ابن معمر باجتماع “أسيزي” للسلام بإيطاليا: الإرهاب لا ينتمي لأي دين

الثلاثاء ٤ أكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٢:١٦ مساءً
ابن معمر باجتماع “أسيزي” للسلام بإيطاليا: الإرهاب لا ينتمي لأي دين

المواطن – روما

انعقد في مدينة أسيزي الإيطالية خلال الأسبوع الماضي، الاجتماع الدولي حول (ضرورة السلام في الحوار بين الأديان والثقافات) الذي شارك فيه حوالي 450 شخصية من القيادات الدينية والعالمية جاءت للاحتفال بالعام الثلاثين لاجتماعات جماعة سانت ايجيديو والذي بدأ عام 1986م ؛ حيث اجتمع في مدينة ” أسيزي” عدد كبير من أتباع ديانات وثقافات متنوعة من جميع أنحاء العالم على مدى ثلاثة أيام من أجل التعايش والسلام وتعزيز المشتركات الإنسانية.

ولقد شهد الاجتماع سلسلة من حوارات الموائد المستديرة حول قضايا : العدالة والمساواة كمفاتيح لتحقيق السلام العالمي.

وشارك الأمين العالم لمركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن معمر في جلسة بعنوان : (الإرهاب يعمل ضد إرادة الله في كل شريعة ودين) بين فيها بالأدلة والبراهين أن العنف والإرهاب المرتكب باسم الدين لا يمت بأي صلة لأي دين وخصوصاً ما تدعيه داعش والقاعدة من ارتباطها بالدين الإسلامي ، مبيناً أن الجماعات الإرهابية استخدمت الدين لتسويق أفعالها وأعمالها الإجرامية .

وأكد بن معمر أهمية العمل على توثيق المشتركات الإنسانية بين الأفراد والمجتمعات ، قائلاً: (إن التطرف والعنف المرتكب باسم الدين – والدين منه براء – الذي نشهده اليوم له جذور عميقة نمت في أماكن تعاني الصراع وهي أماكن حطم فيها جبروت الظلم أسس التعايش السلمي وسلبت المواطنين باختلاف أديانهم ومذاهبهم نعمة العيش المشترك) كما هو حاصل في سوريا من قبل نظام بشار الأسد.

وأضاف الأستاذ فيصل بن معمر: (بعد وقت قصير من المؤتمر الأول الذي أقامته جماعة سانت ايجيديو ، بدأت أوروبا بإزالة الجدران فسقط جدار برلين، بعد عقود من الحوار. أما اليوم، فنرى جدراناً جديدة من الخوف والكراهية آخذة في الارتفاع ولا يمكن إزالتها إلا إذا كان لدينا ثقة في قوة الحوار).

وشملت كلمة بن معمر تعريفاً بمركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات ومقره في النمسا والذي تم تأسيسه بمبادرة من المملكة العربية السعودية وجمهورية النمسا دولة المقر ومملكة إسبانيا ، ويحظى المركز بدعم الدول المؤسسة وعلى رأسها المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز – وفقه الله – إلى جانب استعراض موجز لبرامج ونشاطات المركز في مجال تعزيز السلام والتعايش في العالم.

وأضاف: “إن المنظمة الدولية التي أُمثلُها اليوم تكرس جهدها في تعزيز الحوار بين أتباع الأديان. هنالك شخصيات دينية شهيرة توجه وتشارك في عملنا ، إنهم يأتون من أديان وثقافات عالمية من المسيحية ومن اليهودية الأرثوذكسية والمدرسة البوذية والهندوسية ومن المسلمين ؛ لذا فنحن نعمل من أجل اتحاد القيادات الدينية في مكافحة التطرف والإرهاب وبناء جسور مع صُنّاع السياسات لتعزيز قيم السلام والاحترام ومكافحة العنف المرتكب باسم الدين”.

وتابع: “إننا نعتقد أن القيادات الدينية وصُنّاع السياسات يمتلكون من المهارات الفريدة ما يجعلهم قادرين على صناعة الخيارات التي يحتاجونها من أجل بناء مجتمعات لديها قدرة لمقاومة فيروسات التطرف وجرائم الإرهابيين).
وقد شارك في الجلسة إلى جانب معالي الأستاذ فيصل بن معمر كل من السيدة توكل كرمان والأمريكية جودي وليامز الحائزتين على جائزة نوبل للسلام ونخبة من القيادات الدينية والسياسية المرموقة ، وكاردينال نيجيريا وكاردينال الفلبين وأحد القيادات الإسلامية العاملة في بناء السلام في الفلبين.

هذا وشهد اليوم الختامي للاجتماع خطاباً ألقاه البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، وخلال لقاء البابا مع القيادات الدينية ، التقى الأمين العام لمركز الملك عبد الله العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات الأستاذ فيصل بن معمر بابا الفاتيكان.

وأطلع بن معمر بابا الفاتيكان على الجهود التي يبذلها مركز الملك عبد الله العالمي للحوار في مجال تعزيز ثقافة التعايش وقيم التسامح بين جميع أتباع الأديان والثقافات وفقاً لمشتركات القيم الإنسانية العليا ومبادئ الأديان. والتأكيد على مساهمة الفاتيكان في أعمال المركز كون الفاتيكان عضواً مؤسساً بصفة مراقب في أعمال المركز .

يذكر أن اجتماع الذكرى الثلاثين لليوم العالمي شهد مشاركة شخصيات دينية وعالمية ؛ كالبابا فرانسيس بابا الفاتيكان وعدد كبير من القيادات الإسلامية والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية.

 

 

صور البابا