بعد تصعيد الحجاج.. وزير الحج والعمرة: هذه أصعب التحديات أمامنا

الأحد ١١ سبتمبر ٢٠١٦ الساعة ٨:١٣ مساءً
بعد تصعيد الحجاج.. وزير الحج والعمرة: هذه أصعب التحديات أمامنا

المواطن – المشاعر المقدسة
رفع معالي وزير الحج والعمرة، الدكتور محمد صالح بن طاهر بنتن، خالص التهاني لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العُليا، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع- حفظهم الله- بمناسبة نجاح واكتمال خطة التصعيد لجميع الحجاج إلى المشاعر المقدسة بكل طمأنينة وأمان وسلامة ولله الحمد.
وأرجع معاليه، نجاح خطط التصعيد بعد فضل الله إلى الإمكانات العظيمة والجهود الكبيرة التي سخّرتها الحكومة الرشيدة في خدمة ضيوف الرحمن، والمتابعة المستمرة من سمو ولي العهد رئيس لجنة الحج العُليا، وسمو مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، ولسمو أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج في المدينة، ولرجال الأمن ومنظومة القطاعات الحكومية والأهلية المشاركة في إدارة هذه الحشود.
وأشار معاليه في لقاءٍ على القناة الأولى السعودية، اليوم، إلى أنه تمّ استكمال التصعيد يوم التروية إلى منى، ومنها إلى عرفات، إضافةً للحجاج القادمين إلى عرفات مباشرةً، مؤكدًا أن ما تقوم به المملكة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين في أعمال المسجد الحرام والمسجد والنبوي الشريف، وتقديم الخدمات لحجاج بيت الله الحرام، الأمر الذي يبين مبادئ المملكة الراسخة لخدمة الإسلام والمسلمين، وتقديم أفضل الخدمات للحجاج والمعتمرين والزوّار، ليتمكنوا من أداء نسكهم بكل يسرٍ وسهولةٍ.

