المواطنون يستذكرون يوم الوطن ويعيشونه تأملاً لماضٍ شامخٍ وتطلعًا لمستقبلٍ زاخر

الخميس ٢٢ سبتمبر ٢٠١٦ الساعة ٢:٠٨ مساءً
المواطنون يستذكرون يوم الوطن ويعيشونه تأملاً لماضٍ شامخٍ وتطلعًا لمستقبلٍ زاخر

المواطن – واس

يستذكر المواطنون يوم غدٍ الجمعة يومًا مجيدًا أضحى فيه الإنسان السعودي شامخًا يعتز بدينه وبوطنيته تحت ظل حكومة راشدة ارتأته ووضعته أول أهدافها نحو تطويره وتمكينه ليرتقي بين شعوب العالم بكل فخر وعزة، حاملاً لقب “المواطن السعودي”.

غدًا تحل الذكرى الـ 86 لليوم الوطني للمملكة العربية السعودية يومَ أن أعلن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله – توحيد بلادنا المباركة الطاهرة تحت راية ( لا إله إلا الله محمد رسول الله )، وأطلق اسم (المملكة العربية السعودية) عليها في التاسع عشر من شهر جمادى الأولى من سنة 1351هـ بعد جهاد استمر اثنين وثلاثين عاماً، أرسى خلالها قواعد هذا البنيان على هدى كتاب الله الكريم وسنة رسوله الأمين – صلى الله عليه وسلم – سائراً في ذلك على نهج أسلافه من آل سعود.

نستذكر ذلك اليوم حينما نشأت آنذاك دولة فتية تزهو بتطبيق شرع الإسلام، وتصدح بتعاليمه السمحة وقيمه الإنسانية في كل أصقاع الدنيا ناشرةً السلام والخير والدعوة المباركة باحثةً عن العلم والتطور سائرةً بخطى حثيثة نحو غدٍ أفضل لشعبها وللأمة الإسلامية والعالم أجمع،

ونستعيد تلك الذكرى ونحن نعيش اليوم واقعًا جديداً حافلاً بالمشروعات التنموية الضخمة التي تقف شاهدًا على تقدم ورقي المملكة أسوة بمصاف الدول المتقدمة.

وقد ارتسمت على أرض المملكة العربية السعودية ملحمة جهادية تمكن فيها الملك عبدالعزيز – رحمه الله – من جمع قلوب أبناء وطنه وعقولهم على هدف واعد نبيل، قادهم – بتوفيق الله وما حباه الله من حكمة – إلى إرساء قواعد وأسس راسخة لوطن الشموخ، حتى حباه الله بتحقيق هدفه ونشر العدل والأمن ممضيًا من أجل ذلك سنين عمره .

نعيش نحن أبناء المملكة صور وملاحم ذلك التاريخ وأكفنا مرفوعة اليوم بالدعاء لله – عز وجل – أن يجزي الملك عبد العزيز- رحمه الله – خير الجزاء، فله الفضل بعد الله في ما نحن فيه من نعم كثيرة ليس آخرها ما تنعم به مملكتنا من أمن وأمان.

ندعو بخير الجزاء لكل ملوكنا الذين تعاقبوا خدمة للإسلام والمسلمين بعد وفاته – رحمهم الله جميعًا – ولقائد مسيرتنا وحامي بلادنا ومصدر فخرنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – ذلك الاسم الذي جمع في حروفه الخمسة صفتين قلَّ أن يتصف بهما حاكم أو قائد، وهما ” السلم والأمان “… ندعو لسلمان؛ لأنه جنح بالمملكة نحو سلم يتمتع به جميع مواطنيها، ولأنه نصر المظلوم ووقف مع الجار في سلمه وأمنه، ولأنه اختار عضديه وهما راعيان للأمن في بلادنا الآمنة.

ويقف الباحثون والمؤرخون وقفة تأمل وإعجاب في تاريخ هذا الكيان الشامخ على البناء وتخطي العوائق والصعاب والتغلب على كل التحديات بفضل من الله وتوفيقه أولا ثم بالإيمان القوي والوعي التام بوحدة الهدف وصدق التوجه في ظل تحكيم شرع الله والعدل في إنفاذ أحكامه لتشمل كل مناحي الحياة .

يتأملون ونحن معهم قيام الدولة السعودية الأولى 1157هـ بمناصرة الإمام محمد بن سعود دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الهادفة إلى العودة إلى الإسلام الصحيح وتصحيح المعتقدات مما شابها من الشبهات، حيث تعاهدا – رحمهما الله – على التعاون للعودة بالمجتمع ‌في جزيرة العرب إلى عقيدة الإسلام كما كانت عليه في صدر الإسلام، وسارا على هذا السبيل لتحقيق هذا الهدف الكبير.

بعد ذلك تتابع جهاد آل سعود منطلقين من ذات المنطلق فلم تنطفئ جذوة الإيمان في قلوب الفئة المؤمنة بانتهاء حكم الدولة السعودية الأولى بعد زهاء ستة وأربعين عاما بسبب التدخل الأجنبي.

وفى العام 1240هـ قامت الدولة السعودية الثانية بقيادة الإمام المؤسس الثاني تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود -رحمه الله- الذي واصل ومن بعده أبناؤه نهج أسلافهم نحو ثمانية وستين عامًا.

وبزغ فجر اليوم الخامس من شهر شوال من العام 1319هـ إيذانًا بعهد جديد حيث استعاد الموحّد الباني الملك عبد العزيز -رحمه الله- مدينة الرياض ملك آبائه وأجداده في صورة صادقة من ‌صور البطولة والشجاعة والإقدام فوضع أولى لبنات هذا البنيان الكبير على أسس قوية هدفها تحكيم شرع الله والعمل بكتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم‌.

يمضي بنا هذا التاريخ الجميل لنعيش معاني قوة الرجل الباني المؤسس الملك عبد العزيز ورجاله الذين وبرغم قلة عددهم وعتادهم انطلقوا من الرياض بذلك الإيمان الصادق في جهاد حتى جمع الله به الصفوف وأرسى دعائم الحق والعدل والأمن والأمان‌ لتتوحد القلوب على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وكذلك أرجاء البلاد حيث أينعت حينها تلك الجهود أمنًا وأمانًا واستقرارًا وتحول المجتمع من قبائل متناحرة إلى شعب متحد ومستقر يسير على هدي الكتاب والسنة.

وانطلاقًا من النهج الإسلامي القويم دعا – رحمه الله – إلى التعاون العربي والتضامن الإسلامي وأسهم إسهامًا متميزًا في تأسيس جامعة الدول العربية وفي الأمم المتحدة عضوًا مؤسسًا كما سجّل له التاريخ مواقف مشهودة في كثير من الأحداث العالمية والقضايا الإقليمية والدولية.

