وكالة أنباء البحرين تفرد تقريرًا حول جهود الملك سلمان الإنسانية

الأربعاء ٧ ديسمبر ٢٠١٦ الساعة ٦:٠٥ مساءً
وكالة أنباء البحرين تفرد تقريرًا حول جهود الملك سلمان الإنسانية

المواطن – المنامة 

أبرزت وكالة الأنباء البحرينية جهود خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز، في العمل الإنساني وخدمة قضايا الأمة العربية.

وفي تقريرٍ لها بعنوان “خادم الحرمين الشريفين، وجهود جبّارة في خدمة أمّته العربية والإسلامية وخدمة الإنسانية”، قالت الوكالة: “مرحبًا بخادم الحرمين الشريفين على أرض بلده الثاني مملكة البحرين.. حللت أهلًا، ووطأت سهلًا.. مرحبًا بقائد الأمة الذي وقف حائطًا منيعًا أمام كل محاولات تفتيت وشرذمة الأمة حتى لقب بحق بملك الحزم والعزم”.

وأضافت: “وكما يقف خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، بقوة في وجه من يحاول العبث بمصير الأمة العربية والإسلامية، فإن يده الخيّرة تمتد بالعطاء والمنح لكل محتاج في أي مكان في العالم، فهو نموذج العطاء الذي لا ينضب وتتجلّى في أعماله الخيرية والإغاثية الإنسانية في أجمل صورها”.

ويسجّل التاريخ لخادم الحرمين الشريفين مواقفه في الدفاع عن وطنه وبيته الخليجي وأمته العربية والإسلامية، حيث سعى، وبالتنسيق مع أخوته قادة مجلس التعاون، إلى توطيد دعائم البيت الخليجي، والدفع نحو تحقيق الاتحاد بين دوله، فكانت مبادرة الملك سلمان الرائدة في قمة الرياض العام الماضي، كما دفع باتجاه تعزيز العمل الخليجي المشترك خاصةً في المجالات الأمنية والسياسية، وذلك من خلال زيادة التنسيق في مجالات مكافحة الإرهاب والجريمة وتصدير العنف، وتم تنفيذ العديد من التدريبات الخليجية المشتركة في المجالات الأمنية والدفاعية، ومنها تمرين “أمن الخليج العربي 1” الذي استضافته مملكة البحرين مؤخرًا، وتميزت هذه التدريبات بضخامتها، ووجهت رسالة قوية إلى كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن الخليج.

وعندما تولى خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- مقاليد الحكم في أوائل العام الماضي، كانت الأوضاع في المنطقة تشتعل، وكان اليمن على وشك الوقوع في براثن الاحتلال الإيراني الذي حاول بكل جهد دعم حلفائه للانقلاب على الشرعية، والسيطرة على اليمن، واختطافه من انتمائه العربي، فسارع خادم الحرمين الشريفين للتصدّي لهذا المشروع التآمري التدميري، وحشد تحالفًا عربيًا بقيادة المملكة العربية السعودية، وكانت مملكة البحرين من أوائل الدول التي انضمّت إليه لاستعادة الشرعية في اليمن الشقيق، وقد نفذ بنجاح عاصفة الحزم، ثم أطلق عملية استعادة الأمل انطلاقًا من إيمانه والتزامه الحقيقي بالدفاع عن اليمن واستعادة الدولة والانتصار لشرعيتها، كما استضافت ودعمت المملكة الاجتماعات بين جميع القوى اليمنية لبناء دولة تنشد العدالة، وتقوم على المواطنة المتساوية بكل أبناء الشعب.

كما سعى الملك سلمان بكل قوةٍ وحزم إلى حماية المنطقة العربية من محاولات إسقاطها في بحور الفوضى، وشهدت الدبلوماسية السعودية في عهده نشاطًا ملحوظًا للدفاع عن قضايا الأمة، والزود عن حياضها في جميع المحافل الدولية، والكشف عن مخططات إيران التدميرية في المنطقة والتصدي لها بحسم ، كما كانت لتحركات الملك سلمان العربية لتوطيد التعاون العربي في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ الأمة الفضل في درء المخاطر المحدقة بالدول العربية.

ونظرًا لخطورة الإرهاب وتمدده إلى جانب المخاطر التي تحيق بالأمة الإسلامية، دعا خادم الحرمين الشريفين إلى تحالفٍ إسلامي لمواجهة الإرهاب، وقد انضمت له فور الإعلان عنه 40 دولة عربية وإسلامية، في مقدمتها البحرين، كما ضم معظم الدول الخليجية والعربية وضم الدول الإسلامية الكبرى ومنها باكستان وتركيا، واعتبر هذا التحالف نقطة تحول في تاريخ الأمة الإسلامية فهو أول تحالف بهذه القوة والعدد لمواجهة الإرهاب.

ولم تتوقف جهود خادم الحرمين الشريفين عند هذا الحد، بل قاد الحرب على الإرهاب، وشاركت المملكة العربية السعودية بقوة في التحالف الدولي لمحاربة تنظيم ما يسمى الدولة الإسلامية.

