نقطة !

الأربعاء ٧ سبتمبر ٢٠١٦ الساعة ١٠:٥٨ صباحاً
نقطة !

خواطر فايز الشهري

هي علامة من علامات الترقيم وظيفتها أن تُنهي جملةً كاملةً صحيحة , ومن وظائفها الثانوية إنهاء الحديث أثناء الكلام , ليعلم الذي أمامك أنها النهاية ولا داعي للتشعب والإسهاب بعدها , وكذلك إن عشت موقفاً ستعرف من أحداثه أنها ستحل الآن , وبمعنى أدق وأشمل هي النهاية بذاتها .

من سيصدق بأن ” النقطة ” باستطاعتها أن تستفز شخصاً , وتثير غضبه ؟! , نعم أغضبتني يوماً وشعرت تجاهها برغبةٍ في التنفيس عن أثرها , فكتبت لها في لحظة ثوراني : ” سأقلل من حجمك لأستفزك , ولأستنقصك لأنك تُنهين ما لا نريد إنهاءه , ” نقطة ! ” لا رسم فيك ولا حركة , مجردة من كل شيء إلا النهاية ” .

بعد لحظة هدوء وحديث صريح مع النفس قلت : ألم تجدِي إلا إغضابها بحجمها ؟! أي حجم هو للنقطة ؟! , وكأن نفسي تريد إشعالي بتحريضي بدلاً من تهدئتي ! , أو علها تريد إضحاكيِ ؟! .

عدت قليلاً وكثيراً للوراء , وأي منكم فليعد إلى الوراء بالمسافة التي تستوقفه ” النقطة ” في أي لحظة أو موقف أو كلمة , ولنرى ما نحن فيه الآن ! , إن كان خيراً فلنهنئ أنفسنا على حسن الاختيار , وإن كان سوداوياً فلنغير منه طالما نحن نستطيع , والاستطاعة هنا موجودة إلا عند المرتعبين من التقدم , فلا تقل لا أستطيع .

النهايات عموماً تحث في إظهار بعض الجوانب السيئة فينا , وتُنهي التفكير , وتجعلنا نُوقن أنها لحظة اللا حياة اللا لون اللا فرح , وكأن لا حياة بعدها , وإن وُجِد بصيص من نور سيكون بلا سعادة أو هناء .

مصيبة عظمى إن كانت هذه هي حدود التفكير والمنطق , وكأن الشمس إن غابت لن تعود أبداً , وحتى إن كان هناك حقائق للنهايات في الدنيا كالموت مثلاً يُفترض أن نراه مؤلماً لفراق الجسد عن نظرنا فقط إنما الروح موجودة بالذكريات , وهذه بداية أخرى لموت أحدهم بجعله معنا ذِكْراً وذكرى .

” النقطة ” هي انطلاقة , هي اعتماد على النفس , هي النظر بإيجابية , هي اكتشاف الذات والمقدرة , هي أنت بكمية إصرارٍ وعزيمة .

فمهما كان ما قبلها سعيداً أو حزيناً , أنت من يكتب , أنت من يحدد , أنت فقط لا أحد غيرك من سيقرر مصيرك بعدها , فإما أن تعيش أسيراً لما قبلها أو تبدأ بحثاً من جديد عن سعادتك وحياتك حتى إن كانت البداية ثقيلة ومجهدة فاستمرارك يكسبك خبرة النهوض , وحسن استخدام النقاط في مواضعها المناسبة .

أعتذر لك أيتها ” النقطة ” فما أنتِ إلا من أفعالنا أو نتائجها , لكن ألم نعتد على هجاء الضعفاء , ومن ضرره أقل علينا ؟! .

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عصام هاني عبد الله الحمصي

    إن وجدت النقطه وثقها ولا تشتكي للشرطه ولا تدعو لها أو عليها تأمل في المخلوقات وبحث عن الخطأ والضرر والرابطه السببيه بين الخطأ والضرر وكذلك المنفعه الحديه حسب مستوى الإدراك الذي تتمتع به ستجد شيأً مزهلاً غريباً حقاً وهو المحدادات ( حسب الإدراك ) البشري وأن النقطة لبست بدايه أو نهايه وإنما هي موجوده في الكون بكل مكان وكل جزيء وممكن عمل منها المبتكرات للإدراك الفكري وإنما حسب مستوى الإدراك ولخطوره إنفجار العقل الضيف الإستيعاب رحم الله الإنسان بالديانات السماوية وأ فضلها وأقواها الإسلام بما يفيد قف وتأمل وأرحم نفسك أيها الإنسان ( رحم الله أمراً عرف قدر نفسه فوقف حده وغرغرت عيناه خشيه من طاعة الله ) لسبب أن الله الأقوى والخالق وإدراك الإنسان مهما علا يظل ضعيفاً لا يدرك معنى النقطة وإنما حسب إدراكه فهو الغضنفر الذي ركب مفهوم العلم وإنما فوق كل ذي علم عليم فمن عرف النقطه فهي حسب إدراه ولذلك لا تشتكي عليها ولا تدعو لها إتركها بحالها وأعرف قدر نفسك وحدد موقعك وإمكانياتك لأن جميع مخالفات وتعدي نقاط المرور مصيرها التخشيبه الأبديه وتعدي نقاط الهموم مصيرها الظلم للإنسان وتعدي نقاط الخير مكسب يعرف كيف الحياة إن كان من الصالحين يستاهل لكونه عرف قدر نفسه كم قال الكاتب نقاط نحن صنعناها فو مدرك حسياً لوضعه ومن عرف قدر نفسه أمن مكر اللآخرين وهذا المقال ( للكاتب ) من الآداب الإجتماعيعة التربويه شكراً للكاتب