منذ 10 أعوام.. السوق السعودي يسجل أكبر خسائره قبل عيد الفطر

السبت ٩ يوليو ٢٠١٦ الساعة ١:٣٢ مساءً
منذ 10 أعوام.. السوق السعودي يسجل أكبر خسائره قبل عيد الفطر

تراجع مؤشر السوق السعودي بنسبة 30.4% بما يعادل 2838 نقطة، خلال الفترة الممتدة بين عيدي الفطر لعامي 2015- 2016، حيث سجل المؤشر عند إغلاقه في آخر جلساته قبل إجازة العيد 6500 نقطة، مقارنة بإغلاق نفس الفترة من العام الماضي عند 9338 نقطة.

وتعتبر الخسائر المسجلة ما بين عيدي الفطر 2015 و2016 الأكبر خلال الأعوام العشرة الأخيرة أي منذ الفترة بين عيدي 2005 و2006 حيث مني آنذاك بخسائر بنسبة 32%.

وعزا مراقبون ذلك التراجع إلى الانخفاض الحاد في أسعار النفط، والتي سجلت خلال الفترة أدنى مستوياتها منذ 12 عاماً، علمًا أن أداء السوق منذ بداية العام الجاري حتى نهاية شهر رمضان، سجل خسائر بنحو 6 % ما يعادل نحو 412 نقطة.

أسباب اقتصادية وسياسية

وتعاني الأسواق السعودية من تراجع في معدلات الأداء لأسباب وعوامل خارجية مثل تراجع أسعار النفط التي تأثرت بتراجع معدلات النمو في الاقتصادات العالمية خصوصاً الصين، إضافة إلى الأحداث السياسية التي تشهدها المنطقة العربية، ما أدى إلى تراجع التبادل التجاري بين دول المنطقة، لاسيما التي تشهد اضطرابات داخلية.

وداخليًا، سجلت معظم الشركات المساهمة أرباحاً متراجعة خلال العام 2015، إضافة إلى تقلص مستويات السيولة المتاحة للتداول، فضلًا عن زيادة المضاربات على أسهم الشركات الصغيرة في قطاعات السوق المختلفة.

وأكد محللون اقتصاديون أن السبب الرئيس لتراجع الأسواق السعودية هو بطء حركة الاقتصاد العالمية، مشيرين إلى أن التذبذب الذي يمر به السوق عزز المخاوف لدى المتداولين، لاسيما صغار المستثمرين، إذ يعتقد المتداولون أن الفترة المقبلة ستكون سيئة.

وأجمع المحللون، على أن الاقتصاد السعودي قوي وسيعاود التعافي خلال الفترة المقبلة في ضوء الزيارات الأخيرة لولي ولي العهد إلى الولايات المتحدة ولقائه كبار المسؤولين والمستثمرين الأمريكيين، ناهيك عن برنامج التحول الوطني وما يحمله من تسهيلات كبيرة لاستقطاب رجال الأعمال من مختلف أنحاء العالم.

وأوضح المحلل الاقتصادي الدكتور ناصر السعيد، أن تراجع سوق الأسهم انعكاس واضح لمعاناة الاقتصاد العالمي، مضيفاً أن “بطء الاقتصاد العالمي يؤثر مباشرةً في اقتصاد دول الشرق الأوسط التي تكبدت خسائر كبيرة”.

واستبعد السعيد أن يكون للمستثمرين السعوديين أي تأثير في تراجع الأسواق، خصوصًا بعد الإجراءات التي اتخذتها هيئة السوق، للحد من العمليات المضاربية، وتعزيز الاستثمار طويل المدى، مشيراً إلى أن تراجع أسعار النفط عالميًّا يؤثر في اقتصادات كثير من الدول، لاسيما الدول المصدرة للنفط.

عوامل نفسية

ويعتقد محلل الأسواق المالية خالد القحطاني، أن العامل النفسي يلعب دوراً كبيراً في زيادة حدة ما يشهده سوق الأسهم السعودي من تراجع، في ظل انخفاض أسعار النفط والتباطؤ في اقتصاديات الكثير من دول العالم.

وأوضح القحطاني، أن قرار المملكة السماح للأجانب بالاستثمار على أراضيها خلق عاملًا نفسيًا سلبيًا أدى إلى تراجع الأسواق، إذ تخشى المؤسسات الناشئة من منافسة الشركات الاستثمارية الكبرى في السوق السعودية.