّ، ومستشهدة بواقع السعوديّات في شبكات التواصل الاجتماعي وما يكشفنه من حالة انفتاح وتعايش طبيعي داخل المجتمع دون عوائق.

وتطرّقت ياسمين لتجربتها الخاصة، قائلة: والدي من مواليد مكة المكرمة وهو وليّ أمري، وكان من أبرز الداعمين لمسيرتي سواءً داخل المملكة أو خارجها، وأذكر أنني عندما حصلت على أول فرصة وظيفيّة قال لي “هل تودّين أن أذهب بكِ إلى السوق لتشتري ملابس إضافيّة”، كما أنني ذهبت إلى العمل بمفردي وأجريت مقابلات شخصيّة وباشرت عملي دون أن يطلب أحد مني إذن والدي، وكنت كذلك أقوم بصرف مرتباتي الشهريّة من المصرف بسهولة ولوحدي، وجميع ذلك حدث ولا زال يحدث في السعودية ولجميع الفتيات.

وتابعت ياسمين: عندما حصلت على قبول في برنامج الصحافة في جامعة كولومبيا، كان والدي يشعر بنشوة وسعادة منذ أن أخبرته بالأمر، ولم يتردد للحظة في إرسالي إلى نيويورك لاستكمال مسيرتي التعليميّة، عند تخرجي من الجامعة استقبلني والدي في مطار جون كندي، وكانت أولى كلماته لي “تهانينا، نحن فخورون بك جداً”، ولم يقل لن تسافري إلا بعد أن تتزوجي!.

وأشارت في ختام حديثها للصحيفة الأمريكيّة، إلى أنه من الضروريّ أن تتغيّر نظرة المجتمعات الغربيّة لواقع العلاقة فيما بين الفتاة وولي أمرها، والنساء لسن رهائن أو أسيرات، بل أصبحن قادرات على صناعة تاريخهنّ بأنفسهنّ، وكتابة رواية حياتهنّ دون تدخل من أي طرف.