الحجاج المغادرون للمدينة المنورة.. لهفة للوطن وحنين لمسجد المصطفى

الخميس ٢٢ سبتمبر ٢٠١٦ الساعة ٢:٢١ مساءً
الحجاج المغادرون للمدينة المنورة.. لهفة للوطن وحنين لمسجد المصطفى

المواطن – واس

امتزجت مشاعر الحجاج المغادرين للمدينة المنورة بالحزن والفرح ما بين اللهفة للوطن ورؤية الأهل والحنين للمدينة المنورة التي قضوا فيها عدة أيام زاروا خلالها المسجد النبوي الشريف، وأدوا الصلاة فيه وتشرفوا بالسلام على الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما, إضافة إلى زيارة العديد من المساجد والمواقع الإسلامية والتاريخية بعد أن منَّ الله عليهم بأداء مناسك الحج.

وتابعت “واس” حركة جموع الحجاج من مختلف الجنسيات المغادرين للمدينة المنورة يوم أمس عبر مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي, حيث هُيئت لهم أرقى الخدمات اللازمة التي يتلقاها الحاج منذ لحظة وصوله للمطار حتى لحظة صعوده للطائرة, وفق منظومة عمل لافتة دقيقة ومنظمة تُقدمها القطاعات الأمنية والمدنية والأهلية وشركات الخدمات المختلفة بكل جودة واحتراف.

كما استطلعت “واس” آراء عدد من الحجاج أثناء إنهائهم إجراءات سفرهم بالمطار, وسجلت العديد من انطباعاتهم وهم يُغادرون المدينة المنورة.

بداية تحدث الحاج حسني أبو داني مغربي الجنسية وقال: لا أخفي سعادتي وأنا في طريقي للقاء أبنائي وأهلي وأقاربي بعد أن منّ الله عليّ بأدائي لنسك الحج راجياً منه القبول, لكني أشعر بحزن عميق في داخلي لمغادرة المدينة المنورة التي منذ وصولي إليها وأنا أعيش في حالة راحة ومصالحة نفسيّة قلّ أن أشعر بها في أي مكان آخر في العالم.

ومن جهته قال الحاج حارس كلتش من البوسنة والهرسك : إن فراق مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة أمر يُحزن أي مسلم متعلق قلبه بهما, موجهاً عظيم الثناء والشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – يحفظه الله – وحكومة المملكة العربية السعودية على جهودها الكبيرة والعظيمة المتمثلة في الرعاية والعناية بالحرمين الشريفين, وتوفير كل سُبل الراحة والطمأنينة لكل زائر لها.

وبنبرة حزينة متأثرة قالت الحاجة زليخة عاصم من المغرب : لقد قضيت عدة أيام في المدينة المنورة كانت من أجمل أيام حياتي، حيث عشت وسط أجواء من الطمأنينة والخشوع, وقضيت الساعات في الصلاة والدعاء وقراءة القرآن في الحرم النبوي, وصليت في الروضة الشريفة، فكل الشكر للملك سلمان بن عبدالعزيز على ما هيأ للمسلمين من خدمات لأداء نسكهم بكل يسر وسهولة.

ومن جانبه رفع الحاج سيد بك كوتوشيف من جمهورية كازخستان أكف الضراعة مُبتهلاً لله تعالى أن يحفظ هذه البلاد المباركة وأن يكلأها برعايته وعنايته، مبيناً أنه منذ وصوله للمملكة العربية السعودية حتى مغادرته لم يجد غير طيب اللقاء والمشاهد الروحانية في المشاعر المقدسة التي تحظى برعاية واهتمام رجال الأمن لإدارة حشود الحجيج بكل انسيابية وإتقان, باذلين أقصى الجهود ومتعاملين بسمو الأخلاق مع حجاج بيت الله الحرام.

أما الحاج أسعد أوكا من ألمانيا فقد استهل حديثه بحمد الله على أن يسّر له الحج هذا العام, مبدياً سعادته الكبيرة بعد أن وقف بمشعر عرفات الذي طالما تمنى الوقوف فيه, واصفاً وقوف المسلمين في عرفات وقد تساوت صفوفهم وأصوات التلبية والدعاء تلهج به ألسنتهم بالمنظر العظيم.

وهنأ الحاج معروف البرغش من سوريا المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي أجمع على نجاح موسم حج هذا العام, وشكر المملكة على الجهود الكبيرة التي أسهمت ولله الحمد في هذا النجاح وكانت خير معين للحجاج لأداء حجهم وعباداتهم بكل يسر وسهولة, سائلاً المولى تبارك وتعالى أن يكتب له العودة للأراضي المقدسة في الأعوام القادمة.

وبدوره عبر الحاج أرمن هويستشن من ألمانيا عن فخره واعتزازه بما شاهده ولمسه من خدمات جليلة ساهمت بالتيسير على حجاج بيت الله الحرام, وقال: هنيئاً لأهل المملكة العربية السعودية هذا الشرف الكبير أن حباهم الله دون سواهم بخدمة وعمارة الحرمين الشريفين, سائلاً الله القدير أن يحفظ هذه البلاد وقادتها, وأن يُديم عليها أمنها واستقرارها.