محاربة للسرطان لـ “المواطن”: كانوا يقتلونني وبالفرح أقابلهم

الأربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٧ الساعة ١:٣٥ صباحاً
محاربة للسرطان لـ “المواطن”: كانوا يقتلونني وبالفرح أقابلهم

روت محاربة للسرطان بعضًا من تفاصيل الأيام الاعتيادية في حياتها، قائلة في تصريح لـ (المواطن): “نحلم في بعض الأحيان بالسكينة، نتوق إلى ليالٍ خالية من الألم، نكتب السطور، ونغيب بالأيام عن الدمع.. كلّها من لحظات الفرار من الحقيقة”.

وأبرزت محدّثتنا -التي لم تغب الابتسامة عن محيّاها- أنه: “لم يكن السرطان وحده ما يقرض من الذاكرة مساحاتها، بل كان هناك ما هو أعظم يستتر خلف طيّات الأوراق، ولا يترك للفرح مجالًا أن يكون العاشق الخائن في هذا الجسد”.

وكان حزنها عنوان ربع قرن وأكثر، وفي عينيها اختزلت المسافات جميعًا، وكأن الدهر سكن في تلك المقلتين المطفأتين، تقول: “أمارس التنفس كل يوم، ولكني لم أكن أدرك أن حتى الهواء كان يلفظني”.

وأضافت: “أهرب من أعين الشفقة كل يوم، ولكني لم أدرك أنها تلاحقني، ظلّت أعوامي تمر وأنا أخفي حجم الألم، أكابر بالقدمين لأدوس على ذاكرة الخيانة بالصبر”.

وكشفت عن بعض ذكرياتها ضاحكة: “كلّما جلست على ذاك الكرسي كنت أمازح طبيبي:

  • أتراها الجرعة الأخيرة؟
  • ننتظر الفحوصات، علّ الله يقضي أمرًا كان مفعولًا.
  • الحمد لله، قدّر الله وما شاء فعل”.

وبيّنت أنه: “ما إن ينتهي الحوار حتى أدخل في خلوتي مع صديقي القديم، أغرق في أمواجه المتلاطمة، وأعد عامي الأربعين بصمت”.

واختتمت متسائلة: “هل يدرك أحدهم أن ما ألمّ بي لم يكن مرضًا عضويًا، على الرغم من أنه تحوّل إلى ذلك؟ هل يدركون أن خلايا الجسد تنتحر مع كل حزن مرير تتجرّعه كجرعات السم؟”.