قصة طفل حلب.. ذكريات بارود الحرب ترتسم على ملامحه البريئة!

الخميس ١٨ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٨:٢٨ مساءً
قصة طفل حلب.. ذكريات بارود الحرب ترتسم على ملامحه البريئة!
المواطن – عبدالرحمن دياب
ارتسمت الأهوال على وجه البراءة، وتحوّلت الحياة السعيدة إلى ضباب تناثر وسط رماد الحرب، هكذا بدا وجه الطفل المصدوم، وهو جالس على كرسي لونه لا يشبه لون الحرب، بل الأمل.. “البرتقالي”، ورسمت عيناه خوفًا من المستقبل، وبيّنت ماضٍ حاول نسيانه بعد أن أنقذوه من أسفل أنقاض مدينته حلب.
هي صورة ولكنها ليست كأي صورة، بل جعلت نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يفكرون ألف مرة فيما أوصلت إليه الحرب من دمار، وكيف حوّلت براءة الأطفال إلى جثة بلا روح، لطفل أفقدته غارات نظام الأسد أسرته، وجعلته لا يدري إلى أين يذهب، ولا طريق الحياة.
رسمت عيناه ذكريات عديدة، ليست سعيدة كما يتخيل البعض لأنه طفل، بل غابرة ورائحتها تزمن الأنوف من بارود الحرب المتصاعد منها.. يُدعى عمران، ولكن لن يحمل اسمه معنى الكلمة.
وبيّن شريط مُصوّر لمركز حلب الإعلامي، رجلًا وهو يحمل الصبي بعيدًا من المشهد الليلي الفوضوي، ويحمله داخل سيارة الإسعاف، وبدا عمران في حالة صدمة وعيناه تفتقران للحياة، بل تفتقران لأي شيء، ينظر حوله في حيرة ويتلفت، يمسح الدم عن وجهه الصغير، ينظر إلى كفه المُدماة، ثم يمسحها في الكرسي الذي يجلس عليه، ليُسجّل اسمه ضمن قوائم الضحايا لحرب حلب، ولكنه لن يكون هذه المرة الأخيرة.