ترامب رئيس أمريكا الـ45 .. المفاجأة والصدمة

الأربعاء ٩ نوفمبر ٢٠١٦ الساعة ١١:٠٧ صباحاً
ترامب رئيس أمريكا الـ45 .. المفاجأة والصدمة

المواطن – أحمد بيومي

في مفاجأة مدوية من العيار الثقيل، فاز المرشح الجمهوري دونالد ترامب، بالمنصب الرفيع، ليصبح الرئيس الـ45 للبيت الأبيض بعد منافسة شرسة في أكثر انتخابات مثيرة للجدل شهدتها أمريكا.

وحصد ترامب أكثر من 270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي متقدماً على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، مخالفاً كل توقعات واستطلاعات الرأي التي أجرتها المواقع الأمريكية ومراكز الأبحاث التي توقعت فوز كلينتون.

 

المفاجأة والصدمة

فوز ترامب أحدث حالة من المفاجأة والصدمة، مفاجأة بالنسبة لمؤيدي ترامب الذين لم يتوقعوا أن يكتسح الانتخابات والفوز بهذه النتيجة والنسب العالية.

أما الصدمة فتمثلت في مؤيدي كلينتون الذين توقعوا فوزها بالانتخابات وفقاً للمؤشرات والاستطلاعات الأولية وتلك التي أجريت قبيل الانتخابات.

لكن بعد حسم الانتخابات الأمريكية وفوز المثير للجدل ترامب، كيف سيكون شكل العالم مستقبلاً؟ بداية نلقي نظرة أولاً على ترامب.

 

المثير للجدل

عُرف عن ترامب أنه شخصية مثيرة للجدل فيها حدة الطبع والعدوانية تمثلت وتجلت في خطاباته العنصرية ضد الأقليات والمسلمين والمرأة.

وهو ملياردير ورجل أعمال ثري يملك سلسلة فنادق وملاهٍ إضافة إلى كونه نجماً من نجوم تلفزيون الواقع ومنظم حفلات اختيار ملكة جمال الكون.

يوصفُ بالنرجسية، وحب الذات، ورفض الآخر المخالف للرأي والفكر أحياناً، مما دفع حملته الانتخابية لمطالبته بعدم تدوين أي شيء على حسابه على “تويتر” حتى لا يؤثر ذلك على نسبة الأصوات في الانتخابات، وربما كان هذا القرار حكيماً من منظمي حملته الانتخابية، خاصة أن تصريحاته كثيرا ما كانت تثير الجدل والسخرية في أحيان أخرى.

ورأى البعضُ أن ترامب، الدخيلَ على السياسة، بمثابة العاصفة التي خلطت الأوراق وهزّتْ بعنف أعمدة الحزب الجمهوري لتتركـَهُ في حالة بحثٍ عن الذات بعد ضياع الهُوية.

 

مخاوف مستقبلية

والآن بعد أن حُسم الجدل وأصبح ترامب رئيس أمريكا راودت كثيراً من الأمريكيين والأقليات والجاليات المقيمة في أمريكا مخاوف منها، على سبيل المثال وليس الحصر، مخاوف المسلمين من خطاباته العنصرية وأسلوبه العدواني، حيث طالب في أحد خطاباته الانتخابية برفض استقبال المسلمين على الأراضي الأمريكية.

مخاوف أخرى تمثلت في شخصيته الصدامية وإمكانية فتح أبواب من المشاكل على الولايات المتحدة الأمريكية مع الدول الأخرى، والتي طالما تجنبها سابقه باراك أوباما بسبب سياسته الناعمة مع الجميع، والوقوف على الحياد في كثير من القضايا، الأمر الذي وصفه البعض بأنه أضعف أمريكا خارجياً.

بينما يرى البعض الآخر من مؤيدي ترامب أن المرحلة الحالية لأمريكا تتطلب تغييراً في السياسة والفكر الأمريكي، والتعاطي مع  القضايا الخارجية بمنطلق ومفهوم جديد يعيد لأمريكا قوتها الخارجية على المستوى السياسي الذي فقدته خلال فترة رئاسة أوباما.

 

كلاهما سواء

بينما رأى فريق آخر أن فوز ترامب وكونه أصبح رئيس أمريكا لن يغير شيئاً في السياسة الأمريكية، فكلا المرشحين الديمقراطي والجمهوري وجهان لعملة واحدة، السياسة واحدة ولكن تختلف طرق الطرح والتنفيذ، بمعنى أن السياسة الخارجية الأمريكية يتحكم فيها صانع القرار داخل أروقة مجلس الشيوخ والكونجرس الأمريكي.

وفي النهاية عكس اختيار ترامب وجهة نظر الناخب الأمريكي الرافض لسياسة أوباما في التماهي مع القضايا الشائكة خارجياً، ورغبته في التعاطي معها بمفهوم وفكر جديد.