وفور الهدف

الإثنين ٢ يناير ٢٠١٧ الساعة ١:٠٨ مساءً
وفور الهدف

علي السبيعي

إن المتسابقين للخيرات ينبغي لغاياتهم أن تكون أنبل وأعمّ، أنبل من أن تستلقي في بحر الدنيا دون الآخرة، وأعمّ من أن تلتزم بمسار واحد دون بقية المسارات.

حتماً إنها النهاية المؤلمة، فلا نجاح مفرح، ولا سلام حاصل. لماذا الانكماش في الصندوق طالما الرحابة حاصلة؟ لماذا يَحصُر الإنسان نفسه في خير الدنيا طالما أمكن تعميمه على الآخرة؟ لماذا ينظر من الثقب طالما أمكن أن ينظر من الفضاء الواسع؟ الحقيقة أن الآثار تنشأ حتى قبل موعد ثورانها بسنين طوال، لأن الأسباب وحدها كفيلة بذلك، وبالتالي فهي كفيلة بثورانها.

من الحُمق والخطأ أن يشِب الإنسان على أسباب ترديه طريحاً في آخر عمره، هذا إذا تأنت إلى ذلك الحين، فالمرجع – بعد قضاء الله – في بؤس الإنسان أو سعادته هي الأسباب، فلماذا يحيط الإنسان نفسه بأسباب تؤدي إلى شقائه وتعاسته؟!! أليس ذلك حُمقاً؟!

فالأجدر بنا إذن أن تكون نظرتنا شاملة لخيري الدنيا والآخرة (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا) والقاعدة في ذلك أن كل أهداف الدنيا تصب في الغاية الأسمى والأهم (رضا الله سبحانه وتعالى)، ويجدر بنا أيضاً أن نوسع نطاق اهتمامنا؛ فلا نحصره في مسار أو مسارين نَتعسُ ونَشقى إذ هما باءا بالفشل.

فمع التجارة تدخل الأسرة والتربية والصحة والمجتمع وهكذا. فإذا خاب أو خسر من ركز اهتمامه على جانب أو اثنين فالتفت إلى الأخرى فوجدها صدئة مقفرة مغبرة؛ فلا يلومنّ إلا نفسه لأنه هو الذي وجّه نفسه إلى هذا المصير المشؤوم.

فأما الذي يريد السعادة في الدنيا والآخرة فليكن مبتغاه أنبل وأعمّ. والأسباب شواهد على ذلك.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • عصام هاني عبد الله الحمصي

    الهدف عباره عن مجهود معدل بالزمن فإن أطفأة النور طلع أوباما وإن ولعت النور طلع ترامب وممكن خلطهم ببعض ليصيرو أكثر من معنى ومصلحه ويرتقي الهدف حسب إدراك العقول ومستوياتها لتحديس مواضيع الساعة ، أرتقو لمواضيع الساعة .