الكفيف الهلالي : أعاني فوبيا (الألعاب النارية) وطردوني ليجلسوا في مكاني!

الخميس ١٨ سبتمبر ٢٠١٤ الساعة ١٠:٥٤ مساءً
الكفيف الهلالي : أعاني فوبيا (الألعاب النارية) وطردوني ليجلسوا في مكاني!

المشجع الهلالي المكفوف عبدالمحسن (20 عاماً)، يتنقّل ببصيرته خلف ناديه الأزرق شرقاً وغرباً وبمفرده رغم معاناته البصرية وشعوره بفوبيا الألعاب النارية التي تقلقه، وواجه الكثير من المصاعب والعراقيل التي أجبرت دموعه على النزول، وكافح من أجل أن يظل قريباً من محبوبه الهلال.

تغريدة في تويتر أعادت الأمل لعبدالمحسن في الحضور بالطريقة التي يريدها، “المواطن” حاورت الشاب المكفوف، وكشفت من خلال أسئلتها طريقة تنقله وأبرز المواقف التي مرت به وهواجسه التي تستيقظ معه كل صباح.

 

حدثنا بداية عن مقر سكنك، وطريقة تنقلك إلى الملعب؟

أنا من سكان المنطقة الشرقية، وحضرت مباريات الهلال بمفردي وعن طريق النقل الجماعي، لا أحب أن يرافقني أحد فأنا أتيت حباً في الهلال ومن أجله، وأعتمد على نفسي ومستعد لتكبد كل العناء عشقاً في الزعيم، ويواجهني الكثير من المخاطر لكنني جاهز لتحملها.

ما الشعور الذي كان يواجهك عندما تفكر في الحضور إلى الملعب؟unnamed (37)

الشعور الأصعب الذي كنت أعانيه في بدايات حضوري هو (الخوف)، وتدور في عقلي تساؤلات كثيرة، إلى أين سأذهب، وما الذي سيواجهني هناك، وأين سأجلس، كما أنني مصاب بفوبيا الألعاب النارية، وخشيت أن ينتابني ذلك الشعور وأنا في الملعب، لكني تشجعت وبدأت في الحضور بشكل تدريجي إلى أن تمكنت من التأقلم على ذلك.

مشجعون كثر لا يحرصون على الوجود في الملاعب رغم أنهم لا يعانون أي إعاقة، ما الذي حفزك على الحضور؟

أؤمن بأن المشجعين هم من يساعد الفريق على الفوز، لذلك أحاول أن أقوم بدوري كمشجع هلالي لزف فريقي نحو البطولات، وهذا هو واجبي تجاهه، وعندما تنتهي مباريات الهلال يكون صوتي قد اختفى تماماً؛ لأنني هتفت كثيراً وبكيت أكثر مع كل هدف يسجله الأزرق، وهذا ما يجب أن يكون عليه مشجعو الزعيم إن أرادوا أن يحقق فريقهم الإنجازات.

ما الموقف الذي أحزنك كثيراً خلال وجودك في الملاعب؟

في مباراة الهلال والاتفاق الموسم الماضي التي أقيمت في المنطقة الشرقية، والتي واجهت فيه صعوبة في الدخول إلى الملعب، وبعد أن وصلت إلى المكان المخصص لجلوس المعاقين أتاني رجل من اللجنة المنظمة وعسكري وقالا لي أنت لست معاقاً حركياً وهذه المنطقة لا شأن لها بالمكفوفين، استغربت ذلك الرد رغم أهليتي للوجود هناك، وقاما بتوجيهي للمدرجات مع الجمهور، وعندما قابلت عسكرياً آخر قال لي إن من طردني من المكان المخصص داخل الملعب جلس في مكاني، وإن سبب طردي هو أن يوفر كرسياً له، وكان ذلك موقفاً محزناً بالنسبة لي.

تفاعلت لجنة المسؤولية الاجتماعية بنادي الهلال معك، ما التسهيلات التي قدموها لك في هذا الجانب؟

اللجنة ممثلة في رئيسها سعود السبيعي وفرت لي كل ما أتمناه، ابتداء بتسهيل عملية دخولي إلى الملعب، ومروراً بتلبية رغباتي في أماكن الجلوس والتنقل، وانتهاء بخروجي بكل سلاسة، وزودتني بأرقام أشخاص تابعين للنادي ويوجدون في مباريات الهلال، وعندما تواجهني أي مشكلة أقوم بالاتصال بهم ويأتون مباشرة لحلها.

حدثنا قليلاً عن خدمة “الواصف” التي قدمتها إدارة الهلال للمكفوفين؟

عندما تبدأ المباراة نتسلم سماعات للاستماع إلى واصف موجود معنا في الملعب، ويقوم بالتعليق على مجريات المباراة بوصف دقيق يخدم المكفوفين، يخبرنا أين توجد الكرة، ومن أين تبدأ وإلى أين تتجه، ويظهر الملعب حماساً كبيراً مع التسديدات ويصف طريقة تنفيذها، وهي خدمة ممتازة تساهم في دخولنا بشكل أكبر في جو المواجهة، ونعلم من خلالها كل صغيرة وكبيرة حدثت داخل الملعب.

كيف استطعت أن تتواصل مع لجنة المسؤولية الاجتماعية بنادي الهلال؟

عندما حضرت في مباراة الهلال والسد وتحديداً في المنصة، أتى إلي عسكري وتحدث معي عن أبرز الاحتياجات التي تنقصني، وقام بتصويري وطرحها كتغريدات في تويتر، وبعدها بساعات أتاني اتصال من الأستاذ سعود السبيعي وأبلغني بأن إدارة الهلال ترغب في التواصل معي، ووجهوا لي دعوة لحضور مباراة السد الإياب التي أقيمت بالدوحة، وكنت مذهولاً مما حدث، ولم أكن أتوقع أن أتواصل مع الإدارة الهلالية بهذه السرعة.

بحكم علاقتك بعدد من المشجعين المكفوفين، هل حضورهم في الملعب كبير أم على نطاق ضيق؟

ما لا يعلمه الوسط الرياضي أن في كل مباراة يوجد عشرات المكفوفين، ومعظمهم يكون وجودهم بجهود شخصية منهم، وهم بحاجة للالتفات إليهم وتلبية احتياجاتهم للاستمتاع بالمباريات كغيرهم، وحقيقة تحسب لإدارة الهلال اهتمامها بتلك الفئة وغيرها من فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، فعندما حضرت في المنصة خلال لقاء الهلال والأهلي الدورية التقيت بعشرات المكفوفين هناك، وكانوا يحظون باهتمام خاص يليق بهم، وهذا ما أتمنى أن يسود في جميع المباريات ولجميع الفرق.

تنتظر الهلال مباراة مهمة أمام العين في الإمارات هل تنوي حضورها؟

ليس في ذلك شك إطلاقاً، وبإذن الله سأحضرها حتى لو دفعت من جيبي الخاص، والإدارة وعدتنا بتسيير حافلات إلى الإمارات ولن أفوت فرصة الحضور في هذا التوقيت الحاسم الذي ينتظر فيه فريقي الدعم والمساندة مني، ولو تأهل إلى النهائي فسأحضر سواء في كوريا أو أستراليا إن سمحت لي الظروف، ولو كان الأمر عائداً لي لذهبت معه ولو إلى المريخ.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • مطنوخ

    رجل ذو همه ومثلك تادر
    اسأل الله لك الشفاء العاجل

  • كيان أنثى

    هذا هم مشجعين الزعيم ما في شي يعرقلهم