المشرف على مركز الدراسات الزلزالية ينصح دول الخليج بـ”دمك التربة”

الأربعاء ١٧ أبريل ٢٠١٣ الساعة ٩:٢٦ صباحاً
المشرف على مركز الدراسات الزلزالية ينصح دول الخليج بـ”دمك التربة”

توقع الدكتور عبدالله العمري -رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض والمشرف على مركز الدراسات الزلزالية- أن تشهد إيران خلال الفترة المقبلة هزات ارتدادية جراء الزلزال الذي تعرضت له أمس الثلاثاء، لكنه أكد أن لا خطورة كبيرة منها، خاصة على دول الخليج العربي.
وذكر العمري -في حديث خاص لـ “المواطن”- أن وقوع زلزال بذات القوة أمر مستبعد من الناحية العلمية لمدة خمس سنوات على الأقل، إلا أن ذلك لا يعني عدم الاستعداد لخطر كهذا، سيما بعد أن أظهرت ردة فعل الدول العربية أنها غير مزودة بثقافة التعامل مع الكوارث الطبيعية.
وكان العمري قد توقع بعد الزلزال الذي ضرب إيران قبل أسبوع وبلغت قوته 6.3، وذكر أن المنطقة سوف تتعرض -بعد إرادة الله- لزلزال أقوى تبلغ قوته
7.30، وهذا ما حصل فعلاً، لأن المنطقة التي وقع فيها الزلزال تتشكل -كما قال- من منظومة جيولوجية معقدة، تتكون من ثلاث صفائح حركية نشطة يؤدي تصادمها لمثل هذه الهزات.
وأوضح العمري أن هذه الصفائح هي: الصفيحة العربية من جهة، والصفيحة البروسية من جهة، والصفيحة الباكستانية الهندية من جهة ثالثة، وقد أدى تصادمها خلال إلى الزلزال الأول الأسبوع الماضي ثم الزلزال القوي”.
أما بالنسبة للخطورة الزلزالية على منطقة الخليج، فقال العمري إن جميع المناطق الواقعة على الخليج كأبوظبي ودبي والكويت والجبيل قائمة على منطقة رسوبية سمكها يقارب 8 كيلومتر، ولم يرصد فيها أي زلزال طبيعي من قبل، مع ملاحظة أنه توجد زلازل خفيفة تحدث نتيجة حفر آبار النفط أو كتداعي لسحب بترول منها”.
وأضاف: “تتأثر هذه المناطق بالهزات التي تحدثها الزلازل التي تضرب المناطق القريبة في إيران، نظرا لأن معظم الطاقة الزلزالية تتجه نحو المنطقة الرسوبية. كما أن الشعور بهذه الهزات يكون كبيراً؛ نظراً لأن المنطقة الرسوبية تتميز بالإيجابية، لكن الحمد لله لا يؤثر ذلك على لبنية التحتية”.
لكن ذلك لا يعني -كما يشير العمري- انعدام الخطر، ففي المنطقة الشرقية من المملكة فضلاً عن الكويت، لا بد من عمل ما يسمي دراسات الجيلوغلاتية؛ لأن التربة فيها تتعرض لظاهرة التميع أو “التسييح” التي تؤدي في حال عدم مواجهتها علميا بدمك التربة إلي تغلغل الزلزال بين طبقاتها، ومن ثم يكون الإحساس به أكبر”.
وأشار العمري إلى ضرورة عمل تقييم هندسي للمناطق الواقعة على منطقه الخليج، وخاصة المدارس والمستشفيات؛ لأن هذه المباني ربما تكون قديمة، ومع تكرار الزلازل ستتعرض لآثار سيئة”، مضيفاً أن هناك ضرورة لمعالجة هذه المباني هندسياً، وبالأخص المدراس والمستشفيات والتي تحوي أعداداً كبيرة من الأشخاص، حتى تتفادى الخطورة الزلزالية مستقبلاً”.
واستطرد العمري: “لا بد من تطبيق كود البناء الزلزالي في هذه المناطق، لأنه في ظل عدم ثقافة الكارثة في المجتمع سوف نواجه مشكلة كما حصل في دبي وأبوظبي؛ حيث أخليت المباني، وهذا خطأ كبير، فالدول المتقدمة تعرف شعوبها كيف تتعامل مع الكوارث. وعلى سبيل المثال شهدت اليابان قبل أقل من سنة زلزالا بقوة 8.30، بينما ظل الناس جالسين في أماكنهم، لأنهم كانوا على وعي بالتصرف الصحيح تجاه هذه الكوارث”.
وتابع: “لدينا لا يوجد تصرف سليم والخروج يكون عشوائياً، ولذلك أقول لا بد من مراعاة ذلك، خصوصاً مع توقعاتي بأنه سوف تحصل هزات ارتدادية، ولكن قوتها أضعف بكثير من الزلزال الرئيسي، والإحساس بها سيكون في المناطق الواقعة على الحدود الباكستانية الإيرانية”.
وبالنسبة لعلاقة المفاعل النووي الإيراني على النشاط الزلزالي، قال العمري: “الأسبوع الماضي كان موقع الزلزال يبعد 100 كلم شمال المفاعل، أما زلزال الثلاثاء فيبعد ما يقارب 1000 كلم، وبذلك لم يتأثر المفاعل، الذي صممه العلماء الروس والألمان، بحيث يقاوم الزلازل بقوة 7.30، وهو أمر يجعل مسألة انبثاق الغازات غير واردة”.
وأشار الدكتور عبدالله العمري إلى أن الزلزال أثر على المباني في إيران، نظرا لأن معظمها طينية، مؤكداً أنه لا يوجد ما يستدعي الخوف، فقد استنفذت الطاقة الزلزالية خلال الأيام الماضية، وحدوث زلزال جديد بقوة أكبر من5.30 درجة يحتاج إلى عملية تشكل تستمر ما يقارب 5 سنوات، وكلما زادت السنوات تزداد قوة الزلازل، بدليل أن المنطقة التي ضربها زلزال الثلاثاء حدث بها زلزال قبل أربعين سنة بقوة 7.4.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • عبدالله الدوسري

    أشكرك ي أخت فاطمة على الموضوع الممتاز ، والذي بحاجة إلى اهتمام من المسؤولين من أجل نشر الوعي والتوجيهات اللازمة في ظل هذه الكوارث، كما أشكر الدكتور عبدالله العمري على ما أفاد وأشاد به .