الوداع

الأربعاء ٢٩ مايو ٢٠١٣ الساعة ١:٥٧ صباحاً
الوداع

الفراق, الألم, الفقد, الموت, كلها أمورٌ قد تحدث بلا رغبة منا أو ترتيب، تأتي هكذا فجأة لتجرح وتؤلم ثم ما تلبث أن تتحول إلى ذكرى وتجربة يرويها صاحبها إن حانت فرصة لسردها وقد ترافقها دمعة حارقة تنساب ببطء لتمسح خداً احمَرّ من البكاء أو الخجل أو الوجع, إلا الوداع, فالوداع فنٌ لا يتقنه إلا قلة, الوداع أيها السادة قرارٌ قبل أن يكون خياراً, لذا علينا أن نُعلِم أنفسنا أن نقول وداعاً في الوقتالمناسب, قد نقول وداعاً حفاظاً على كرامة قد جرحت, قد نقول وداعاً لنشعر الطرف الآخر بظلمه وإهماله ونسيانه وجبروته وقسوته وتجاهله, قد نقول وداعاً لمن لا يعتبرنا مكسباً له فنتنازل له عن رأسالمال برمته.

قد نقول وداعاً لحلمٍ يرافقنا حتى استعصى علينا قبل أن يتحول إلى كابوسٍ يُطبقُ على أمنياتنا, قد نقول وداعاً لفرصة سانحة ظاهرها الرحمة وباطنها الفساد بعينه, قد نقول وداعاً لأفكارٍ خاطئة وقناعاتٍ قديمة كنا نعتقد بأنها مسلماتٌ لا جدال فيها لكن ما نلبث أن نكتشف أنها مجرد اجتهادات قد تحتمل الصواب أو الخطأ.

 قولوا وداعاً للفشل فهو عبارة عن خبرة مكتسبة تودع في رصيد معرفتنا مستترة بغطاء إخفاق لكن فقط إن كشفنا غشاوة الإحباط من دواخلنا, صدقوني أن أقسى لحظات الإخفاق ستتحول إلى أولى لحظات التغيير إلى الأفضل لكن فقط إن خاطبت ذاتك متذكراً أجمل صفاتك؛ فداخل كلٍ منا صوتٌ قوي يشد من أزرنا لكن فقط إن استدعيناه بالتفكير نحو الغد الأفضل,
آه يا أحبتي كم أكره التنظير لكن صدقوني هذه السطور ليست دغدغة لمشاعركم، بل طبقٌ من نُصح التهموه إن أعجبكم أو اتركوه فربما تجوع نفوسكم للوداع مرة فتجدون هذا الطبق في انتظاركم.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني