وزير النقل: دعمٌ مادي من الملك للدول غير القادرة على تطبيق قواعد سلامة الطيران

الأربعاء ٣١ أغسطس ٢٠١٦ الساعة ٩:٣٠ مساءً
وزير النقل: دعمٌ مادي من الملك للدول غير القادرة على تطبيق قواعد سلامة الطيران

المواطن – الرياض

أعلن وزير النقل رئيس الهيئة العامة للطيران المدني المكلف، سليمان بن عبدالله الحمدان، عن موافقةِ المقامِ السامي في المملكة، على تقديمِ دعمٍ مادي لبرنامج منظمة الطيران المدني الدولي، الذي طرحته تحت عنوان “ضمان عدم ترك أي دولة خلف الركب “No Country Left Behind” لمساعدة الدول غير القادرة على تطبيق القواعد القياسية، والأساليب المُوصى بها والخاصة بسلامة وأمن الطيران، مؤكدًا على أن المملكةَ ستظلُ داعمةً لمساعي (الإيكاو) وجهودها في مختلفِ مجالاتِ الطيرانِ المدني.

وثمّن في كلمته، خلال ختام أعمال “المؤتمر الوزاري العالمي للطيران المدني”، اليوم الأربعاء 31/8/2016م، والذي تستضيفه وتُنظمه هيئة الطيران المدني بالتعاون مع منظمة الطيران المدني الدولي (ICAO) والهيئة العربية للطيران المدني (ACAC)، رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود (حفظه الله) للمؤتمر، قائلًا: إن “المملكة ستظلُ داعمةً لمساعي (الإيكاو) وجهودها في مختلفِ مجالاتِ الطيرانِ المدني”.

وأوضح الحمدان، أن صناعةَ النقل الجوي تشهدُ اليومَ الكثيرَ من التحديات، وفي مقدمتها ما يَختصُ بالسلامةِ والأمنِ، وتضاعفِ الحركةِ الجويةِ، والخصخصةِ، والمنافسةِ، والتشريعاتِ، والتطورِ التقني المتسارع، قائلًا: “إلا أن الدول والهيئاتِ المشاركة في هذا المحفل، مؤهلة لمواجهةِ تلك التحديات ومواكبتها بكفاءةٍ عاليةٍ من خلالِ العملِ الدولي المشترك”.

وأشار الحمدان إلى أن التعاون الدولي من خلال منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو)، التي تقودُ مسيرةَ الطيرانِ المدني في العالم، يعزّز من انتظامِ واستدامةِ ونموِ الطيرانِ المدني الدولي، ووصف في كلمته دعمُ ميزانيةِ (الإيكاو) بالأمر الحتمي، حتى لا تتعرض لأي عجزٍ يعيقُ أداءها أو يضعفُ من قدراتها.

وأعرب الحمدان عن تطلعاته بأن يحققَ المؤتمرُ رؤيةً مشتركةً لمواجهةِ التحدياتِ المتعلقةِ بسلامةِ وأمنِ الطيرانِ المدني، وذلك من خلالِ تبادلِ الخبراتِ والمعلوماتِ، والاستفادةِ من أفضلِ التجاربِ المتبعةِ عالميًا، للحدِ من المخاطرِ التي تواجه صناعةَ النقلِ الجوي، وأن يُدعّم المبادراتِ الإقليميةِ وتوظيف الموارد الإقليمية بالتنسيقِ مع الدولِ الأعضاءِ في (الإيكاو)، للتغلب على التحدياتِ التي تواجه صناعةَ الطيران المدني.

واعتبر الحمدان المؤتمر واحدًا من أهمِ الفعالياتِ، التي تُنظمُ على المستوى العالمي في مجالِ صناعةِ النقلِ الجوي، حيث إن نجاح هذه الصناعة يساهم في تطويرِ أداءِ هذا النشاط الإنساني الهام، خاصةً في مجالاتِ: السلامةِ والأمن، وحمايةِ البيئةِ، وتحسين الخدماتِ، والأخذِ بالتطوراتِ، والابتكاراتِ المؤثرة في مجالِ تكنولوجيا الطيران.

ودعا وزير النقل لتفعيل التوصيات الناتجة عن المؤتمر، وأن ينجح بالتوصّل إلى آلياتٍ فعالةٍ من شأنها تحقيق التعاون الإقليمي في مجالاتِ الطيرانِ المدني المتعددة، وأن يكون منصّة لتبادل الخبراتِ والمعلوماتِ والاستفادةِ من أفضلِ التجاربِ المتبعةِ عالميًا، والمختصّة في تعزيز صناعة النقل الجوي بشكلٍ عام، وسلامة وأمن الطيران المدني بشكلٍ خاص.

من جهته، بيّن رئيس مجلس منظمة الطيران المدني الدولي دكتور بينارد أليو، أن الحوادث الإرهابية التي تتعرض لها الطائرات تمثل تحدي للأمن والسلامة، يستلزم العمل بشكل جماعي وإيجاد أرضية مشتركة لتدعيم الجانب الأمني وتقييم المخاطر ومراجعة البنود المتعلقة بالأمن والسلامة واستكمال التشريعات والقوانين لدى الدول والعمل على تصميم معايير للأمن والسلامة.

وأعرب عن تقديره لدعم خادم الحرمين الشريفين لبرامج “الإيكاو”، قائلًا: إن “التعاون مع منطقة الشرق الأوسط سيساعد على التغلّب على التحدّيات التي تواجه صناعة الطيران المدني، ويعزز من التكامل بين عمليات الرحلات الجوية، ورفع القدرات وحماية البيئة”.

من ناحيته، أكد رئيس اللجنة التنفيذية بالهيئة العربية للطيران المدني، الدكتور محمد ناصر الزعابي، أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد نموًا في أعداد المسافرين بمعدل (4.9 %) سنويًا حتى عام 2034م، قائلًا إن “الزيادة في نمو حركة المسافرين تستلزم زيادة في حجم أساطيل شركات الطيران، حيث تقدر شركة بوينج أنه في عام 2035م ستصل إجمالي طلبات الشرق الأوسط من الطائرات لأكثر من (3000) طائرة إضافية و(1000) طائرة إضافية في قارة إفريقيا، التي يتولى مشغلو الطيران في شمال افريقيا نقل ما يقارب حوالي (45 %) من إجمالي حركة المسافرين بحسب الدليل الرسمي للطيران.

ونوّه الزعابي إلى أن منظومة الطيران العربي تشهدُ قفزة نوعية من خلال إنجاز عدة مشاريع وبرامج وأنشطة، والتي انعكست إيجابًا على تطور ونمو حركة التبادل التجاري ونشاط الحركة السياحية البينية على المستوى العربي والدولي، كما تهتم الهيئة العربية للطيران المدني اهتمامًا خاصًا بأمن الطيران المدني في ظل ما تشهده المنطقة من عدم استقرار أمني يؤثر على أمن وسلامة منظومة الطيران المدني.

وأشار إلى أن الهيئة العربية للطيران المدني أبرمت مذكرات تفاهم لدعم مشروع إدارة تدفق الحركة الجوية ومشروع مكاتب السلامة الجوية، بهدف تعزيز التعاون والتنسيق، وتبادل الخبرات والاستفادة من المنح والبرامج التدريبية والمساعدة الفنية.

في الوقت الذي أكد فيه معالي مدير جامعة نايف للعلوم الأمنية الدكتور جمعان بن راشد بن رقوش، أن المملكة في مصاف الدول من الناحية الأمنية، وفي حماية المدنيين، وإيقاف المعتدين على الإنسانية، حيث سخرّت السعودية إمكانياتها لمحاربة الإرهاب بجميع أشكاله، والذي اختلف الجميع على تعريفه واجتمعوا على إدانته، قائلًا إن المملكة لا تحارب الإرهاب والمعتدين فقط؛ بل تعمل على تصحيح مفهومهم وفكرهم من خلال مركز الأمير محمد بن نايف للمناصحة.