جهود خادم الحرمين الإنسانية والإغاثية:
على الجانب الآخر، تبرز جهود الملك سلمان الإنسانية، فقد دأب خادم الحرمين الشريفين على مد يد العون والمساعدة الإنسانية للدول العربية والإسلامية والصديقة، للإسهام في التخفيف من معاناتها جرّاء الكوارث الطبيعية، أو من الحروب، حتى سجلت المملكة العربية السعودية في عهده الزاهر الأسبقية بمبادراتها المستمرة في المساعدات والأعمال الإنسانية على مستوى العالم، بحسب التقارير الصادرة من منظماتٍ عالمية مهتمة بهذا الصدد.

ولخادم الحرمين الشريفين، قبل توليه الحكم، العديد من الإسهامات الفاعلة داخل السعودية وخارجها، ومؤثرة في مجالات الخير المتعددة منها بناء المساجد، ورعاية الأيتام، وبناء المساكن للفقراء والمحتاجين، ودعم حلقات تحفيظ القرآن، وتبرعه بالجوائز المالية العالية لحفاظ القرآن من البنين والبنات.

وبدأت رحلة الملك سلمان مع العمل الخيري منذ عام 1956، عندما ترأس لجنة لجمع التبرعات وإرسالها إلى المتضررين من العدوان الثلاثي على مصر، ورأس في العام نفسه لجنة أخرى لجمع التبرعات للشعب الجزائري، وفي 1967، ترأس اللجنة السعودية الشعبية لمساندة مجاهدي فلسطين، تلتها رئاسته للجان كثيرة لإغاثة منكوبي كل من باكستان (1973)، وأفغانستان (1980)، والمتضررين من كوارث السيول في السودان (1988)، ولمساعدة المواطنين الكويتيين أثناء الاحتلال العراقي للكويت (1990)، وفي 1991 ترأس اللجنة المحلية لتلقي التبرعات للمتضررين من فيضانات بنغلاديش، وفي عام 2004 قاد بنفسه تقديم المساعدات الى الدول المتضررة من زلزال تسونامي، وهذه كلها ليست سوى نماذج، وغيض من فيض من النشاط الخيري والإنساني الذي عرف به.

وعندما تولى الملك سلمان مقاليد الحكم أمر، بإنشاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، حيث ارتأى -رعاه الله- توحيد جهـود المملكة العربية السعودية الخيّرة في تقديم المساعدات وأعمال الإغاثة الإنسانية تحت مظلة واحدة، وليكون المركز منارة دولية للإغاثة والأعمال الإنسانية رسالة واضحة للعالم أن المملكة هي عنوان للسلم، والسلام، والحرص على حياة الإنسان وكرامته، وديدنه بذل الغالي والنفيس لرفع المعاناة ومساعدة الشعوب والمجتمعات المتضررة وفق القانون الدولي بعيدًا عن أي دوافع أو أهداف سياسية، وليعكس ما يوليه – حفظه الله – من اهتمامٍ بالغ بالعمل الإغاثي والإنساني.

وقدّم المركز حزمة من المساعدات الإغاثية لعددٍ من الدول العربية والإسلامية، وفي مقدمتها اليمن الشقيق، الذي بلغت تكلفة المساعدات المقدمة له (مليارًا و600 مليون ريال)، للتخفيف من معاناة الأشقاء اليمنيين في ظل الأوضاع المأساوية التي يعيشونها، بجانب علاج (4100) مصاب منهم في مستشفيات المملكة ، والأردن، والسودان، حيث تكفّل المركز بنقلهم ومرافقيهم إلى هذه المستشفيات حتى عودتهم إلى بلادهم سالمين بحمد الله.

وتم تقديم التسهيلات لما يزيد عن نصف مليون يمني يقيمون في المملكة ـ بما في ذلك حرية الحركة والعمل، وبلغ عدد الطلبة اليمنيين الملتحقين بالتعليم العام المجاني في المملكة، 285 ألف طالب، كما بلغت قيمة المساعدات التي قدمتها المملكة مؤخرا للاجئين اليمنيين في جيبوتي والصومال، أكثر من 42 مليون دولار.

ووجه خادم الحرمين الشريفين إلى نصرة الأشقاء في سوريا، وتقديم الخدمات الغذائية، والإيوائية، والصحية، والإغاثية للنازحين داخل سوريا واللاجئين في دول الجوار، وإلى جانب استقبال المملكة 2.5 مليون سوري لم تعتبرهم لاجئين فقد سيّرت بتوجيهاتٍ من خادم الحرمين الشريفين الجسور الإغاثية البرية والجوية لمباشرة توزيعها بشكلٍ مباشر، وقامت باعتماد وتنفيذ 86 برنامجًا إغاثيًا ومشروعًا إنسانيًا في مواقع تجمعات اللاجئين السوريين في كلٍ من الأردن، وتركيا، ولبنان بتكلفة بلغت (565.834.376) ريالاً.

