القطار الاتحادي

تاريخياً ساهم القطار في إرساء دعائم الدول الاتحادية في العالم حيث يعتبر المؤرخون أن القطار أحد العوامل اللوجستية الهامة المؤثرة في نجاح الفيدرالية الأمريكية ولا يمكن تجاهل هذه القاطرات في تسهيل تكوين مشروع الاتحاد الأوروبي إلى شكله الجديد .. كوسيلة نقل مختلفة عن الوسائل الأخرى لاعتبارات أن السكك الحديدية تربط الأرض والناس فيما بينهما بشكل دائم وأكثر ترددية وأقل كلفة في نطاق ما ؛ ومع مرور الزمن تصبح رابطاً حيوياً.. كالشرايين الضاخة للدم بين أجهزة الجسم.

في دول الخليج العربي مازالت دعوات الاتحاد تطلع وتأفل بين الأعضاء الستة في مجلس التعاون الخليجي كمنظمة تعد الأجدر والأولى بالاتحاد في شكل سياسي وإطار قانوني يليق باقتصادياتها وتطلعات شعوبها والتي تمتلك روابط هي الأقوى بين أكثر شعوب المنظمات العالمية الأخرى وكما أن القادة الخليجيين أشد تقارباً وائتلافاً من نظرائهم في منظمات أخرى سواء في إطار المجلس أو في الحالات الثنائية البينية؛ فلا يمكن القول إن هناك أرضية مشتركة بل هي أرض واحدة .

إذا تفكرنا من حولنا في دول الجوار لمنطقة الخليج وفي الإقليم العربي آسيوياً وإفريقياً نجد أن هناك “تصدعات” و” صداعات” في بعض دول القارتين وتعد من دول النطاقين العربي والإسلامي شئنا أم أبينا يبدو أن النتائج تهوي صوب انقسامات عرقية أو طائفية؛ ولعل “الاتحاد الخليجي” يكون صمام أمان هذه المنطقة بأن يتم وسط غليانها وتدخلات عدوها الأول الفارسي الذي يخشى دائماً نمو هذا الاتحاد .. والملاحظ تاريخياً أن الدول العظمى لا تحبذ النمو الاقتصادي والتكتل السياسي المبني على تكامل اتحادي “كونفيدرالي” كما هو في الاتحاد الأوروبي .

جيوسياسية الدول الست تحتم الاتحاد الخليجي بإطار لا يخل بالسيادات ولا يبقي التعاون مجلساً فقط يقام كل عام لقراءة البيانات الاستشرافية لحالة المجلس والتحذيرية لعدوه المتزايد والمتمدد والذي لن يردعه سوى اتحاد قوي ومتكامل ولعل هذه القاطرات أن تأتي به من كل عاصمة خليجية.

 صحفي متخصص في الشؤون السياسية

• # الاتحادي
• # القطار