جريمة لا نشعر بها!

الثلاثاء ٤ أكتوبر ٢٠١٦ الساعة ١٢:٥١ مساءً
جريمة لا نشعر بها!

الجريمة ظاهرة اجتماعية عاصرت جميع المجتمعات قديماً وحديثاً المتقدمة فيها والنامية، وتأثرت الجريمة بكافة المعطيات المحيطة بها، واختلفت باختلاف العصور في المجتمع ذاته، وقد أدت إلى التغيرات التي مرت بها المجتمعات المختلفة من أحداث اجتماعية وسياسية واقتصادية وتكنولوجية إلى إحداث تغيير وتطوير في كم ونوع منسوب الجريمة.

وقد ذكر القرآن الكريم العديد من الجرائم التي تهدد كيان الأسرة المسلمة وتلحق الضرر بالمجتمعات الإسلامية المحافظة وقد سن القرآن الكريم لكل جريمة عقوبة لردع المجرم، ومن الجرائم المذكورة في القرآن القتل قال تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قُتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً) الإسراء آية33.

كما نوه (دوركايم) أحد علماء الاجتماع الذي أسند الجريمة إلى من يخالف قيم الجماعة التي تصورها الجماعة على بعض تصرفات أفرادها سواء عاقب القانون على هذه التصرفات أم لا؛ ولذلك فإنه لابد في عملية التمييز بين السلوك السوي والسلوك الإجرامي الانحرافي في الاستناد إلى معايير وقيم اجتماعية معينة.

ونحن في عصر استجدت فيه جرائم لم تكن ملحوظة في السابق وسميت بالجرائم المستجدة وهي نمط من أنماط الجرائم التي لم يخبرها المجتمع في السابق، وإن كان حجمها قليلاً أو هي جرائم جديدة من نوعها ونمطها وحجمها، وربما تكون ليست مستحدثة ولكن تطورات أساليب ممارستها وأساليب تطبيقها، ومن أبرز الجرائم المستجدة الفساد الإداري وله تأثير غير مشروع في القرارات ، وجاء في تعريف منظمة الثقافة الدولية للفساد الإداري أنه كل عمل يتضمن خللاً في استخدام المنصب العام لتحقيق مصلحة خاصة ذاتية لنفسه أو لجماعته.

وأيضا للفساد الإداري آثار سلبية وهي ظهور الفقر وتراجع العدالة الاجتماعية وانعدام ظاهرة التكافؤ الاجتماعي والاقتصادي، كما نرى أن الفساد الإداري خلف البطالة رغم  القدرة على العمل ، ومداومة البحث عنه، وتعد مشكلة البطالة من أخطر المشكلات الاجتماعية، كما تعتبر أيضاً أحد التحديات التي يجب علينا الانتباه لها، وعند النظر إلى حملة البكالوريوس وما تعانيه هذه الفئة من بطالة وتكدس الخريجين مما سبب أعباء نفسية واجتماعية، وحينما تطال البطالة حمَلة الدراسات العليا نعي ونؤكد أن هناك خللاً، وفساداً إدارياً.

للفساد الإداري العديد من الأسباب منها الهيكلي وهو وجود هياكل قديمة للأجهزة الإدارية لم تتغير على الرغم من التطور الكبير في المجتمعات ، وهذا ما نراه في شروط الجامعات التعسفية على حمَلة الدراسات العليا اتخذت هذه الشروط كقانون رباني لا يتغير ولا يتقدم مع تقدم المجتمعات .

وأرى أن البطالة جريمة من الجرائم التي غفل عنها المجتمع لأن ما يترتب عليها ضياع أمن المجتمع، وأيضاً البطالة تخلف ضياع الأمن النفسي ، والاقتصادي لفئة كبيرة وعُليا في المجتمع السعودي، وعلينا تجريم كل يد سببت هذه الجريمة.

 

دليل الظفيري

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • أمل البشري

    مقالة في الصميم يادليل وأظن وآكاد أجزم ان البطالة بوابة لشتى الجرائم

  • لولوه الحارثي

    مبدعه استمري ???

  • الدرعان

    المبتعثًون العائدون من الخارج كفاءات ستدمرها البطاله والله اغلبهم جايبين امتياز الحقوا عليهم قبل مايندمرون ويروح كل اللي برؤوسهم الدوله استثمرت فيهم مبالغ طائله عشان يشاركوا في التنميه موعشان يشاركوا في البطاله والخدمه المدنية. (زي اللي يشتري النعمه ويرميها في الزباله) تغرد خارج السرب وخارج رؤيه٣٠/٢٠ يفترض ان كل واحد يرجع يباشر عمل بموجب خطه عمل ماهو ترموهم بالشوارع او وقفوا الابتعاث والغوا وزاره الخيبه

  • عصام هاني عبد الله الحمصي

    من ينكر نعم الله ويريد أن يوفر له كل شيء هو أعمى البصيره ، الجريمة الحقيقيه هي عدم مزاولة النشاط باليمين المتيمه بالعزيمة والجد والنساط الذاتي ومن يطلب سلم الدفاع المدني ليتعدى حصوة بالشارع يجب أعطاءه بزازة أطفال ليرضع حليب العزيمة وليتعلم الإعتماد على النفس وبالشكر والحمد تدوم النعم ومن يجرم تنظيم ولي الأمر يجب أن ينظر في مدى إدراكه للصالح العام وتوعيته الى الإرشاد السليم حفاظاً على فقدانه من المجتمع والإستفاده منه الفائدة المرجوه … شكراً للكاتب بما ينفع الصالح العام …