وتجاوزت مبالغ البرامج والمشروعات المعتمدة، التي يجري تنفيذها حاليًا في ميدان العمل الإنساني، من برامجٍ غذائية وإغاثية في مخيمات اللاجئين السوريين بالأردن، وتركيا، ولبنان (236) مليون ريال، والبرامج والمشروعات الطبية في مخيمات الأردن وتركيا (84) مليون ريال، والبرامج والمشروعات الإيوائية في مخيمات الأردن، وتركيا، ولبنان (210) ملايين ريال، والبرامج والمشروعات التعليمية في مخيمات الأردن، وتركيا، ولبنان (17) مليون ريال، وبرامج الكساء في مخيمات الأردن، وتركيا، ولبنان (18) مليون ريال، وبلغ حجم المساعدات المقدمة إلى سوريا نحو مليار دولار.

وصمم مركز الملك سلمان العديد من المشروعات الإغاثية الإنسانية والصحية لمساعدة المتضررين في العالم، مثلما جرى خلال عام 2015م، حيث تم إغاثة (22500) شخص في طاجيكستان من أضرار الفيضانات والزلازل، وتوزيع سلاسل غذائية على (60055) شخصًا تعرضوا لكارثة جفاف في موريتانيا، إلى جانب تقديم المساعدات للمالديف، والسنغال، وسريلانكا ، والنيجر، وجيبوتي، وأفغانستان، وإثيوبيا، وبنجلاديش، وباكستان، والفلبين، وموريتانيا، والأردن، ولبنان، وهندوراس، ونيكاراغوا، وبوركينافاسو، وجامبيا، وغانا، والكاميرون، واليمن، وزنجبار، وجزر القمر، وتنزانيا، وبنين.

وبذلت المملكة مساعدات إنمائية عاجلة وملحّة لـ (43) دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، و(34) دولة إسلامية في إفريقيا، وبلغت المساعدات غير المستردة والقروض الميسرة التي قدمتها لتنفيذ العديد من البرامج والمشاريع التنمية الاقتصادية والاجتماعية في (35) دولة إسلامية إلى (77) مليار ريالًا، وما تزال عطاءات المملكة الخيّرة متواصلة في مختلف دول العالم، بتوجيه من الحكومة الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود – حفظه الله -، لمد يد العون للمحتاجين والمتضررين والفقراء.

وكشفت إحصاءات صدرت عن الأمم المتحدة هذا العام عن احتلال المملكة المركز الأول عالميًا في نسبة المساعدات الإنمائية الرسمية، حيث تصل إلى 1.9% من الدخل القومي الإجمالي، متجاوزةً النسبة المستهدفة من الأمم المتحدة، وهي 0.7%، كما احتلت المملكة المركز الرابع عالميًا بين الدول المانحة، وبلغت المساعدات الإنسانية التي قدمتها خلال العقود الأربعة الماضية نحو 139 مليار دولار، استفادت منها أكثر من 95 دولة.

وواصلت المنظمات العالمية إنصاف الأعمال الإنسانية السعودية التي تُقدم كاستراتيجية ثابتة لا تلتفت في تقديمها لأي أغراض سياسية، أو اعتبارات أخرى، فمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” العالمية قد نوّهت بجهود المملكة في العمل الخيري والإنساني المعني بدعم التنمية والإنتاج الزراعي في كثيرٍ من بلدان العالم الفقيرة والنامية، إلى جانب إسهامها الرائد في مكافحة الجوع والفقر على مستوى العالم.

وتبوأت المملكة العام الماضي المرتبة السادسة ضمن قائمة أكبر 10 دول مانحة للمساعدات الإنمائية في العالم – طبقًا لإحصاءات منظمة الأمم المتحدة – وتجاوز إجمالي ما أنفقته على برامج المساعدات الإنسانية خلال الأربعة عقود الماضية مبلغ (115 مليار دولار) استفاد منها أكثر من 90 دولة في العالم .

وعززت جهود الملك سلمان الإنسانية في العالم حصولها على الموافقة الدولية للانضمام بصفة مشارك إلى لجنة المساعدات الإنمائية لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (باريس – OECD) التي تعد أكبر تجمع للدول المانحة في العالم.

ونتيجةً لهذه الجهود الجبارة في العمل الخيري، حصل خادم الحرمين الشريفين على العديد من الأوسمة والجوائز الدولية منها، درع الأمم المتحدة لتقليل آثار الفقر في العالم عام 1997م، كما حصل في العام نفسه على وسام البوسنة والهرسك الذهبي لدعمه وجهوده لتحرير البوسنة والهرسك، ونال وسام القدس عام 1998 تقديرًا لما قام به من أعمال استثنائية تدل على التضحية والشجاعة في خدمة الشعب الفلسطيني.

كما حصل الملك سلمان على جائزة البحرين للعمل الإنساني لدول مجلس التعاون الخليجي عام 2008، وجائزة الأولمبياد الخاص الدولي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2009 التي تعد أرفع جوائزها، وذلك على جهوده في خدمة المعوقين بالمملكة وتشجيع البحث العلمي في مجال الإعاقة.