الجاسر : “السعودية” مؤسسة وطنية ونقدها من باب “المحبة” لتكون الأفضل

الخميس ١٨ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ١١:٠١ صباحاً
الجاسر : “السعودية” مؤسسة وطنية ونقدها من باب “المحبة” لتكون الأفضل

المواطن – الرياض
أكد مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية المهندس صالح بن ناصر الجاسر بأنه مواكبة من “السعودية” للتطورات والمتغيرات المتسارعة في صناعة النقل الجوي من منطلق دورها كناقل وطني لتقديم خدمات النقل الجوي في المملكة لضيوفها من المواطنين والمقيمين وزوار المشاعر المقدسة بمستوى تنافسي مع شركات الطيران الإقليمية والدولية ووفق أسس تجارية، فقد اعتمدت بعد دراسة امتدت لأكثر من 6 اشهر بالتعاون مع أحد بيوت الخبرة العالميين خطتها الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها في السنوات القادمة وأعدت برنامج التحول “SV2020” تحت شعار (معاً نصوغ مستقبلنا) بدأت في تنفيذه لتحقيق أهداف استراتيجية ترتكز على تنمية الاسطول ورفع مستوى الخدمات ورفع كفاءة الشغيل لخدمة مختلف شرائح المجتمع.
وقال الجاسر في مستهل مؤتمر صحفي عقده في مدينة تولوز بفرنسا بمناسبة استلام الخطوط السعودية لأول طائرة من طرازالإقليمية A330 لتصبح أول مشغل لها في العالم : “السعودية” مؤسسة وطنية تحظى بدعم وتشجيع من كافة شرائح المجتمع ولقد وضعت المؤسسة خطتها الاستراتيجية للأعوام القادمة والتي تسعى من خلالها إلى تغيير ثقافتها المؤسساتية نحو التميز في تقديم الخدمة، وما يتطلبه ذلك من استكمال منظومة الخدمات في كافة مواقع العمل بالمستوى الذي ينال استحسان ورضى الضيف، حيث يعتبر هذا البرنامج وكذلك أهداف المؤسسة الاستراتيجية جزء لا يتجزأ من رؤية المملكة 2030 وما تضمنته من مبادرات تهدف إلى تنمية شاملة في كافة مجالات الحياة في المملكة ومن ضمنها نمو صناعة النقل الجوي” .
ووجه الجاسر شكره لمنتقدي “السعودية”، مؤكداً أن المؤسسة تحظى بدعم وتشجيع كافة أطياف المجتمع، معتبراً انتقادها من باب المحبة والرغبة في أن يكون الناقل الوطني في المستوى الأفضل، مؤكدا أن هذا النقد الهادف أمر محفز للرفع من خدماتها وتطورها مستقبلاً، مشيراً إلى أنه انطلاقاً من دور “السعودية” الريادي والمتميز في الوفاء بمسؤوليتها الوطنية والاجتماعية من خلال مكانتها الاقتصادي كصرح وطني وبإعتبارها الواجهة الحضارية لهذا الوطن المعطاء فقد حرصت على تعزيز هذا الدور بربط اطراف المملكة المترامية الأطراف، وتقديم العديد من الخدمات لجنودنا البواسل في الحد الجنوبي بتوفير المزيد من السعة المقعدية بين المناطق الجنوبية وكافة المحطات الداخلية الأخرى وتأسيس خط جديد بين جازان وتبوك وإنشاء مكتب خاص في قوة جازان لخدمتهم، إضافة إلى التعاون التام مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني برعاية مختلف الفعاليات والمناسبات الوطنية والثقافية والسياحية والاجتماعية إضافةً إلى الأنشطة ذات العلاقة بصناعة النقل الجوي ، وستمضي قدماً في رعاية المزيد من الفعاليات إنطلاقاً من دورها الحيوي في خدمة المجتمع بالشكل الذي يعكس الوجه الحضاري لبلادنا الغالية ونهضتها الشاملة في شتى المجالات.
وبين الجاسر جهود المؤسسة في مجال تحديث أسطولها من الطائرات، مشيراً إلى أنها أبرمت خلال عام 2015م اتفاقية تستحوذ بموجبها على (50) طائرة جديدة خلال الثلاثة أعوام القادمة سيتم تخصيصها للتشغيل الداخلي، كما أنه سيتم خلال الأشهر الأربعة المقبلة وقبل نهاية العام الحالي (2016م) استلام (25) طائرة جديدة من أحدث ما انتجته شركتا إيرباص وبوينج منها 21 طائرة عريضة البدن، كما تطرق لموسم الحج والعمرة حيث وفرت المؤسسة 20 طائرة عريضة البدن من خارج الأسطول لنقل الحجاج هذا العام وتنفيذ خطتها لموسم الحج.
