وزير الشؤون الإسلامية: هذا واجب العلماء والمؤسسات الدينية لإنقاذ اليمن

الأربعاء ١٨ يناير ٢٠١٧ الساعة ٢:٥٢ مساءً
وزير الشؤون الإسلامية: هذا واجب العلماء والمؤسسات الدينية لإنقاذ اليمن

المواطن – الرياض 

استقبل وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ بمكتبه في الوزارة بالرياض اليوم، رئيس حركة النهضة للتغيير السلمي في الجمهورية اليمنية الشيخ عبدالرب صالح السلامي، وأعضاء الحركة.

وفي بداية اللقاء، وجّه الوزير آل الشيخ كلمةً إلى الحاضرين رحب فيها بأعضاء حركة النهضة، مشيراً إلى أن اللقاءات بعامة علماء اليمن المشمولين ببرنامج التواصل في داخل المملكة العربية، تمت عدة مرات من خلال لقاءات خاصة في مقر الوزارة بمختلف المكونات المؤثرة في المشهد اليمني المتنوعة، ما بين جمعيات، وجماعات، ومدارس وغيرها.

وأكد الوزير آل الشيخ أهمية العمل الجماعي لصالح اليمن، بوصفه عملاً جليلاً من واجبات الوقت المتحتمة؛ لأن ابتلاء الله للناس يجري وفق سُنته وحكمته، وجرى من سنته وحكمته هذا الإبتلاء العظيم لليمن بتسلط الحوثيين والانقلابيين، ومن معهم، ومن ورائهم من إيران وأتباعهم، مضيفاً أن المملكة قيادة، وعلماء، وبالخصوص وزارة الشؤون الإسلامية ترى الواجب عليها عظيماً في هذا الحدث الذي تسلط فيه الحوثيون والانقلابيون على اليمن ومقدراته وأهله وعقيدتهم، وسلامة إسلامهم ودينهم واجتماع كلمتهم.

ولفت الوزير آل الشيخ إلى أن العلماء والمؤسسات الدينية في المملكة لها دور غير المؤسسات السياسية المتمثلة في ولاة الأمور، والقيادة، والحكومة، والوزارات الأمنية، مبيناً أن دور أهل العلم هو تثبيت الرسالة، وتثبيت القلوب واستمرار التأثير في الناس بالدين، والمحافظة على دين الناس، وعلى عقيدتهم ومشيراً إلى أن الكسب في ذلك ليس فقط في المرحلة التي نعيش فيها ولكن ما بعد هذه المرحلة.

وختم الوزير آل الشيخ كلمته بقوله:” إن هذه الحركة عندكم لها نشاط كبير ومميز في الحاضر وفي الماضي، وقد قدمتم عملاً اجتماعياً وقدمتم تضحيات في مقاومة الحوثي والانقلاب، فجزاكم الله خيراً ورفع بها قدركم”.

من جانبه، رفع رئيس حركة النهضة أسمى آيات الشكر والعرفان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ولحكومة وشعب المملكة الشقيقة على وقوفهم إلى جانب اليمن في معركته الهادفة لإنقاذه من السقوط في يد المشروع الإيراني، واستعادة الدولة اليمنية ومؤسساتها الشرعية، كما شكر الوزير على حسن الاستقبال والتكرم بعقد هذا اللقاء، الذي يأتي تعزيزاً لمسيرة التواصل التي انطلقت برعاية معاليه بين المملكة والعلماء والدعاة والمكونات والمدارس الدعوية باليمن.

وقال: “نلتقي بكم اليوم في ظل أوضاع استثنائية ملتهبة تعيشها اليمن خصوصاً والمنطقة العربية عموما، مما يجعل الحديث معكم في قضايا التعاون في المجالات الدعوية والإرشادية لا ينفصل عن تلك التحديات الكبرى التي يأتي في مقدمتها ـــ في نظر الحركة ـــ ثلاثة تحديات رئيسة هي: المشروع الإيراني الصفوي الداهم على المنطقة العربية والمستغل للأقليات الطائفية في بلادنا؛ لتمرير مخططاته الاستعمارية التوسعية، وتيارات الغلو والتطرف والإرهاب التي تتغذى بسبب حالة التخلف العلمي والعقدي الذي تعيشه بلادنا، والانقلاب على الشرعية وانهيار مؤسسات الدولة ودخول اليمن في حالة من الانفلات الأمني والتدهور الاقتصادي والانقسام الاجتماعي، مؤكداً أن هذه التحديات الثلاثة تتطلب تعزيز الشراكة بين اليمن والمملكة.”

وأضاف: إن الحركة استشعرت خطورة هذه التحديات فاتخذت نهجا واضحاً لمواجهتها سياسياً ودعوياً، فعلى المستوى السياسي تبنت الحركة نهجاً مستنداً إلى المرجعيات الناظمة للعملية السياسية في اليمن وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وإعلان الرياض، وتتمثل أهداف الحركة في هذه المرحلة في الاصطفاف إلى جانب الشرعية وتأييد التحالف العربي وعاصفة الحزم؛ لكسر الانقلاب وإنقاذ اليمن من السقوط في يد المشروع الإيراني، ومن جماعات الإرهاب والتكفير.

وواصل فضيلته يقول: أما في مجال التوعية والإرشاد فإن حركة النهضة تنظر إلى العمل الدعوي والإرشادي بوصفه أساساً للنجاح في كافة مجالات الحياة، ومن ثم تلتزم الحركة في نشاطها الدعوي بمنهج أهل السنة والجماعة والدعوة إلى الكتاب والسنة الصحيحة بفهم السلف الصالح، بنظر فكري معتدل ينبذ الغلو والتطرف، ويرفض العنف في التغيير، ويتبنى المنهج السلمي في الإصلاح والبناء، ومن هذا المنطلق تتطلع الحركة إلى بناء استراتيجية مشتركة لمواجهة التحديات الآنف ذكرها؛ لإنقاذ اليمن من الأفكار الضالة والانتقال بالعمل الدعوي إلى مرحلة الاستقرار والبناء.

ونوه الشيخ عبدالرب السلامي بتأسيس برنامج التواصل مع علماء اليمن واصفاً إياه بالمبادرة الكريمة واللفتة النبيلة؛ في رعاية العلماء والدعاة في ظل الظروف القاسية، ولما احتواه البرنامج من أهداف جليلة في خدمة الدعوة والتي يأتي في مقدمتها الحرص على جمع كلمة العلماء والدعاة، والتقريب بين التيارات والمدارس الدعوية مُتوَّجةً بتوقيع ميثاق العمل الدعوي.