رحل والدنا الملك عبدالعزيز -رحمه الله- بعد أن أرسى منهجًا قويمًا سار عليه أبناؤه من بعده لتكتمل أطر الأمن والسلام وفق المنهج والهدف نفسه.

وكان الملك سعود -رحمه الله- أول السائرين على ذلك المنهج والعاملين في إطاره حتى برزت ملامح التقدم واكتملت هياكل عدد من المؤسسات والأجهزة الأساسية في الدولة.

وجاء من بعده رائد التضامن الإسلامي الملك فيصل -رحمه الله- فتتابعت المنجزات الخيّرة وتوالت العطاءات وبدأت المملكة في عهده تنفيذ الخطط الخمسية الطموحة للتنمية.

وتدفقت ينابيع الخير عطاء وافرًا بتسلم الملك خالد -رحمه الله- الأمانة فتواصل البناء والنماء خدمة للوطن والمواطن بخاصة والإسلام والمسلمين بعامة واتصلت خطط التنمية ببعضها لتحقق المزيد من الرخاء والاستقرار.

وازداد البناء الكبير عزًا ورفعة وساد عهد جديد من الخير والعطاء والنماء والإنجاز بعد مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- ملكًا على البلاد، حيث تميزت الإنجازات في عهده -رحمه الله- بالشمولية والتكامل لتشكل عملية تنمية شاملة في بناء وطن وقيادة حكيمة فذة لأمة جسّدت ما اتصف به الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- من صفات عديدة من أبرزها تمسكه بكتاب الله وسنة رسوله وتفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني أجمع.

وفي يوم الاثنين 26 / 6 / 1426هـ الموافق 1 أغسطس 2005م بايعت الأسرة المالكة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد ملكًا على البلاد وفق المادة الخامسة من النظام الأساسي للحكم.

وشهدت المملكة العربية السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- المزيد من المنجزات التنموية العملاقة على امتداد الوطن في مختلف القطاعات التعليمية والصحية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة والاقتصاد.

وأظهرت تقارير المتابعة للسنوات التي مضت من خطة التنمية الثامنة 1425 / 1430هـ إنجازات حققت المعدلات المستهدفة في الخطة وفي بعض الحالات فاق النمو المعدلات المستهدفة.

اليوم، نعيش جميعنا حاضرًا مميزًا، ونتطلع لمستقبل أكثر تميزًا، تملؤنا الثقة بذلك إيمانًا وثقة بعنوان المرحلة ” سلمان بن عبد العزيز ” الذي لم يأل – حفظه الله – منذ توليه الحكم في المملكة، جهدًا في المضي قدمًا بمسيرة الوطن، فقد تعددت نشاطاته في المجالات المختلفة، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي تعددًا سبقه نشاطات في مراحل مختلفة تقلد خلالها – رعاه الله – العديد من المناصب.

وعلى المستوى الداخلي برزت رعايته – حفظه الله ـــ حفل افتتاح المؤتمر العالمي الثاني عن تاريخ الملك عبد العزيز – رحمه الله – الذي نظمته جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مدشنًا خلال الحفل مشروعات الجامعة المنجزة التي شملت مبانٍ تعليمية في كل من المدينة الجامعية بالرياض وفروعها ومعاهدها العلمية في مختلف مناطق المملكة، وكذلك المشروعات الخدمية والتقنية المتمثلة في ثلاث مراحل من إسكان أعضاء هيئة التدريس، ومواقف متعددة الأدوار للطلاب ومشروعات البنية الأساسية للاتصالات والأنظمة الإلكترونية بقيمة إجمالية بلغت حوالي ( 3.235.000.000 ) ريال.

وفي 11 / 6 / 1436هـ رعى خادم الحرمين الشريفين حفل افتتاح معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبد العزيز “الفهد .. روح القيادة” التي نظمها أبناء وأحفاد الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – بالتعاون مع دارة الملك عبدالعزيز، وذلك في مركز الرياض الدولي للمؤتمرات والمعارض.

وافتتح – رعاه الله – في العشرين من نفس الشهر مشروع تطوير حي البجيري في الدرعية، الذي أنهت الهيئة العُليا لتطوير مدينة الرياض تنفيذه ضمن برنامج تطوير الدرعية التاريخية موقعًا – أيده الله – على لوحة محفورة يحملها مجموعة من الأطفال.

تلا ذلك رعايته – حفظه الله – حفل تأسيس مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية حيث دشن ووضع حجر الأساس للمقر الدائم للمركز الذي يقوم بتوحيد الأعمال الإنسانية والإغاثة التي تقدمها المملكة العربية السعودية.

وفي الثالث من شهر شعبان الماضي افتتح خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – في الرياض عددًا من المشروعات الطبية في وزارة الحرس الوطني شملت مستشفى الملك عبد الله التخصصي للأطفال ومركز الملك عبد الله العالمي للأبحاث الطبية والمختبر المركزي.

وقام الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – رعاه الله – في الثاني عشر من الشهر نفسه بزيارة للمسجد الحرام في مكة المكرمة حيث توجه إلى داخل الكعبة المشرفة وصلى ركعتي السنة وتشرف بغسل جدار الكعبة المشرفة ثم تفقد المرحلة الثالثة لمشروع رفع الطاقة الاستيعابية للمطاف واطلع – حفظه الله – على مخططات ولوحات توضيحية تبين مراحل تنفيذ مشروع توسعة الحرم المكي وما تم إنجازه والعناصر المرتبطة به.

وفي شهر رمضان المبارك رعى خادم الحرمين الشريفين ـ حفظه الله ـ في مكة المكرمة حفل وضع حجر الأساس لمشروع “خير مكة” الاستثماري الخيري العائد لجمعية الأطفال المعوقين، واطلع – أيده الله – في مقر إقامته بالمدينة المنورة على العرض الخاص لمشروعات توسعة الحرم النبوي والمنطقة المركزية وشاهد مجسمات ومخططات لمشروعات توسعة المسجد النبوي، ودرب السنة الذي يربط الحرم النبوي بمسجد قباء، وتوسعة مسجد قباء، إضافة إلى مشروع دار الهجرة وما تشتمل عليه تلك المشروعات من شبكة للنقل وتفريغ الحشود، ثم رعى – وفقه الله – حفل تسليم جائزة نايف بن عبد العزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة وجائزة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود التقديرية ومسابقة الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود لحفظ الحديث النبوي الذي نظمته الأمانة العامة للجائزة في المدينة المنورة.

وزار الملك سلمان خلال الشهر الفضيل مسجد قباء في المدينة المنورة، مؤديًا ركعتي تحية المسجد خلال الزيارة.