وأشار إلى أن تركيز المسافرين سابقاً كان موجهاً على كيفية الحصول على مقعد شاغر على متن الطائرة الامر الذي تغير جذرياً اليوم وفالمسافر الآن يبحث عن تجربة سفر متكاملة الخدمات، مؤكداً أن المؤسسة تواصل سعيها لتحسين وتطوير الخدمات المقدمة لهم من خلال العديد من المبادرات والبرامج والمزايا لتسهيل إجراءات سفر الضيوف، الأمر الذي أهلها في الحصول مؤخراً على شهادة الاتحاد الدولي للنقل الجوي(IATA) على المستوى الذهبي في تسريع إجراءات السفر في المطارات السعودية وهذا من أبرز الشواهد على التطور في الخدمات الآلية والذاتية في المطارات وكذلك في تعاملات الضيوف الإلكترونية عبر موقع المؤسسة الإلكتروني وأجهزة الخدمة الذاتية والهواتف الذكية على IOS والاندرويد والتي تحظى بقبول واسع من خلال تقييمات متقدمة تصل إلى قرابة 5 من 5، إضافة إلى تطوير خدمات الانترنت الجوي، كما أن هناك خبراً ساراً سيتم الإعلان عنه قريباً في هذا الجانب.
وفي استفسار عن خدمات برنامج الفرسان، بين الجاسر أن البرنامج خضع لتطوير شامل خلال الفترة الماضية، حيث أضافت المؤسسة على موقع الفرسان المزايا منها تفعيل خدمة ترفيع درجة السفر باستخدام الأميال لاستغلال المقاعد الشاغرة على الرحلات وتقديم خدمات إضافية للأعضاء، تفعيل خدمة حجز الانتظار على الرحلات الدولية لأعضاء المستويين الذهبي والفضي عبر الموقع لمنح الأعضاء الأولوية في تأكيد حجوزاتهم، الإصدار الإلكتروني للتذاكر والذي كان سابقاً يحتاج جهودا كبيرا، إضافة إلى تحديث مركز الاتصال الموحد وصالات الفرسان، حيث قامت المؤسسة بتدشين صالة الفرسان في مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي بالمدينة المنورة وتوسعة وتحديث صالة الفرسان (صالة الرحلات الداخلية) في مطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، إلى جانب الحرص على توفير امتيازات حصرية خاصة وتجربة مميزة لضيوفها خلال وقت انتظارهم للرحلات باعتبارهم شريحة مهمة من الضيوف.
وفيما يتعلق بعلاقة الخطوط السعودية مع الطيران المدني، قال: صناعة الطيران هي صناعة تكاملية والتعاون بين الجهتين أمر ضروري لتقدم وتطور هذه الصناعة، وهناك تواصل دائم وحوارات قائمة والمصلحة والهدف واحد فلا يمكن للمطارات ان تتطور بدون شركات الطيران والعكس صحيح، الجميع يعمل بجد وتعاون لتجاوز أي تحديات والتي ان وجدت فهي من باب التسابق والمنافسة لتطوير وازدهار خدمات المطارات والنقل الجوي بالمملكة”.
وحول اهتمام الخطوط السعودية بالتدرسي تحدث الجاسر عما توليه المؤسسة من برامج لتطوير العنصر البشري والاستثمار في الموارد البشرية الوطنية التي تأتي على رأس أولويات أهداف برنامج التحول (SV2020) حيث تحصلت المؤسسة بالتنسيق مع وزارة التعليم على (5000) بعثة دراسية ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي ، تم تخصيص (3000) بعثة منها لدراسة علوم الطيران وتخصيص (2000) بعثة لدراسة صيانة الطائرات ، كما استمرت المؤسسة في استقطاب الكوادر السعودية الشابة ووضع برامج تأهيلية لهم بما يكفل تدريبهم وتأهيلهم بالصورة اللائقة للعمل في المؤسسة في مختلف قطاعاتها ومن ذلك برنامج “رواد المستقبل” وبرنامج “خدمات ومبيعات الركاب” وبرنامج “المشرفين التنفيذيين” وبرنامج “مدراء المحطات الداخلية والخارجية وغيرها من برامج التدريب المتقدمة ” .
ونوه ببرامج التدريب التي يتلقها منسوبي الخطوط السعودية، تعتبر الأكثر صرامة على مستوى شركات الطيران الأخرى، كما أنها تحرص على استقطاب كافة الطيارين السعوديين دارسي علوم الطيران على حسابهم الخاص ، وإعطاء الفرصة لمن تنطبق عليهم متطلبات وشروط القبول وذلك بعد التأكد من خلال اللجنة التنفيذية بالمؤسسة من استيفائهم المعايير والمقاييس العالمية والمحلية في هذا المجال واجتيازهم الاختبارات اللازمة التي تجريها أكاديمية الأمير سلطان لعلوم الطيران.