وأشار إلى أن جهود وزارة الحج هي العمل؛ وفق منظومة متكاملة تضم مجموعة من القطاعات تتكاتف بعمل دؤوب لإنجاز هذا العمل، وتجتمع تحت رؤية واضحة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله-، واستراتيجية تعمل بها جميع الجهات على تنفيذها والتنسيق فيما بينها؛ لأن العمل الذي يقومون به ليس بالعمل السهل؛ بل هي عملية تصعيد أكثر من مليون ونصف حاج وإدارة أكبر أسطول من النقل حوالي 20 ألف حافلة لنقل هؤلاء الحجاج من منازلهم إلى خيامهم في مشعر عرفات، ولله الحمد الإمكانيات المتوفّرة وتضافر الجهود مع رجال الأمن والقطاعات الخاصة لتقديم هذه الخدمات بدعم ومتابعة مستمرة من وُلاة الأمر، هو الذي يُمكننا، ولله الحمد من استكمال هذه المسيرة.
وقال معاليه: إدارة التجمع البشري الكبير وتقديم الخدمات لهم بهذا العدد لا يمكن ضبطه ومتابعته إلا باستخدام التقنية، فتقنية المسار الإلكتروني لحجاج الخارج على سبيل المثال؛ هي منهجية لمساعدة الحاج وتسهيل إجراءاته بدءًا من بلده، وهو حصوله على التأشيرة بطريقة إلكترونية ثم شراؤه وتحديده للخدمات التي يحتاجها في المملكة العربية السعودية، وأيضًا يُمكّن وزارة الحج والعمرة والجهات الأخرى من متابعة توفّر هذه الخدمات لهذا الحاج بشفافية كاملة وبعدالة وبحفظ للحقوق، وبالتالي هناك تسجيل لجميع الخدمات التي يحتاجها الحاج، ويقوم بدفع قيمتها مقدمًا ليضمن عند قدومه حصوله على أفضل الخدمات.
وأضاف: المسار الإلكتروني لحجاج الداخل هو وسيلة مساعدة المواطنين في داخل المملكة من اختيار الخدمة التي يرغبون بها بدلًا من الانتقال بين المكاتب، وقد يكونوا ضحية مكاتب وهمية، لأن الحجز والدفع والحصول على التصريح يوفّر الوقت والجهد للمواطنين، بعد ذلك يأتي لأداء المناسك ثم تقوم الوزارة بمتابعة حصولهم على الخدمات الإلكترونية، مبينًا أنها منهجية لتبسيط الإجراءات ومساعدة الحجاج سواء الداخل أو الخارج.
وأوضح الدكتور بنتن، أن هناك مراحل عديدة يتم بها التفويج تبدأ من المطار أو الميناء البحري أو الجوي الذي يصل إليه الحجاج، ومن ثم مراحل التفويج الأخرى (التصعيد)، وفي أوقات معينة حتى وصولها إلى عرفات، وهناك مرحلة النفرة ومرحلة رمي الجمرات، وهي أهم مرحلة، حيث تمر بمرحلتين حرجتين؛ الأولى وقت نزول الحجاج من مزدلفة إلى منى، إذ يحرص العديد من الحجاج على الرمي، وبالتالي الطاقة الاستيعابية للطرق المؤدية إلى الجمرات في منى لن تكون كافية للاستيعاب، لذلك هناك دراسات محصلة إحصائية تحصر الطاقة الاستيعابية التي تُمكّن الحجاج من المرور في مثل هذه الطرقات بأمانٍ، دون التعرّض إلى مضايقات أو مزاحمات، وهي خطط تفصيلية قد تصل في بعض الأحيان ليس فقط للمجموعات، بل تصل حتى للأفراد.
وأشار معاليه إلى أنه يتم مراقبة خطة التفويج بعِدة طرق؛ منها الطرق الإلكترونية وعبر الكاميرات الحرارية للتأكد من أن الأعداد التي تسير في الطرق المؤدية إلى الجمرات ليس فيها ازدحام، الذي يُشكّل خطورة على الحجاج، كما يتم كذلك متابعتها ميدانيًا بواسطة مراقبين متواجدين في أماكن الحجاج ومخيماتهم، إضافة إلى المراقبة الإلكترونية بقراءة أساور الحجاج.
وقال: إن شاء الله ستكون في العام القادم شرائح في هذه الأساور في مرحلة دقيقة للتأكد من أن الحاج لا يخرج إلى الجمرات، إلا والطريق آمن، ويستطيع رمي الجمرات، والمرحلة الحرجة الأخرى هي يوم 12، حيث يحرص الكثير من الحجاج على رمي الجمرات بعد الزوال مباشرة، ليتمكن من التعجل والخروج من منى، حيث يتم جدولة جميع الحجاج بجميع الجنسيات والمكاتب بعملية تفصيلية وعلمية بواسطة باحثين وخبراء لتحديد الأعداد المناسبة اللذين يحق لهم الخروج لرمي الجمرات، وذلك حفاظًا على حياتهم وسلامتهم.
وبيّن وزير الحج والعمرة، أن الأساور الإلكترونية تحتوي على جميع المعلومات الخاصة بالحاج سواءً كانت جواز سفر أو مكان السكن والحالة الصحية، وأي خدمات خاصة يحتاجها الحاج، وبالتالي في الحالات الطارئة يمكن قراءة هذه الإسوارة والتعرّف على هذا الحاج وعلى احتياجاته، لافتًا إلى أنه سيكون هناك استخدام كبير لهذه الإسوارة مستقبلًا، بهدف معرفة الحاج عند دخوله منطقة الجمرات أو أحد شوارع في منى وقراءته إلكترونية وإبلاغه بعدم إمكانية دخوله إلى هذه الأماكن، وكذلك تعطي إحصائيات بالنسبة لمستخدمينها، وكم عددهم؛ فتتوفر لدينا إحصائيات لعدد المتواجدين داخل الحرم، وفي المتواجدين في جسر الجمرات، وفي المخيمات، وهذه ستساعد في تقديم أفضل الخدمات.