وافتتح – حفظه الله – مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي الجديد في المدينة المنورة الذي تبلغ طاقته الاستيعابية 8 ملايين مسافر سنويًا في المرحلة الأولى سترتفع إلى 18 مليون مسافر سنويًا في المرحلة الثانية، أما المرحلة الثالثة من المخطط الرئيس فستوفر أكثر من ضعف السعة الاستيعابية للمطار لتتجاوز 40 مليون راكب سنويًا.

وشهد الشهر الكريم أيضًا تدشين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – رعاه الله – خمسة مشروعات ضمن التوسعة السعودية الثالثة للمسجد الحرام في مكة المكرمة تشمل مبنى التوسعة والساحات والأنفاق ومبنى الخدمات والطريق الدائري الأول، حيث تفضل ـ حفظه الله ـ بضغط زر تدشين مشروع مبنى توسعة المسجد الحرام المكون من ثلاثة أدوار على مسطح بناء يبلغ 000 ر 320 متر مربع يستوعب 000 ر 300 مصل.

كما دشن – أيده الله – ساحات التوسعة التي تبلغ مسطحاتها 000 ر 175 متر مربع وتتسع لحوالي 000 ر 330 مصل، وأنفاق المشاة التي تضم خمسة أنفاق للمشاة لنقل الحركة من الحرم إلى منطقة الحجون وجرول وخصص أربعة منها لنقل ضيوف بيت الله الحرام فيما خصص الخامس للطوارئ والمسارات الأمنية.

وبرعايته – حفظه الله – افتتح صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة “مؤتمر مكة 16” في مكة المكرمة في الثاني من شهر ذي الحجة لعام 1436هـ.

وقال خادم الحرمين الشريفين إن الشباب هم الثروة الحقيقية في كل أمة، فهم الأغلبية عدداً، والطاقة الناشطة المتجددة دوماً، التي تمثل عصب التنمية وذخيرتها، في عالم يشتد وطيس التنافس بين الأمم، لبناء حضارتها على اقتصاد المعرفة الذي أصبح لغة العصر بلا منازع، ومن يتخلف فقد حكم على نفسه بالقعود خلف مسيرة القافلة.

وفي يوم عرفة من عام 1436هـ وصل خادم الحرمين الشريفين إلى منى للإشراف المباشر على راحة حجاج بيت الله الحرام وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وليطمئن – رعاه الله- على جميع مراحل الخطة العامة لتنقلات الحجاج في المشاعر المقدسة.

وفي الـ 28 من شهر محرم لعام 1437هـ افتتح – أيده الله – أعمال القمة الرابعة للدول العربية ودول أمريكا الجنوبية بحضور أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول المشاركة في القمة وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.

وقال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود رئيس القمة في كلمته: “إننا نشعر بالارتياح للتوافق والتقارب بين وجهات نظرنا تجاه العديد من القضايا والمسائل الدولية، ونشيد بالمواقف الإيجابية لدول أمريكا الجنوبية الصديقة المؤيدة للقضايا العربية، وبخاصة القضية الفلسطينية، إن فرص تطوير العلاقات الاقتصادية بين دولنا واعدة، ومبشرة بما يحقق نماء وازدهار أوطاننا، ويدفعنا لتذليل العقبات والمعوقات وتشجيع ودعم تدفق الاستثمارات، وتبادل الخبرات، ونقل التقنية وتوطينها، والتعاون في المجالات كافة”.

وفي السادس والعشرين من شهر صفر لهذا العام رعى خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد في دورتها الخامسة وبفروعها الثلاثة «التميّز للمنظمات غير الربحية» و«شركاء التنمية» و«التنافسية المسؤولة»، وذلك في فندق الفيصلية بمدينة الرياض.

وافتتح – رعاه الله – في اليوم الذي يليه اجتماعات الدورة السادسة والثلاثين للمجلس الأعلى لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وذلك بقصر الدرعية بالرياض، مخاطبًا إخوانه بقوله: “مع ما تنعم به دولنا ولله الحمد من أمن واستقرار وازدهار، فإن منطقتنا تمر بظروف وتحديات وأطماع بالغة التعقيد، تستدعي منا التكاتف والعمل معاً للاستمرار في تحصين دولنا من الأخطار الخارجية، ومد يد العون لأشقائنا لاستعادة أمنهم واستقرارهم. ومواجهة ما تتعرض له منطقتنا العربية من تحديات وحل قضاياها”.

ورأس الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – في الحادي عشر من شهر ربيع الأول من هذا العام الاجتماع الخامس والأربعين لمجلس إدارة دارة الملك عبدالعزيز.

وافتتح – أيده الله – في الثاني عشر من الشهر نفسه أعمال السنة الرابعة من الدورة السادسة لمجلس الشورى، وذلك بمقر المجلس بالرياض.

وفي الخطاب الملكي السنوي أكد خادم الحرمين الشريفين أن الإنسان السعودي هو هدف التنمية الأول، لذا وإدراكًا من الحكومة فقد واصلت اهتمامها بقطاعات الصحة والتعليم والإسكان والتوظيف والنقل والاقتصاد وغيرها، ووفرت لها الدعم غير المحدود المادي والبشري والتنظيمي، وتأتي إعادة تنظيم أجهزة مجلس الوزراء دعماً لمسيرة التنمية.

وفيما يخص الشأن الخارجي شدد – أيده الله – على أن المملكة سارت في سياستها الخارجية على مبادئها الثابتة، الملتزمة بالمواثيق الدولية، المدافعة عن القضايا العربية والإسلامية، الرامية إلى محاربة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار في العالم، الساعية إلى توحيد الصفوف لمواجهة المخاطر والتحديات التي تحيط بالأمتين العربية والإسلامية.

وفي اليوم الثامن عشر من شهر ربيع الأول عقد خادم الحرمين الشريفين في قصر اليمامة جلسة مباحثات رسمية مع فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية، وبحث آفاق التعاون بين البلدين الشقيقين، وسبل تطويرها وتعزيزها في شتى المجالات، إضافة إلى مناقشة تطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية.

ورأس الملك سلمان في الثاني من شهر ربيع الآخر الاجتماع الثالث لمجلس أمناء مكتبة الملك فهد الوطنية في دورته التاسعة بالرياض حيث استمع المجلس في بداية الاجتماع إلى توجيهات خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله – حول أهمية قيام المكتبة بمهامها المنوطة بها في خدمة القراء والباحثين والباحثات متمنياً التوفيق للجميع.

