الباحص: 9 خطوات لمواجهة التهديدات الأمنية وسطوة الإعلام الضار

الإثنين ٩ يناير ٢٠١٧ الساعة ١٠:١٤ مساءً
الباحص: 9 خطوات لمواجهة التهديدات الأمنية وسطوة الإعلام الضار

المواطن- نوف العايد- الشرقية

طرح المتحدّث الإعلامي لتعليم المنطقة الشرقية “سعيد الباحص” 9 خطوات عملية للدور الإعلامي المطلوب، وذلك لمواجهة التيارات المتوغّلة والمنحرفة التي تحاول السيطرة على عقول الشباب.

جاء ذلك في ورقةٍ قدّمها في اللقاء الإعلامي الثاني للبرنامج الوقائي الوطني “فطن” بوزارة التعليم، بمدينة الرياض، تحت عنوان “بناء الاتجاهات وتعزيز الثوابت الوطنية” اليوم، الإثنين.

أكد الباحص أنه من الخطوات المطلوبة لمواجهة التحدّيات الأمنية والفكرية هي بناء استراتيجية إعلامية جديدة واضحة المنهج والمحتوى، وذلك بالعمل على الرفع من مستوى التفكير الناقد، وهي المهارة التي تقي من الفكر المنحرف، بل وهي من المقاييس المهمة التي تستخدم في الحكم على درجة نضج الأشخاص، بحيث يوصل ذلك الفرد إلى الأحكام والخيارات والقرارات بنفسه بدلًا من أن يترك الآخرين يقومون بذلك نيابةً عنه، ومن الخطوات أيضًا هي مواجهة السموم الإعلامية التي تبثّها جماعات التطرّف والانحراف بالكشف عن حقائقها المزيّفة، وكشف فحوى مخادعاتها التي تنجم عنها، بالإضافة إلى العمل على إنتاج منظومة صناعة إعلامية محترفة منوّعة الوسائل لردم وصد هذه السموم، مع التأكيد على المفهوم الشامل لحدود الحرية الإعلامية وهامشها، وكيفية التعاطي مع القضايا الأمنية والاجتماعية والثقافية، والنهوض بالمستوى الفكري والحضاري، والبُعد عن كل ما يناقض شريعة الإسلام، أو يشرخ في بنية المجتمع وينتهك المنظومة الأخلاقية.

ولفت إلى أنه من الخطوات المطلوبة للمواجهة هي العمل على صيغةٍ موحّدة النظرة والرؤية في كيفية التعامل مع الإعلام الجديد، مع العمل على تكوين مبادرات نوعية في العمل الإعلامي، وعقد شراكات مؤسسية مع مختلف الوسائل، والانفتاح على المجتمع، والعمل بشراكةٍ معه من أجل تحسين وعي أبنائه في قضايا مثل الصحة، والأمن الفكري، وغيرها.

وأوضح الباحص أنه من ضمن الخطوات الناجحة في ذلك هي تخليل مضامين الإعلام الجديد ومستوى نجاحه في مواجهة التحدّيات الراهنة من خلال مراكز دراسات متخصّصة.

وعرض الباحص، خلال الورقة، استبيانًا عمليًا تم نشره للمجتمع مؤخرًا كمؤشر بحث عملي من خلاله تم قياس أثر البرامج الفكرية المطروحة في الميدان التعليمي، وقدرتها على مواجهة الفكر المنحرف، ومنها أضخم البرامج الوزارية التابعة لوزارة التعليم، وهو برنامج “فطن” الذي أحدث نوعًا من الحراك المجتمعي.

وحسب نتائج الاستبيان، فقد حقق نجاحات باهرة في بناء الاتجاهات الصحيحة للشباب، وذلك من خلال منطق الإجابات التي بنى عليها الاستبيان دراسته وحكمه على هذا البرنامج، حيث بلغت عينة الاستبيان طلاب وطالبات وأولياء الأمور أكثر من 3000، وجاءت مؤكدة على قوة تأثير هذا البرنامج في ذهنية المتلقّين، مطالبة -في السياق نفسه- تفعيل ركائزه للعمل على تعديل السلوك السلبي، والرقي بالإيجابي، وترسيخ ثقافة الوعي بماهية مهدّدات الفكر المنحرف، وتنمية الشعور بمعنى المواطنة والانتماء، وكيفية الوقوف أمام التيارات المخادعة، والتحذير من الانخراط في أتونها الخاسرة.

وأشارت إحدى النسب، التي بلغت قرابة 85%، إلى أن برنامج “فطن” نجح في الحديث عن مخاطر التوجّهات الفكرية، والتعريف بحجم الخطورة منها، وطرق المعالجة ومواجهتها.

وأفرد الباحص، في ورقته، حديثًا واسعًا عن موقف الإعلام والمنهج، وكيف تعاملا مع قضايا المجتمع.

ولفت إلى أن الإعلام اليوم بلغ تأثيره القوي على حياة الشباب أكثر من تأثير المنهج، والسبب في ذلك ما يقدمه من قوالب تسحب الشباب نحوه، فإذا كانت مادته نافذة ومؤثرة سلبًا، سيقع حتمًا رهنًا لهذه المادة الإعلامية، وستهز مقدار الذات لديه، وستنصهر الهوية في غياهب هذا المحتوى الخطر، مشيرًا إلى أن الدراسات تقول إن الطالب يقضي ما نسبته 30% داخل أسوار المدرسة و70% خارجها، وهنا تحل سطوة الإعلام عليهم.

ورأى أن هذه السطوة الضارة من الإعلام على عقول الشباب جعلتهم في حالةٍ من التوهان، حيث أشارت الدراسات أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة في الإعلام الاجتماعي بعد دولة الإمارات عالميًا، وأن نسبة الحسابات الفعالة 11 مليون حساب، وأن الوقت الذي يستغرق أمام الانترنت من 6 إلى 8 ساعات يوميًا تقريبًا.

وختم الباحص بالتأكيد على أهمية تفعيل الخطاب الإعلامي، وفق الرؤية الوطنية الطموحة 2030، لا سيما أن وزارة الثقافة والإعلام في ارتباطها بالرؤية في خطابها عزّزت من ترسيخ مفاهيم الوسطية، والاعتدال، والعدالة، والانضباط، والشفافية، والمحافظة على الإرث الثقافي السعودي، والهوية الوطنية وإبرازها والتعريف بها، ونقلها إلى لأجيال القادمة، والرفع من مستوى الوعي بقرارات وإنجازات الدولة، إلى جانب التزامات وزارة التعليم الـ 8 التي طرحتها في ارتباطها أيضًا بالرؤية، ومنها محور تعزيز القيم، وتفعيل دور الأسرة، وبناء نظام تعليمي قادر على تحقيق متطلّبات التنمية.

IMG-20170109-WA0006

 

IMG-20170109-WA0007