بالصور.. “آثار وثقافة الجزيرة العربية عبر التاريخ” أمسية ثقافية بمركز الملك فيصل

الثلاثاء ١٧ يناير ٢٠١٧ الساعة ١٢:٠٧ مساءً
بالصور.. “آثار وثقافة الجزيرة العربية عبر التاريخ” أمسية ثقافية بمركز الملك فيصل

المواطن – الرياض

أكّد الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب -أستاذ الآثار في جامعة الملك سعود- أن سكّان وقبائل شبه الجزيرة العربية هم أصحاب تاريخ طويل، حقّقوا خلاله إنجازات كثيرة، وأن شبه الجزيرة العربية لم تكن قديماً مثل ما هي عليه الآن، مستشهداً باكتشاف فريق علمي بريطاني مؤخراً، بالتعاون مع علماء سعوديين، بحيرةً في الربع الخالي، وهو ما يدلّ على أن شبه الجزيرة العربية كانت مختلفةً عن الحاضر.

وأضاف الدكتور الذييب في الأمسية الثقافية التي نظّمها معهد الفيصل لتنمية الموارد البشرية للتدريب التابع لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية مساء أول أمس الأحد بعنوان (الأنشطة الإنسانية في الجزيرة العربية عبر التاريخ والثقافة السعودية المحلية): «بدأت الدراسات المسحية في المملكة قبل 35 عاماً، وكشفت عن وجود بشري كثيف في شبه الجزيرة، لكن تغيّر المناخ ونقص المياه دفعا السكان إلى الهجرة، وكانت الهجرة الأولى إلى العراق، وكوّنوا هناك أولى الممالك، بينما كانت الهجرة الثانية إلى الآشوريين والنبطيين، وهاجر الآكاديون إلى شرق الجزيرة ووسطها، قبل أن يُعيد ظهور الإسلام مكانة وثقل شبه الجزيرة العربية».

وأشار الذييب إلى وجود آلاف المواقع في المملكة من العصر الحجري، الذي أعقبه بدء عصر التاريخ والكتابة، مؤكّداً أن وجود اللغات السبئية والنبطية والثمودية والآرمية هو أحد منجزات شبه الجزيرة العربية، وأن هناك كثيراً من الممالك التي تأسّست في وسط المملكة وشمالها، منها: سبأ، ومعين، وحضرموت، ومدين، وأن مملكة ديدان من أقدم الممالك في شبه الجزيرة العربية، وكذلك تيماء التي اشتهرت عام 600 قبل الميلاد.

وأضاف الذييب: «بدأ علم الآثار في المملكة العربية السعودية في عهد الملك فيصل رحمه الله، وبدأ المستشرقون مرحلة دراسة التاريخ العربي في شبه الجزيرة في بداية القرن العشرين من خلال عالمين فرنسيين جاءا إلى المنطقة وكتبا خمسة مجلدات عن رحلتهما من فلسطين إلى مدينة الحجر في مدائن صالح في الوقت الحاضر، ثم توالت البعثات؛ فجاءت بعثة هولندية إلى المنطقة الشرقية، ودرس فريق بريطاني شمال المملكة وشمال غربها، وكتب فريق أمريكي عن بعض المناطق في عهد الملك فيصل، وهناك حالياً أكثر من ٣٠ بعثة علمية من عدة دول تعمل في المملكة على دراسة تاريخها بالتعاون مع علماء وباحثين سعوديين».

ومن جانب آخر، أكّد الدكتور سعد الصويان -أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود، والباحث المتخصّص في التاريخ الشفهي والشعر النبطي في الجزيرة العربية- خلال الأمسية التي شهدت حضوراً كبيراً من الجاليات الأجنبية المقيمة بالمملكة أن شبه الجزيرة العربية كانت تمثّل تقاطع الطرق بين الحضارات القديمة كمصر وبلاد الرافدين، وأنها كانت قبل مليوني سنة خضراء يانعة وماطرة ومملوءة بالغابات ومأهولة بالسكان. وأشار الصويان إلى أن الفنّ حاضر بعمق في المشهد التاريخي والثقافي للمملكة، وأن شبه الجزيرة كانت مملوءة بالفنون والموسيقى، وأن الحياة العربية كانت قديماً تزخر بكثير من الاحتفالات والجانب الفني والغناء والموسيقى.

ودعا الصويان إلى ضرورة الاهتمام بتوثيق تاريخ وحضارة المملكة وشبه الجزيرة العربية، مشدّداً على أن المملكة بحاجة ماسة إلى دعم هذا التوجّه من خلال تضمينه في المناهج التعليمية، مطالباً وزارة الثقافة والإعلام والهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني والجهات المسؤولة بأداء دور كبير في رفع مستوى ثقافة المواطن والاهتمام بتوثيق تراث وآثار المملكة.

وأضاف الصويان: «شبه الجزيرة هي الموطن الأصلي للساميين، وهم أساس اللغة العربية، وثقافة الصحراء مفتاح مهم لفهم الثقافة العبرية القديمة والوسط الثقافي الذي ظهر فيه العهد القديم، والكتابة بالعربية بدأت بعد ظهور الإسلام، وربما تكون بدأت من اليمن، لكن اليمن ليس أصل العرب كما يُشاع. واللغة العربية عامةً تتغيّر بفعل الزمان والمكان لتصبح لهجات ولغات يومية مختلفة عن اللغة الأم، وتظلّ الثقافة الشفهية تتغيّر بمرور الزمن، لكن اللغة المكتوبة هي الأساس وثابتة؛ فالشعر الجاهلي أقرب إلى البدو في شبه الجزيرة من مصر أو سوريا مثلاً لاختلاف الصور والمصطلحات والطبيعة». وأشار الصويان إلى أنه لا توجد اختلافات كبيرة بين عرب شبه الجزيرة ومصر مثلاً أو العراق أو الشام.

 

????????????????????????????????????