وشهد اليوم العاشر من نفس الشهر افتتاحه – رعاه الله – مركز الملك عبد الله للدراسات والبحوث البترولية بالرياض، مطلعًا على مجسم عن المركز، مستمعاً – رعاه الله – إلى شرح عن منشآت المركز الذي صمم الحي السكني ومجمع البحوث فيه ليكونا صديقين للبيئة ومن ضمن أكثر الأحياء ترشيداً في استخدام الطاقة والمياه حيث حازا شهادة عالمية في ترشيد الطاقة والمياه.

وقد عبر خادم الحرمين الشريفين عقب اطلاعه على المجسم عن سعادته بافتتاح المركز الذي يحمل اسم الملك عبدالله – رحمه الله -، وقال: “هذا مما خلفه لبلده، ونعتز الحمد لله بما قدمه الملك عبدالله، ونتبع سيرته -رحمه الله – كما اتبع هو سيرة والده وإخوانه من قبل وكان عهده عهداً محموداً مشهوداً له بالعناية بمصلحة وطنه ومواطنيه، ونسأل الله له المغفرة والرحمة” .

ورعى خادم الحرمين الشريفين في الـ 24 من الشهر نفسه انطلاقة المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين الذي تنظمه وزارة الحرس الوطني بالجنادرية، مفتتحًا – حفظه الله – جناح جمهورية ألمانيا ضيف شرف المهرجان، وأجنحة الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، والمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني المشاركة في فعاليات المهرجان.

وقد عبر خادم الحرمين الشريفين، عن سعادته بافتتاحه هذه المباني، وبما شاهده – رعاه الله – من جهود تبرز الحرص على إطلاع زوار المهرجان الوطني للتراث والثقافة من المواطنين والمقيمين على تراث وتاريخ المملكة.

وأشاد – أيده الله – بما اشتملت عليه الأجنحة من عروض وأنشطة وفعاليات وما تقدمه من خدمات لزوار المهرجان.

ورعى – أيده الله – في الثلاثين من شهر ربيع الآخر في الرياض حفل العرضة السعودية، الذي أقيم، ضمن نشاطات المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الثلاثين.

كما رعى في الـ 18 من شهر جمادى الأولى المهرجان السنوي الكبير لسباق الخيل على كأس المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود – رحمه الله – لجياد الإنتاج، وذلك على ميدان الملك عبد العزيز للفروسية في الجنادرية.

ووصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله – إلى محافظة حفر الباطن في التاسع والعشرين من شهر جمادى الأولى حيث رعى – أيده الله – المناورة الختامية لتمرين رعد الشمال والعرض العسكري للقوات المسلحة السعودية والقوات المشاركة من الدول الشقيقة في التمرين بميدان العرض العسكري بمدينة الملك خالد العسكرية، بحضور أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والدولة والمعالي.

وفي الرابع عشر من شهر جمادى الآخرة رعى خادم الحرمين الشريفين بالرياض حفل جائزة الملك فيصل العالمية لعام 2016م.

وعقد – حفظه الله – في قصر اليمامة جلسة مباحثات رسمية مع فخامة الرئيس جاكوب زوما رئيس جمهورية جنوب افريقيا.

من جانبه أعرب فخامة رئيس جمهورية جنوب أفريقيا عن سعادته بزيارة المملكة ولقائه خادم الحرمين الشريفين، معبراً عن بالغ شكره على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

وأكد فخامته حرص بلاده على تعزيز الشراكة مع المملكة، ومواصلة تطويرها، منوهاً بعمق العلاقات بين البلدين الصديقين.

وأشار فخامة رئيس جمهورية جنوب أفريقيا إلى ما تحظى به المملكة من مكانة مرموقة على مختلف الصعد الإقليمية والدولية.

بعد ذلك جرى خلال جلسة المباحثات استعراض مجالات التعاون وسبل تطويرها وتعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين، بالإضافة إلى استعراض مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .

إثر ذلك، وبحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وفخامة الرئيس جاكوب زوما رئيس جمهورية جنوب افريقيا، تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية جنوب افريقيا بشأن المشاورات الثنائية السياسية بين البلدين.

وقبيل توقيع مذكرة التفاهم، قلد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، فخامة الرئيس جاكوب زوما رئيس جنوب أفريقيا، “قلادة الملك عبدالعزيز” وهي أعلى وسام في المملكة وتمنح لقادة ورؤساء الدول.

وشهد شهر رجب من العام الجاري العديد من النشاطات لخادم الحرمين الشريفين، فقد رأس – حفظه الله – في قصر الدرعية بالرياض أعمال قمة قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية وفخامة رئيس الولايات المتحدة الأمريكية.

ورعى – أيده الله – المؤتمر الدولي الذي نظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل – رحمه الله – بعنوان “سعود الأوطان” وذلك في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض.

وعقد ـ حفظه الله ـ في قصر اليمامة اجتماعاً مع أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية، تم خلاله بحث مجمل الأحداث والتطورات التي تشهدها المنطقة، إضافة إلى الأحداث الإقليمية والدولية، وآفاق التعاون بين البلدين الشقيقين وسبل تعزيزها.

وجرى خلال الاجتماع التوقيع على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي الأردني.

ورعى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفل تخريج طلاب الدفعة ( 41 ) من مدارس الرياض وتكريم الطلاب المتفوقين والمتميزين.

وكرم – رعاه الله – الفائزين بجائزة الملك عبدالعزيز للكتاب في دورتها الثانية، وبجائزة ومنحة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لدراسات وبحوث تاريخ الجزيرة العربية في دورتها السادسة لعامي 1436 / 1437هـ، والمقدمتين من دارة الملك عبدالعزيز، مؤكدًا – حفظه الله – أهمية العناية والاهتمام بالتاريخ وإطلاع الأجيال على ماضي الآباء والأجداد والتاريخ الحافل بالإنجازات، ودورهم في وضع الأسس المتينة لهذه البلاد القائمة على كتاب الله وسنة نبيه.

وتعد موافقة مجلس الوزراء على رؤية المملكة العربية السعودية 2030 أبرز أحداث هذا الشهر حيث خصص المجلس جلسته التي عقدها برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ للنظر في مشروع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 الصادر في شأنه قرار مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية وما تضمنه خطاب صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية في شأن مشروع الرؤية.

وقد قرر المجلس حيال ذلك الموافقة على رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وقيام مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية بوضع الآليات والترتيبات اللازمة لتنفيذ هذه الرؤية ومتابعة ذلك وقيام الوزارات والأجهزة الحكومية الأخرى – كل فيما يخصه – باتخاذ ما يلزم لتنفيذ هذه الرؤية، وفقاً للآليات والترتيبات المشار إليها في البند (ثانياً) من هذا القرار.

وقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله ورعاه – كلمة بعد الموافقة على رؤية 2030، جاء فيها: “لقد وضعت نصب عيني منذ أن تشرفت بتولي مقاليد الحكم السعي نحو التنمية الشاملة من منطلق ثوابتنا الشرعية وتوظيف إمكانات بلادنا وطاقاتها والاستفادة من موقع بلادنا وما تتميز به من ثروات وميزات لتحقيق مستقبل أفضل للوطن وأبنائه مع التمسك بعقيدتنا الصافية والمحافظة على أصالة مجتمعنا وثوابته ومن هذا المنطلق؛ وجهنا مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برسم رؤية المملكة لتحقيق ما نأمله بأن تكون بلادنا – بعون من الله وتوفيقه – أنموذجاً للعالم على جميع المستويات، وقد اطلعنا على رؤية المملكة العربية السعودية التي قدمها مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية ووافق عليها مجلس الوزراء، شاكرين للمجلس ما بذله من جهد بهذا الخصوص، آملين من أبنائنا وبناتنا المواطنين والمواطنات العمل معاً لتحقيق هذه الرؤية الطموحة، سائلين الله العون والتوفيق والسداد، وأن تكون رؤية خير وبركة تحقق التقدم والازدهار لوطننا الغالي”.

في السابع من شهر شعبان وبرعاية خادم الحرمين الشريفين دشن معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي، المبنى الجديد لـ”واس” في حي الصحافة شمال مدينة الرياض.

وفي الخامس عشر من الشهر نفسه وقعت حكومة المملكة العربية السعودية، وحكومة جمهورية كوريا الجنوبية بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – أيده الله – ودولة رئيس وزراء جمهورية كوريا الجنوبية هوانج كيو آن، في قصر السلام، مذكرتي تفاهم وبرنامج عمل وبرنامجاً تنفيذياً بين حكومتي البلدين.

وفي اليوم الثامن عشر رعى خادم الحرمين الشريفين احتفال جامعة الملك عبد العزيز بمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسها وذلك بمقر الجامعة في جدة، مدشنًا المرحلة الثالثة من مشاريع توسعة الجامعة بتكلفة إجمالية بلغت خمسة مليارات ونصف المليار ريال، واضعًا حجر الأساس لعدد من المشاريع الجامعية داخل الجامعة وفروعها بتكلفة تقدر بأكثر من ستة مليارات ريال.

وخاطب خادم الحرمين الشريفين المحتفلين بكلمات قالت فيها: “إن بلادكم ولله الحمد قامت على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا الأساس اهتمت بالعلم والعلماء إيماناً منها بأن هذا هو أساس التطور والرقي والسبيل إلى الوصول إلى مصاف الدول المتقدمة، وهذا الأمر هو محل اهتمامنا وحرصنا شخصياً، ونتطلع إلى أن تستمر جامعاتنا في دعم خطط التنمية عبر تأهيل وتطوير القدرات البشرية، وعبر الأبحاث والدراسات العلمية المتخصصة، بما يتواكب مع رؤية المملكة العربية السعودية 2030 التي أعلنا عنها مؤخراً”.

ورعى خادم الحرمين الشريفين في الثاني والعشرين من شعبان المباراة الختامية لمسابقة كأس الملك بين فريقي الأهلي والنصر، متوجًا الأهلي بكأس البطولة.

ودشن – حفظه الله – في السادس والعشرين من الشهر نفسه مؤسسة الملك سعود – رحمه الله – مباركًا إنشاء مؤسسة تحمل اسم المغفور له بإذن الله تعالى عرفانًا لما قدمه – رحمه الله – من خدمات وأعمال جليلة لبلاده وأمته.

في اليوم السابع عشر من شهر رمضان المبارك وصل بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى المدينة المنورة، وقد توجه فور وصوله لزيارة المسجد النبوي، مؤديًا، وسمو ولي العهد، وأصحاب السمو الأمراء، الصلاة في الروضة الشريفة، متشرفًا بالسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى صاحبيه رضوان الله عليهما.

كما وصل بحفظ الله ورعايته في التاسع عشر من رمضان إلى مكة المكرمة لقضاء العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك بجوار بيت الله الحرام.

وبعد إعلان ثبوت هلال عيد الفطر المبارك وجّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ كلمة للمواطنين والمسلمين في كل مكان حمد الله فيها على عزة المسلمين بالدين الإسلامي الحنيف، دين الوسطية والاعتدال والمحبة والسلام.

كما حمد الله الذي مكن قاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي من المعتمرين والزوار من أداء مناسكهم بكل يسر وطمأنينة، وإتمام صيام شهر رمضان وقيامه.

وحمد خادم الحرمين الشريفين، الله – عز وجل – الذي أكرم المملكة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما.

وقال – حفظه الله – في كلمته: “إخواني المسلمين : إن ما يشهده العالم الإسلامي اليوم من فرقة وتناحر يدعونا جميعاً إلى بذل قصارى الجهد لتوحيد الكلمة والصف، والعمل سوياً لحل مشاكل الأمة الإسلامية ونصرة قضاياها، وإن أكبر تحد تواجهه أمتنا الإسلامية هو المحافظة على ثروتها الحقيقية وأمل مستقبلها وهم الشباب من المخاطر التي تواجههم وبخاصة الغلو والتطرف واتباع الدعوات الخبيثة المضللة التي تدفعهم إلى سلوكيات وممارسات شاذة وغريبة تتنافى مع الفطرة السوية، ومع مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف، وثوابت وقيم مجتمعاتنا الإسلامية، والمملكة عاقدة العزم ـ بإذن الله ـ على الضرب بيد من حديد على كل من يستهدف عقول وأفكار وتوجهات شبابنا الغالي، وعلى المجتمع أن يدرك أنه شريك مع الدولة في جهودها وسياساتها لمحاربة هذا الفكر الضال، ونحن في هذا نستهدي بتعاليم ديننا الإسلامي الذي يعصم الدماء والأموال، مستشعرين موقعنا في قلب العالم الإسلامي، وتشرفنا بخدمة الإسلام والوقوف بجانب المسلمين في أرجاء المعمورة، والدفاع عن قضاياهم المشروعة وفي مقدمتها قضية فلسطين.

إخواني وأخواتي:

أدعوكم جميعاً عشية يوم عيد الفطر السعيد للتفاؤل والأمل بمستقبل أفضل وغد مشرق، شاكرين المولى عز وجل على ما منَّ به علينا من نعم ظاهرة وباطنة، ونسأله أن يأخذ بأيدينا لما فيه خير أمتنا وصلاحها، داعين الله أن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء، وأن يرحم شهداءنا الذين استشهدوا فداءً لدينهم ووطنهم، وأن يرحم جميع أموات المسلمين، إنه سميع مجيب، وكل عام وأنتم بخير”.