وقال في هذا الجانب : “يبلغ عدد الطيارين السعوديين في المؤسسة أكثر من 1500 طيار ومساعد طيار، ونسعى إلى زيادة نسبة التوطين إلى 100% قريباً مع تخرج الطيارين المبتعثين وبما يدعم خطط المؤسسة في الوصول إلى نقل أكثر من 45 مليون ضيف بحلول عام 2020، هذه الوظيفة من الوظائف الجيدة وذات مردود مالي عالي وجاذبة للشباب السعودي الذين برعوا وأبدعوا فيها إلى جانب المهن الأخرى في صناعة النقل الجوي”.
وسلط الجاسر الضوء على منتج (البيرق) الذي يقدم من خلال شركة السعودية للطيران الخاص وذلك للعناية الفائقة بالضيوف المميزين “كبار الشخصيات ورجال الأعمال”، من خلال من خلال تشغيل رحلات مجدولة ومنتظمة في مواعيد محددة بين مدينتي (الرياض ، جدة) يتم تشغيلها بخصوصية فريدة عبر صالات الطيران الخاصة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة ومطار الملك خالد الدولي بالرياض، كما أجاب على عدة استفسارات بخصوص طيران “أديل” التي تقدم خدمات النقل الجوي الاقتصادي بدرجة سفر اقتصادية واحدة وسوف تبدأ التشغيل منتصف عام 2017م، مبيناً أنها شركة طيران مستقلة مملوكة بالكامل للمؤسسة وسوف تمارس عملها باستقلالٍ عن شركة الخطوط السعودية للنقل الجوي بإدارتها وإمكاناتها وأهدافها وخططها الاستراتيجية وستعمل ضمن فئة الطيران منخفض التكاليف مع المحافظة على أعلى معايير السلامة ومستوى الخدمات، لافتاً إلى أنها سوف تبدأ بعدد 6 طائراتها وتصل إلى 25 طائرة وبحد أعلى 50 طائرة ، ولكنه لم يحدد نوع الطائرة التي أفاد بأنه يجري حالياً التفضيل بين نوعين هما ايرباص 320 وبوينج 747.
وعن مراحل التخصيص أوضح مدير عام “السعودية” أن إدارة المؤسسة تعمل على استكمال خطوات التخصيص وفق البرنامج التنفيذي المعتمد وعليه فقد تم الانتهاء من تخصيص شركة الخطوط السعودية للتموين وذلك ببيع ما نسبته (49%) من أسهمها ، لتمثل باكورة تخصيص الوحدات الاستراتيجية، وقد تم إدراج الشركة في سوق الأسهم السعودية بعد الانتهاء من طرح (30%) من أسهم الشركة للاكتتاب العام، كما تم الانتهاء من تخصيص شركة الخطوط السعودية للتموين بمشاركة القطاع الخاص وذلك ببيع (30%) من أسهمها ، كما تم تخصيص الشركة السعودية للخدمات الأرضية وطرح نسبة (30%) من أسهمها للاكتتاب العام وتم إدراج أسهم الشركة في السوق المالية كما أن هناك شركات أخرى لازال العمل جار على تجهيزها للتخصيص.
وعن الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة قال الجاسر : هذه الفئة عزيزة على نفوسنا جميعاً وتقدم ״السعودية״ باقةً من الخدمات المتكاملة لذوي الاحتياجات الخاصة من خلال وحدة متخصصة تُعنى بتقديم الخدمات لهم، حيث تتضمن هذه الباقة من الخدمات تخفيضا بنسبة 50% على أسعار التذاكر وتخصيص أماكن خاصة لخدمتهم بمكاتب المبيعات والحجز إلى جانب المواقع المخصصة لهم بالمطارات الداخلية والدولية وصالات الفرسان، حيث تُقدم لهم كافة الخدمات ومن بينها الكراسي المتحركة والمصاعد الطبية المجهزة، مبيناً أن التوسع في الخدمات الإلكترونية لهم يعتمد على تقنية الربط الالكتروني ، وعلى متن الطائرة يحظى أحباؤنا من ذوي الاحتياجات الخاصة بالرعاية الفائقة والخدمات المتميزة والتي تشمل الوجبات الخاصة التي تُناسب مختلف الشرائح ، بالإضافة إلى قائمة الطعام والبرامج السمعية والمرئية بطريقة ״برايل״ مع توفير خدمات خاصة عند الوصول إلى محطة المقصد بسلامة الله.