#توطين_الاتصالات يحوّل شاباً من عامل لصاحب عمل في 4 أشهر

الأحد ٣٠ أكتوبر ٢٠١٦ الساعة ٥:٣٢ مساءً
#توطين_الاتصالات يحوّل شاباً من عامل لصاحب عمل في 4 أشهر

المواطن – الرياض

كان يبحث عن عمل يلبي طموحه، ويقتات منه، ويدر عليه دخلاً يعينه على قضاء حوائجه والتزاماته، ويؤمن له حياة مستقرة، وأثناء حيرته ووسط أعماق تفكيره، علم بصدور قرار وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، بقصر العمل في بيع وصيانة أجهزة الجوال ومحلقاتها، فقرر مباشرة أن يكون هذا هو مجاله وعمله ومستقبله.

إنه الشاب أحمد القيسي، الذي يمتلك الآن محلاً لبيع أجهزة الجوال، في أحد مجمعات الاتصالات في محافظة جدة، والذي ما إن سمع بالقرار، حتى التحق بالعمل في أحد المحال، بأجر شهري قدره ثلاثة آلاف ريال، لكنه لم يكن يفكر بهذا الأجر ولم يكن طموحه وهدفه، وإنما اكتساب الخبرة وفهم السوق وتثقيف وتكوين معرفته عن هذا المجال الجديد، والذي يسمع كثيراً عن حجم مدخولاته وتعاملاته.

يقول القيسي: “حينما دخلت هذا المجال، كنت أود أن أضع قدمي على بداية الطريق فقط، لذلك لم ألتفت لحجم الأجر، وإنما ركزت على الخطوة الأولى، والتي أقدمت عليها خلال المهلة التي منحتها وزارة العمل والتنمية الاجتماعية للمحال، وبدأت أستوعب الطرق المناسبة للتعامل مع العملاء، وكيفية التواصل والتعامل مع تجار الجملة، وكل من له صلة بعملي، بكل تأكيد فقد وضعت لنفسي مدة زمنية يجب عليّ استغلالها واكتمال الصورة في ذهني قبل انتهائها، ولله الحمد لله، تمكنت بعد أربعة أشهر من امتلاك أحد المحال، بعد تطبيق الوزارة لقرارها وخروج العمالة الوافدة من السوق، مما أتاح لي الفرصة لأن يكون لي مشروعي ومتجري الذي أديره بنفسي، وتحولت بعد أربعة أشهر من موظف براتب شهري إلى صاحب عمل سيحرص على دعم إخوانه المواطنين، وإتاحة الفرصة لهم بالعمل، إيماناً مني بأنهم ينتظرون الفرصة التي كنت في يوم ما أنتظرها من أحد العمالة الوافدة”.

ويصف القيسي، حال سوق الاتصالات، بعد بدء وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، تطبيق قرارها، والذي بدأ بشكل تدريجي مطلع رمضان الماضي، بنسبة توطين بلغت 50%، حتى اكتمالها في الأول من شهر ذي الحجة 1437هـ، حيث يشير إلى أن شهر رمضان، كان هناك ارتباكاً كبيراً بسبب حداثة التجربة، وتوقعات بعدم جدية القرار، لكن مع الجولات التفتيشية المتكررة من الوزارات المعنية، بدأت العمالة الوافدة تأخذ القرار على محمل الجد، قابله في ذلك الإقبال الكبير من الشباب السعودي على العمل في هذا القطاع، مما تسبب في إغلاق كثير من المحال، وعدم قبول أصحابها نقل ملكيتها على أمل أن تقلّ درجة الاهتمام والتفتيش وعودة الأمور إلى ما كانت عليه قبل القرار، لكن مع استمرار  الحملات والتنظيمات التي أبطلت محاولة الاحتكار، تم فتح الأبواب للشباب السعودي الطموح، والذي أثبت قدرته ونجاحه في وقت قياسي.

ووجّه القيسي، نصيحته للشباب السعودي، بعدم التردد في الدخول إلى قطاع الاتصالات، حينما وصفها بقوله “العمل في هذا المجال لا يوجد أفضل منه بالنسبة لي”، لأن العمل فيها ممتع، والعائد المادي مغري جداً لأي شاب يبحث عن دخل عالي، فالسوق لا يعتبر مغرياً للشباب العاطلين فقط، بل أصبح يغري الشباب الذين يعملون في القطاع الخاص، بدليل وجود أشخاص أقدموا على الاستقالة والخروج من وظائفهم، مقابل العمل في هذا القطاع، وبكل تأكيد فإنه لا يوجد شخص عاقل سيفرّط في وظيفته، إن لم يكن البديل سيمنحه تعويضاً كبيراً، يستحق التخلي عن وظيفته تلك.