وعلى المستوى الخارجي وضمن اهتمامات خادم الحرمين الشريفين بالقضايا العربية وصل – حفظه الله – إلى مدينة شرم الشيخ يوم الثامن من شهر جمادى الآخرة على رأس وفد المملكة العربية السعودية للمشاركة في مؤتمر القمة العربية في دورته السادسة والعشرين.

وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في كلمة ألقاها أمام القمة أن الواقع المؤلم الذي تعيشه عدد من البلدان العربية، من إرهاب وصراعات داخلية وسفك للدماء، هو نتيجة حتمية للتحالف بين الإرهاب والطائفية، الذي تقوده قوى إقليمية أدت تدخلاتها السافرة في المنطقة العربية إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بعض الدول العربية.

وقال – حفظه الله – : “في اليمن الشقيق أدى التدخل الخارجي إلى تمكين الميليشيات الحوثية – وهي فئة محدودة – من الانقلاب على السلطة الشرعية، واحتلال العاصمة صنعاء، وتعطيل استكمال تنفيذ المبادرة الخليجية التي تهدف للحفاظ على أمن اليمن ووحدته واستقراره”، لافتًا الانتباه إلى أن الميليشيات الحوثية المدعومة من قوى إقليمية هدفها بسط هيمنتها على اليمن وجعلها قاعدة لنفوذها في المنطقة واستمرارها في تعنتها ورفضها لتحذيرات الشرعية اليمنية ومجلس التعاون ومجلس الأمن وللمبادرات السلمية كافة، والمضي قدمًا في عدوانها على الشعب اليمني وسلطته الشرعية وتهديد أمن المنطقة؛ ولذا فقد جاءت استجابة الدول الشقيقة والصديقة المشاركة في عاصفة الحزم لطلب فخامة رئيس الجمهورية اليمنية عبد ربه منصور هادي للوقوف إلى جانب اليمن الشقيق وشعبه العزيز وسلطته الشرعية وردع العدوان الحوثي الذي يشكل تهديدًا كبيرًا لأمن المنطقة واستقرارها وتهديدًا للسلم والأمن الدولي ومواجهة التنظيمات الإرهابية.

وأكد خادم الحرمين الشريفين أن الرياض تفتح أبوابها لجميع الأطياف السياسية اليمنية الراغبة في المحافظة على أمن اليمن واستقراره للاجتماع تحت مظلة مجلس التعاون في إطار التمسك بالشرعية ورفض الانقلاب عليها وبما يكفل عودة الدولة لبسط سلطتها على كافة الأراضي اليمنية وإعادة الأسلحة إلى الدولة وعدم تهديد أمن الدول المجاورة، مؤملاً أن يعود من تمرد على الشرعية لصوت العقل والكف عن الاستقواء بالقوى الخارجية والعبث بأمن الشعب اليمني العزيز والتوقف عن الترويج للطائفية وزرع بذور الإرهاب.

وقال – حفظه الله – في كلمته: “إن القضية الفلسطينية في مقدمة اهتماماتنا، وموقف المملكة العربية السعودية يظل كما كان دائمًا، مستندًا إلى ثوابت ومرتكزات تهدف جميعها إلى تحقيق السلام الشامل والعادل في المنطقة على أساس استرداد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه المشروع في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

وأوضح أن الأزمة السورية مازالت تراوح مكانها ومع استمرارها تستمر معاناة وآلام الشعب السوري المنكوب بنظام يقصف القرى والمدن بالطائرات والغازات السامة والبراميل المتفجرة ويرفض كل مساعي الحل السلمي الإقليمية والدولية، مشددًا – رعاه الله – على أن أي جهد لإنهاء المأساة السورية يجب أن يستند إلى إعلان مؤتمر جنيف الأول، قائلاً: “لا نستطيع تصور مشاركة من تلطخت أياديهم بدماء الشعب السوري في تحديد مستقبل سوريا”.

في الثلاثين من الشهر المحرم لعام 1437هـ رأس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وفد المملكة للمشاركة في قمة قادة دول مجموعة العشرين في مدينة انطاليا التركية.

وقد التقى – حفظه الله – في تركيا بالعديد من قادة ورؤساء الدول والوفود المشاركين في أعمال القمة، حيث التقى دولة مستشارة ألمانيا الاتحادية انجيلا ميركل، وبحث معها العلاقات الثنائية، وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين، إضافة إلى عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة.

كما التقى – حفظه الله – دولة رئيس وزراء جمهورية تركيا البروفيسور أحمد داود أوغلو، واستعرض معه العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين.

والتقى خادم الحرمين الشريفين أيضًا فخامة الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية، حيث استعرض وإياه العلاقات الثنائية، ومجالات التعاون بين البلدين، وبحثا تطورات الأحداث في المنطقة، إضافة إلى عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة.

وشهدت القمة لقاءه – حفظه الله – مع معالي وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، حيث أعرب خادم الحرمين الشريفين، خلال اللقاء عن إدانة المملكة للأحداث والتفجيرات الإرهابية المؤلمة التي وقعت في باريس، مؤكداً ضرورة مُضاعفة المجتمع الدولي لجهوده لاجتثاث هذه الآفة الخطيرة ولتخليص العالم من شُرورها التي تُهدد السِلم والأمنَ العالميين.

والتقى – أيده الله – دولة رئيس الوزراء الهندي ناريندرا موري، وبحث معه أوجه التعاون بين البلدين الصديقين، إضافة إلى عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة.

كما التقى الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، دولة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، وبحث معه أوجه التعاون الثنائي، بين البلدين الصديقين، واستعرض مستجدات الأوضاع في المنطقة، إضافة إلى عدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة.

كذلك التقى – أيده الله – دولة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية، وأوجه التعاون بين البلدين الصديقين.

في يوم 29 من شهر جمادى الآخرة من العام الجاري وصل بحفظ الله ورعايته خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى القاهرة في زيارة رسمية لجمهورية مصر العربية تلبية للدعوة الموجهة إليه من أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وعقد خادم الحرمين الشريفين خلال الزيارة مع أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، جلسة مباحثات ثنائية جرى خلالها استعراض العلاقات الأخوية بين البلدين الشقيقين، وبحث عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

وقلد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود قلادة النيل وهي ارفع الأوسمة تقديرًا له – حفظه الله – لما قدم من خدمات إنسانية جليلة , مؤكداً في كلمة له ـ حفظه الله – حرص الملك المؤسس عبدالعزيز – رحمه الله – على ترسيخ أساس صلب للعلاقات السعودية – المصرية.

وقال: “كانت زيارته إلى مصر عام 1946م هي الزيارة الخارجية الوحيدة التي قام بها طيلة فترة توليه الحكم، مما أكد الأهمية الكبيرة التي كان يوليها – رحمه الله – لهذه العلاقة الفريدة والمتميزة، ولقد وقفت المملكة العربية السعودية منذ ذلك التاريخ إلى جانب شقيقتها جمهورية مصر العربية بكل إمكاناتها وفي مختلف الظروف، مما جعل بلدينا حصناً منيعاً لأمتنا العربية والإسلامية.

وشهد خادم الحرمين الشريفين وفخامة الرئيس المصري التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم وتعاون بين البلدين في عدد من المجالات، وهي:

1 – اتفاقية قرض مشروع جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز بمدينة الطور ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.

2 – اتفاقية قرض مشروع التجمعات السكنية ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبه جزيرة سيناء.

3 – اتفاقية قرض بشأن مشروع توسعة محطة كهرباء غرب القاهرة.

4 – اتفاقية قرض بشأن مشروع مستشفى قصر العيني.

5 – اتفاقية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية مصر العربية لتجنب الازدواج الضريبي ولمنع التهرب الضريبي في شأن الضرائب على الدخل.

6 – اتفاقية للتعاون في مجال الاستخدامات السلمية للطاقة النووية بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية مصر العربية.

7 – اتفاقية تعاون بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية في مجال النقل البحري والموانئ.

8 – مذكرة تفاهم في التعاون في المجالات الزراعية بين وزارة الزراعة في المملكة العربية السعودية ووزارة الزراعة واستصلاح الأراضي في جمهورية مصر العربية.

9 – مذكرة تفاهم تنفيذية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية في مجال الكهرباء.

10 – مذكرة تفاهم للتعاون في مجال الإسكان بين وزارة الإسكان في المملكة العربية السعودية ووزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية في جمهورية مصر العربية.

11 – مذكرة تفاهم للتعاون في مجال التجارة والصناعة بين وزارة التجارة والصناعة في المملكة العربية السعودية ووزارة التجارة والصناعة في جمهورية مصر العربية.

12 – مذكرة تفاهم في مجال حماية النزاهة ومكافحة الفساد بين الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في المملكة العربية السعودية وهيئة الرقابة الإدارية في جمهورية مصر العربية.

13 – مذكرة تفاهم في مجالات العمل بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية مصر العربية.

14 – برنامج تنفيذي تربوي تعليمي بين وزارة التعليم في المملكة العربية السعودية ووزارة التربية والتعليم في جمهورية مصر العربية.

15 – البرنامج التنفيذي للتعاون الثقافي بين وزارة الثقافة والإعلام في المملكة العربية السعودية ووزارة الثقافة بجمهورية مصر العربية.

16 – برنامج تنفيذي للتعاون في مجال الإذاعة والتلفزيون بين حكومة المملكة العربية السعودية وحكومة جمهورية مصر العربية.

17 – اتفاقية تعيين الحدود البحرية بين المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.

وشهدت الزيارة منح جامعة القاهرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود الدكتوراه الفخرية، تقديراً لدوره – أيده الله – المتفرد، وبوصفه شخصية عالمية محورية لها تأثير بالغ ومشهود في محيطها العربي والدولي.

وأكد رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصار في تصريح صحفي أن قرار منح الدكتوراه لخادم الحرمين الشريفين يأتي تقديراً لإسهاماته البارزة في خدمة العروبة والإسلام والمسلمين، ومساندته لمصر وشعبها، ولدوره البارز في دعم جامعة القاهرة، وإطلاقه مشروعاً تاريخياً لتطوير مستشفيات جامعة القاهرة؛ بما يؤدى إلى تمكينها من أداء رسالتها نحو مجتمعها المصري ومحيطها العربي.

وأعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – خلال كلمة ألقاها في قصر الاتحادية عن اتفاقه مع أخيه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية على إنشاء جسر بري يربط بين البلدين الشقيقين اللذين يقعان في قلب العالم.

وأكد خادم الحرمين الشريفين أن هذه الخطوة التاريخية، المتمثلة في الربط البري بين القارتين الآسيوية والأفريقية، تعد نقلة نوعية ذات فوائد عظمى، حيث سترفع التبادل التجاري بين القارات إلى مستويات غير مسبوقة، وتدعم صادرات البلدين إلى العالم، كما أن هذا الجسر سيشكل منفذاً دولياً للمشاريع الواعدة في البلدين، ومعبراً أساسياً للمسافرين من حجاج ومعتمرين وسياح، إضافة إلى فرص العمل التي سيوفرها الجسر لأبناء المنطقة.

بدوره اقترح فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية إطلاق اسم الملك سلمان بن عبدالعزيز على الجسر البري المزمع إنشاؤه ويربط بين المملكة ومصر.

وقد زار خادم الحرمين الشريفين جامع الأزهر بجمهورية مصر العربية، وأدى فيه ركعتي تحية المسجد.

واطلع – أيده الله – على صور تبين تصاميم وعناصر مشروع إعادة تأهيل جامع ومشيخة الأزهر الأثرية الذي بدأ العمل فيه بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – .

كما اطلع على مجسمات للمشروع واستمع – حفظه الله – إلى شرح واف عما يضمه المشروع من مبانٍ سكنية وتعليمية.

بعد ذلك تفضل خادم الحرمين الشريفين بوضع حجر الأساس لمدينة البعوث الإسلامية التي تشمل مجمعات سكنية ومرافق خدمية وتعليمية لطلبة الأزهر، وقال خادم الحرمين الشريفين: “على بركة الله، بسم الله الرحمن الرحيم، وبه نستعين في الأزهر، ونسأل الله عز وجل، أن يوفقنا لخدمة الأزهر لأنه من مساجد الله التي يعبد فيها الله ويدرس فيها الإسلام ونرجو التوفيق إن شاء الله، وندعمهم بكل ما يلزمهم إن شاء الله”.

وخلال الزيارة استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – السفراء العرب المعتمدين لدى جمهورية مصر العربية.

وشهد – حفظه الله – وأخوه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم استثمارية بين البلدين في عدد من المجالات وإعلانين لمشروعين تم تأسيسهما وهي كالتالي:

– اتفاق لإنشاء صندوق سعودي مصري للاستثمار برأسمال (60) مليار ريال بين صندوق الاستثمارات والكيانات التابعة له والمتفقة معه والحكومة المصرية والكيانات التابعة لها والمتفقة معها.

– مذكرة تفاهم صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية ووزارة التعاون الدولي في جمهورية مصر العربية لإنشاء منطقة اقتصادية حرة في شبه جزيرة سيناء.

– التوقيع على عدد من الاتفاقيات بين وزارة التعاون الدولي في جمهورية مصر العربية والصندوق السعودي للتنمية، وهذه الاتفاقيات ضمن برنامج الملك سلمان بن عبدالعزيز لتنمية شبة جزيرة سيناء، وهي :

– اتفاقية مشروع محطة المعالجة الثلاثية لمياه الصرف .