فيما شدد المدير العام لمنظمة مزودي خدمات الملاحة الجوية السيد جيف بول، على أن دعم الأمن والسلامة وتطوير الخدمات الملاحية في صناعة النقل الجوي العالمي، تأتي من خلال التنسيق بين الدول من خلال العمل على تحديد التحديات التي تواجه القطاع، وخاصةً الأمنية منها، مشيرًا إلى ضرورة تطبيق معايير عالية تتمثل في الشفافية والتشريعات وتحديد الأهداف المشتركة ومعالجة الأمور القانونية خاصةً مع زيادة التهديدات الأمنية.

وأضاف: “وهذا يتطلب تطوير البنية التحتية للملاحة الجوية على الأرض وفي السماء، ولكل دولة الحق في الاستفادة من خدمات الملاحة الجوية بعد تطوير البنية التحتية، ولا يأتي ذلك إلا من خلال العمل والتعاون والتجاوب للمبادرات وتبادل المعلومات”.

فيما قال السيد حيدر يلسن، رئيس منظمة سلامة الملاحة الجوية الأوروبية، أن المنظمة تعمل بشكلٍ دائمٍ على التنسيق لتخطي الصعاب والتحديات وتحقيق الأمن والسلامة ومعالجة كل ما يؤثر على حركة الطيران.

وطالب بتحديد لغة واحدة مشتركة بين الدول والمنظمات عند استخدام أو مشاركة البيانات والمعلومات، معتبرًا أنها خطوة جبارة على مستوى دولي. وقال: “ونحن في الاتحاد الأوروبي للسلامة الجوية نقوم بتقديم الدعم الكامل وتشجيع تبادل المعلومات والبيانات الملاحية داخل أوروبا وخارجها، ولدينا تعاون مع البرازيل والإمارات العربية في هذا المجال”.

وأشار حيدر إلى أن المنظمة تُدعّم مبادرة “عدم ترك أي دولة خلف الركب” من خلال التعاون ومساعدة الشركات في كل من آسيا ومنطقة الشرق الأوسط لتسهيل الخدمات ومشاركة البيانات والخبرات وتزويدهم بأحدث الخدمات.

وبحسب الأمين العام للاتحاد العربي للنقل الجوي عبدالوهاب تفاحة، فإن عدد المسافرين في الشرق الأوسط سيصل إلى ٥٠٠ مليون مسافر في العام ٢٠٢٥، منوهًا أن عدد المسافرين في العام ٢٠١٥ بلغ ٢٨٥ مليون مسافر.

وأكد تفاحة في كلمة ألقاها خلال الحفل الختامي للمؤتمر الوزاري، أن قطاع النقل الجوي تطور في غضون الـ ٥٠ عامًا الماضية بشكل سريع ومتصاعد، مشددًا على أن الاتحاد العربي سيعمل على ألّا يتوقف هذا التصاعد في غصون الأعوام المقبلة.

وقال: “لاشك أن المؤتمر يأتي في الوقت المناسب، وفي ظل ما يشهده قطاع النقل الجوي في العالم بشكل عام، وفي العالم العربي بشكل خاص من تطوّر ملحوظ خلال الأعوام الماضية، وبوتيرة متصاعدة ومتسارعة، ونريد حركة تطور أسرع ذات جودة أعلى”.

وأرجع تفاحة أسباب نجاح قطاع النقل الجوي في العالم العربي إلى الدعم المعنوي، وتبني الشركات من قِبل الحكومات العربية، وإلى المنطقة الجغرافية التي وصفها بالمميزة، وأخيرًا إلى ثقافة الضيافة في الطابع العربي.