“مهرجان الحريد” الحدث المرتقب من المئات في جازان

الإثنين ٢٢ أبريل ٢٠١٣ الساعة ١٠:٠٤ صباحاً
“مهرجان الحريد” الحدث المرتقب من المئات في جازان

في احتفاليةٍ سنوية بديعة، أنت على موعد مع أحد المهرجانات الفريدة في نوعها، قد لا تجده في أي مكانٍ في العالم سوى في تلك الجزيرة الحالمة القابعة جنوبي البحر الأحمر، وبالتحديد في جزيرة فرسان إحدى جزر منطقة جازان, حيث يدشن الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان في 21 من هذا الشهر فعاليات مهرجانها السنوي العاشر لهذا العام بجريرة فرسان “مهرجان الحريد”.

حريد أو الحريد هذا هو اسم المهرجان وهو اسم نوع من الأسماك المرجانية التي تشبه في شكلها الخارجي طيور الببغاء. وتعود التسمية العلمية للحريد (سمك الببغاء)، إلى شكل الفم الخارجي وتنوع الألوان الجميلة التي يظهر بها هذا النوع من الأسماك. وتعتبر مناطق الحريد البحري التي يعيش فيها الحريد ويتكاثر ويحصل على غذائه.

 ظاهرة سنوية فريدة!

موسم الحريد (سمك الببغاء) يعتبر من الظواهر الفريدة من نوعها التي تتكرر سنوياً في جزيرة فرسان في منطقة تسمى بنفس الاسم المتداول للسمك؛ ألا وهي منطقة “الحريد” وبالتحديد في “ساحل حصيص”، حيث إن الحريد يتجمع بشكل كبير وعلى شكل مجموعات ضخمة بعضها قد يزيد فيها عدد الأسماك على 1000 سمكة في المجموعة الواحدة، ويكون كرات ضخمة ويجتمع بالقرب من الساحل فيما يشبه الانتحار الجماعي. يحدث ذلك عادة في يوم واحد من السنة وعادة في نهايات شهر مارس وأول شهر أبريل من كل عام

كيف يحدث؟

يكتشف صيادو الجزيرة اقتراب موعد مجيء الحريد برائحة مميزة تنبعث من الساحل، وتبدأ الرائحة بعد مغرب شمس اليوم الخامس عشر من الشهر القمري الذي يوافق نهاية مارس وبداية أبريل من كل عام. ويقول باحثون عن هذه الرائحة إنها لبيض الشعاب المرجانية الملساء، حيث تطلق الشعاب المرجانية بيضها دفعة واحدة في ليلة من السنة.

الحريد .. حدث قديم

كان موعد الحريد قديماً قبل صلاة الفجر، حيث يتجه الفرسانيون بجمالهم ودوابهم في يومٍ واحد من السنة إلى المنطقة السنوية لتجمع الحريد وبالتحديد (ساحل حصيص)، حيث يصعد الرجال إلى المناطق المرتفعة والتلال المحيطة بالساحل لمراقبة المياه حيث يرصدون وجود أي حركة على السطح تدل  على وجود مجموعة من مجموعات الحريد. يسمي الفرسانيون مجموعة الحريد الواحدة (سواد) وجمعها (أسودة). وبمجرد أن يلاحظ الفرسانيون السواد تتجه مجموعة من كبار الصيادين الذين تم اختيارهم مسبقا إلى البحر للقيام
بعملية تجميع الحريد، فيما يظل الجميع على الساحل في وضع الاستعداد حتى يصيح كبير الصيادين بأعلى صوته للانطلاقة. فما يلبث الناس الموجودون على الجبال وعلى الساحل حتى يركضوا كل يحمل كيسه المطوق ليجمع ما يستطع من الحريد وسط جو مليء بالفرح والسرور.

الحريد .. من اهم مهرجانات المنطقة

مهرجان الحريد يعد من أهم المهرجانات السياحية التي تحظى باهتمام واسع من قبل أهالي منطقة جازان وزوارها، إلى جانب الاهتمام الخاص من قبل سكان  الجزيرة، حيث ينفذ المهرجان سنوياً احتفاءً بظهور أسراب سمك الحريد “ببغاء

البحر” في خور الحصيص بأحد أجمل السواحل بجزر فرسان في نفس الموعد من كل عام وخلال سنوات طويلة، حيث أصبح يشكل تظاهرةً اجتماعية كبرى لأهالي المنطقة، ومن المتوقع أن يشارك الآلاف من الأهالي والزوار في مهرجان هذا العام.

“الاستعدادات والفعاليات المصاحبة لهذا العام

أوضح وكيل إمارة منطقة جازان الدكتور عبدالله السويد إكمال كافة اللجان العاملة استعداداتها لمهرجان الحريد العاشر، حيث تم تجهيز موقع للفعاليات المصاحبة في ساحل جنابه في مسرحٍ مفتوح، وإقامة معرض للحرف وبرامج متنوعة تشتمل على مسرحيات وألعاب خفة ومسابقات أطفال وفرق إنشادية وفعاليات للرسم الحر والعديد من العروض الشعبية المتنوعة، إضافة إلى عددٍ من السباقات البحرية مثل سباق القوارب الآلية وسباق صيد أكبر سمكة، واستعراض الدبابات البحرية حيث خصص لها جوائز نقدية.

 طلقة ينتظرها المئات

يشارك أمير المنطقة ضمن فعاليات المهرجان أهالي المحافظة والمشاركين صيد سمك الحريد، حيث يتم تجميع الحريد ليصبح في مجموعة واحدة محاطاً بالشباك من كل جانب، وتتركز أنظار الجميع على البحر من جهة وعلى كبير الصيادين من جهة أخرى, ويشّمر الجميع عن سواعدهم فيما يشبه اللحظات الحاسمة قبل بداية ماراثون السباق وجمع الأسماك، ومن ثم يطلق أمير المنطقة راعي الحفل طلقة ينتظرها المئات على الساحل بها تبدأ الفعالية الرئيسية للمهرجان وينطلق المتسابقون جميعاً صغارهم وكبارهم إلى البحر كلٌ يحاول الحصول على أكبر كمية من الحريد.

 

0

 

بجزيرة فرسان

 

بجزيرة فرسان