– اتفاقية مشروع التجمعات السكنية بسيناء (المرحلة الثانية).

– اتفاقية مشروع طريق محور التنمية بطول (90 كم).

– اتفاقية مشروع أربع وصلات بطول إجمالي (61كم) تربط محور التنمية بالطريق الساحلي.

– اتفاقية مشروع طريق النفق – طابا.

– اتفاقية مشروع جامعة الملك سلمان بن عبدالعزيز بمدينة الطور (المرحلة الثانية).

اتفاقية مشروع طريق الجدي.

– اتفاقية مشروع تطوير طريق عرضي رقم (1) المرحلة الأولى.

– اتفاقية مشروع إنشاء عدد (13) تجمعاً زراعياً.

– اتفاقية مشروع إنشاء قناة لنقل المياه.

– اتفاق في شأن إنشاء محطة كهرباء ديروط بنظام الدورة المركبة 2250 ميجاوات قيمة المشروع 2.2 مليار دولار.

– اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الإسكان مع مجموعة طلعت مصطفى.

– اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الإسكان مع مجموعة صبور العقارية.

– اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الإسكان مع مجموعة مصر إيطاليا للاستثمار القابضة.

– اتفاقية إطارية للتعاون في مجال الإسكان مع شركة أوربت اليانس للاستثمار والتسويق العقاري.

– مذكرة تفاهم بين شركة أرامكو السعودية والشركة العربية لانابيت البترول (سوميد).

– مذكرة تفاهم لإنشاء قرية داجنة في شبه جزيرة سيناء.

– مذكرة تفاهم في شأن ما يلي :

– شركة تنمية الصادرات (رأس مال مليار جنيه مصري) مستثمرين سعوديين ومصريين.

– شركة تدريب وتأهيل وتوظيف العمالة المصرية في المملكة العربية السعودية وخصوصاً في مجال الخدمات الطبية المساندة.

– شركة البحث عن الفرص الاستثمارية في مصر ودراستها والاشتراك فيها وترويجها وإنشاء شركات لها رأس مال (مليار جنيه مصري).

– التوقيع على محضر اللجنة السعودية المصرية المشتركة.

– الإعلان عن تأسيس شركة جسور المحبة المصرية السعودية لتنمية منطقة قناة السويس من قبل مستثمرين سعوديين ومصريين بقية (3) مليارات جنيه مصري وقد تم تأسيسها في يوم واحد.

– الإعلان عن تطوير 6 كم من أراضي المنطقة الاقتصادية لإنشاء مدينة صناعية تجارية بمبلغ (ثلاثة مليارات وثلاثمائة مليون) دولار (وقد تم تـأسيسها في يوم واحد).

وفي كلمته – أيده الله – أمام مجلس النواب المصري أكد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أن لدى المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية فرصة تاريخية لتحقيق قفزات اقتصادية هائلة من خلال التعاون بينهما.

وأشار إلى أن التعاون الوثيق بين البلدين يعد انطلاقة للعالم العربي والإسلامي لتحقيق توازن بعد سنوات من الاختلال وانتهاجاً لعمل جماعي واستراتيجي بعد سنوات من التشتت.

وفي الرابع من شهر رجب الماضي وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود إلى أنقرة في مستهل زيارة لجمهورية تركيا تلبية للدعوة الموجهة له من فخامة الرئيس رجب طيب أردوغان، الذي استقبل خادم الحرمين الشريفين وشهد منحه – أيده الله – وسام (الجمهورية) وهو أعلى وسام في تركيا يمنح لقادة ورؤساء الدول.

وعقد خادم الحرمين الشريفين وفخامة رئيس جمهورية تركيا جلسة مباحثات رسمية أشار خلالها أردوغان إلى أهمية استمرار اللقاءات بين مسؤولي البلدين في مختلف المجالات السياسية والتجارية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والاجتماعية لما فيه تحقيق المصالح المشتركة وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين، فيما شدد خادم الحرمين الشريفين على ثقته أن المباحثات ستفضي إلى نتائج مثمرة ترسخ علاقات البلدين الاستراتيجية مما يفتح آفاقاً واسعة لتعزيز الروابط السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية والأمنية بما يعود بالنفع عليهما.

والتقى خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – خلال الزيارة، دولة رئيس الوزراء بجمهورية تركيا البروفيسور أحمد داود أوغلو.

وتم خلال اللقاء بحث العلاقات الأخوية وأوجه التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين.

وتوجه – حفظه الله – بعد ذلك من أنقرة إلى إسطنبول ورأس وفد المملكة في القمة الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي.

وقد التقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – في مقر انعقاد القمة، فخامة الرئيس نور سلطان نزار باييف رئيس جمهورية كازاخستان، والسلطان حسن بلقيه سلطان بروناي دار السلام.

وجرى خلال اللقاءين بحث أوجه التعاون الثنائي بين المملكة والبلدين، وعدد من الموضوعات المدرجة على جدول أعمال القمة الإسلامية.

وقد وقعت المملكة العربية السعودية وجمهورية تركيا بحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – وفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس جمهورية تركيا، على محضر إنشاء مجلس التنسيق السعودي التركي.

ويعنى المجلس بالتنسيق بين البلدين في المجالات السياسية والدبلوماسية والاقتصاد والتجارة والبنوك والمال والملاحة البحرية، والصناعة والطاقة والزراعة والثقافة والتربية والتكنولوجيا والمجالات العسكرية والصناعات العسكرية والأمن، والإعلام والصحافة والتلفزيون، والشؤون القنصلية.

وبعث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – برقية شكر لفخامة الرئيس رجب طيب أردوغان رئيس الجمهورية التركية إثر مغادرته إسطنبول بعد انتهاء زيارته الرسمية ومشاركته في القمة الإسلامية الثالثة عشرة لمنظمة التعاون الإسلامي قال فيها: “أشيد بالنتائج الإيجابية التي توصلنا إليها خلال مباحثاتنا الثنائية والتي من شأنها أن تعزز التعاون الاستراتيجي بين بلدينا الشقيقين، كما لا يفوتني أن أنوه بالإدارة الحكيمة لفخامتكم لأعمال القمة الإسلامية، وما بذلتموه من جهود موفقة أثمرت عن القرارات الإيجابية الصادرة عن القمة، والتي تخدم مصالح أمتنا الإسلامية، وسيكون لها كبير الأثر في تعزيز التضامن الإسلامي.

متمنياً لفخامتكم موفور الصحة والسعادة، ولبلدكم وشعبكم الشقيق استمرار التقدم والازدهار”.