المولد النبوي .. حين أشرقت الأرض بنور النبوة

الأحد ١١ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ١٠:١٢ صباحاً
المولد النبوي .. حين أشرقت الأرض بنور النبوة

المواطن – الرياض

يحتفل المسلمون في جميع أنحاء العالم بـ” المولد النبوي “، ذكرى ميلاد أشرف الخلق محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم، خاتم الأنبياء والمرسلين، وقائد الغر المحجلين.

وتختلف مظاهر الاحتفال بـ” المولد النبوي ” بين البلدان والأقطار باختلاف العادات والموروثات بين مجتمع وآخر، وذلك على الرغم من الفتاوى التي لا تبيح الاحتفال بالمولد النبوي، على اعتبار أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده ولم يرد في السنة أن الصحابة احتفلوا بالمولد النبوي أيضا.

فتاوى الاحتفال

ومن ذلك فتوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين والتي قال فيها إن ليلة مولد الرسول، صلى الله عليه وسلم ، ليست معلومة على الوجه القطعي ، بل إن بعض الباحثين في العصر الحاضر حقق أنها ليلة التاسع من ربيع الأول وليست ليلة الثاني عشر منه، وحينئذ فجعل الاحتفال ليلة الثاني عشر منه لا أصل له من الناحية التاريخية.

وأضاف الشيخ العثيمين رحمه الله أنه من الناحية الشرعية فالاحتفال لا أصل له أيضاً لأنه لو كان من شرع الله لفعله النبي ، صلى الله عليه وسلم، أو بلغه لأمته ولو فعله أو بلغه لوجب أن يكون محفوظاً لأن الله- تعالى- يقول: (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فلما لم يكن شيء من ذلك علم أنه ليس من دين الله.

وأضاف الشيخ العثيمين: “إذا لم يكن من دين الله فإنه لا يجوز لنا أن نتعبد به لله – عز وجل – ونتقرب به إليه، فإذا كان الله تعالى – قد وضع للوصول إليه طريقاً معيناً وهو ما جاء به الرسول، صلى الله عليه وسلم ، فكيف يسوغ لنا ونحن عباد أن نأتي بطريق من عند أنفسنا يوصلنا إلى الله؟ هذا من الجناية في حق الله – عز وجل- أن نشرع في دينه ما ليس منه، كما أنه يتضمن تكذيب قول الله – عز وجل-: ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي).

موروثات بعض البلدان

وعلى الرغم من ذلك تخصص بعض البلدان يوماً للاحتفال بـ” المولد النبوي ” ويكون ذلك اليوم إجازة رسمية عن العمل، ففي مصر على سبيل المثال نجد في هذا اليوم تنتشر متاجر الحلوى، أو ما يعرف بحلوى المولد.

وفي بلدان أخرى تحتفي المساجد بمولد النبي من خلال الندوات والمحاضرات للحديث عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.

احتفال طول العام

ونختم بالقول إن مولد النبي صلى الله عليه وسلم شرف للأمة حتى وإن لم يتحدد بالضبط تاريخ مولده العظيم، ولذلك أن نجعل العام كله احتفالاً بمولد النبي، بدراسة سيرته العطرة واتباع سنته السمحة وإيصال رسالته للعالمين.

أما تحديد يوم في العام أو ما تطلق عليه بعض المجتمعات مولد النبي فليس له أصل في الشرع، والاحتفاء بالمولد النبوي يكون من خلال اتباع سيرته ومخالفة كل ما نهى عنه صلى الله عليه وسلم.