من عُمان.. مُنقذ الأطفال من حادثة السيارة المشتعلة يروي لـ “المواطن” تفاصيل الحادث!

الثلاثاء ٣٠ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ١٠:٢٤ مساءً
من عُمان.. مُنقذ الأطفال من حادثة السيارة المشتعلة يروي لـ “المواطن” تفاصيل الحادث!

المواطن – حسين المصعبي – وليد الفهمي

من بين الكثير من الناس، والذين كانوا متواجدين في الموقع، اندفع وتقدّم مغامرًا، نزع الخوف من قلبه وتركه جانبًا، فعل ما كان يمليه له قلبه المليء بالرحمة، لم يكن يأبه بما سيواجه من خطر أيًا كان حجمه، ولم يدع للتفكير مكانًا حينها، خشية أن يحرمه من مواصلة سيره، وقوف من كان حوله منبهرين من هول الحادثة لم يصبه بالحالة نفسها ليبق ثابتًا كما فعلوا غير محسني التصرف.

وتحلّى بالشجاعة المبنية على فطرته، تمتع باليقظة، وبداهة التصرف، عمله البطولي أثبت سرعة ردّة الفعل التي يمتاز بها، فبينما هو منشغلٌ في البحث عن أوراق داخل سيارته، لفته قيام الناس بالتجمع وسط صرخات استنجاد لخطورة الموقف، انطلق مسرعًا غير مباليًا بما هو أمامه، شاهد المنظر فلم يتردد ارخص روحه لينقذ أرواحًا، هذا البطل خليجي من سلطنة عُمان يُدعى محمد بن حمد بن خميس الهاشمي.

“المواطن” بدورها تواصلت مع الهاشمي ليكشف تفاصيل مقطع الفيديو، والذي تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع خلال الأيام الماضية، ولتكشف كوسيلة إعلامية تفاصيل ما قام به من عمل بطولي إنساني ساهم من خلاله في إنقاذ أطفال كانت حياتهم رغم أنها حديثة على وشك النهاية.

وقال الهاشمي صاحب الـ 43 عامًا، كاشفًا تفاصيل الحادثة: “في ظهر يوم الأربعاء الماضي في المنطقة الشرقية ولاية صور وخصوصًا في محطة وقود المها، كنت في السوبر ماركت الكائن في نفس المجمع التي تقع فيه المحطة للتبضع، بعدها خرجت إلى السيارة للذهاب للمنزل، إلا أن مشيئة الله تعالى جعلتني أبحث عن بعض الأوراق الموجودة في السيارة، رغم ضيق وقتي، وهي ما جلعتني أقضي وقتًا طويلًا في السيارة في نفس الموقع، وبينما أنا كنت أبحث سمعت أصواتًا وصراخًا من موقع مضخات الوقود.

وتابع الهاشمي: “التفت بعدها لأشاهد تواجد مجموعة من الناس يهرعون للموقع، والبعض الآخر ركب سيارته ليبعدها عن الموقع، وسمعت حينها صوتًا كانفجار خفيف، فنزلت مهرولًا لأشاهد ما يحدث وبينما أنا قريب من الموقع كنت أرى رجلًا يصرخ يقترب إلى السيارة ثم يعود للوراء، وعند اقترابي من الرجل أكثر سمعته يقول أولادي أولادي، حينها لم أستطع أن أتمالك نفسي ولم أعد أترك لنفسي التفكير، فانطلقت إلى السيارة والنيران مشتعلة من الداخل، ودون أن أعرف كم عدد الأطفال في السيارة، فأخرجت الأول ثم عدت وأخرجت الثاني وعدت مرة أخرى كنت متوقعًا بأنه لا يزال هناك أطفال، لكن المتواجدين كانوا يصرخون ويقولون فقط اثنين”، منوّهًا إلى أنه كان هناك أشخاص يحاولون إخماد الحريق بالبودرة، والتي أثرت علي وشعر حينها بعدم قدرته على التنفس.

وبيّن الهاشمي أن: “الغريب في الأمر بأنني بعد أن عدت إلى سيارتي من أجل أن أستنشق الهواء بعد أن أثرت البودرة على تنفسي تفاجأت بوجود الأطفال، وهما (طفل وطفلة) الطفل في السنة الثانية من العمر، الطفلة في الرابعة من السنين، لا يزالان مستلقيان في الموقع دون أن يتدخل أحد ليسعفهما؛ فعدت مسرعًا لهما وحملت البنت وذهبت بها على أقرب مستشفى في الموقع”، مشيرًا إلى أن الأطفال تعرّضوا لحروق بليغة ولا يزالون يرقدون في العناية المركزة.

وعن أسباب الانفجار، ولفت الهاشمي إلى أن “البعض يرجح أن سببه هو أن الأطفال كانوا يلهون بولاعة والبعض يقول إنه بسبب ملطف هواء”.

ونظرًا لما قام به من عمل بطولي، منحت الكلية الدولية للهندسة والإدارة تقديرًا منها دورة مجانية في مجال الصحة والسلامة (IOSH)، وكذلك رخصة الإسعافات الأولية (ASHI).

وبهذا العمل البطولي، ضرب الهاشمي أروع الأمثال في الإنسانية والتضحية مهما كانت نتائجها على نفسه لحماية الآخرين، وليقدم درسًا يؤكد من خلاله للعالم بأن الدين الإسلامي زرع لدينا حب الخير والتعامل فيما بيننا كأننا جسد واحد، وأن حياة أي شخص هي غالية كحياتنا.

 العماني محمد الهاشمي مكافأة دورة في الإسعافات الأولية