السيدة “ببلي” آخر الفاغرين الفارغين!

الأربعاء ٢٤ أبريل ٢٠١٣ الساعة ٨:٢٢ مساءً
السيدة “ببلي” آخر الفاغرين الفارغين!

الجيب السعودي مخروم، خرمه الكرم في زمن الرخاء، وخرمته الحاجة في زمن الشدة، ومع ذلك لا تزال بعض الأفواه فاغرة تحته، ممدودة الألسن، لعل فيه فتات لم يسقط بعد.

آخر الفاغرين/ الفارغين السيدة “ببلي”.. جاءت في الوقت الضائع، فلم تجد غير غربال عتيق مهجور، اتسعت شقوقه، ولا أثر فيه حتى للشوائب، في ما بدا أنه قد مرّ زمن طويل لم يعبره حَبٌ ولا حُبّ، ولا قرش ضال!

“هاردلك” سيدة “ببلي”، فقد أتيتِ متأخرة بعض الشيء. الحال ما عادت هي الحال، فالجيوب لم تعد منتفخة كما تظنين، ومتعة الدهشة مدفوعة الثمن امتصها “ستار أكاديمي” و”شاعر المليون”، اللذين توقفا، واكتفيا بلعق الأشداق!

لا لوم عليك سيدة “ببلي”، اللوم على من حوّلكِ من خدمة مجانية في بلدان أخرى، إلى خدمة مدفوعة في بلدنا، وكأنه لم يصدق بعد أن “الجيب المخروم” خاوٍ على ثوبه، بل أصبح زائدة قماشية يمكن استئصالها لولا بدعة الأناقة!

اللوم على من اتخذكِ سبيلاً للتكسّب والاتجار بشهرة صنعها له الدين، ذلك الذي من فرط “حبه” للناس لا يريدهم أن يخلدوا إلى النوم دون أن يهدهدهم بكلمات أبوية، تشبه حكايات ما قبل النوم التي يحكيها الآباء والأمهات لصغارهم!

أيها “الببليون”: كيف تبيعون “أحبابكم” بهذا الثمن البخس؟! وأي وسيلة وظفتموها هنا؟! أليست هي ذاتها التي سوّقت لكم إلى أن حظيتم بما حظيتم من مكانة أنزلتموها في غير منزلها، وستفقدون ما بقي لكم في نفوس الناس منها؟!

أيها “الببليون”: كيف تبيعون لحظات السماع على من تدّعون أنهم أحبابكم، بينما لو كنتم تحبونهم صدقاً، وتظنون أنهم يحبونكم فـ”كيك” و”يوتيوب” يوفران لهم أصواتكم وفوقها صوركم مجاناً، فضلاً عن أنكم أصلاً -وقبل كل هذه التقنيات- كنتم ملء السمع والبصر والمسجد والشارع!

أيها “الببليون”: عودوا إلى رشدكم، ولا تهدموا ما بنيتم، ولا تقطعوا حبلاً بينكم وبين الناس، بدا إلى الشعرة أقرب، شعرة ليست كشعرة معاوية بلا شك، لأن من يشدّها أربعة، أنتم، والناس، و”ببلي”، ومن احتفى بـ”سقوطكم”! إن أرخى واحدٌ لن يرخي البقية، فانسحبوا، وأنقذوا الشعرة!

* ناصر المرشدي

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني