البديلات المستثنيات وبقرة بني إسرائيل!

الثلاثاء ٢١ مايو ٢٠١٣ الساعة ١٠:٥٠ مساءً
البديلات المستثنيات وبقرة بني إسرائيل!

اليوم، وقبل اليوم، وبعد اليوم، تجمّع -وسيتجمّع- عشرات المعلمات البديلات المستثنيات في مبنى وزارة التربية والتعليم، وطلبن لقاء مسؤول صاحب قرار، ليفهمن منه مغزى تلك الشروط التعجيزية التي وضعتها اللجنة المكلفة بدراسة ملفهن، والتي -بدلاً من حلها المشكلة- زادتها تعقيداً.

بعد ساعات، تكرم مدير عام الشؤون المالية والإدارية وخرج إليهن، وليته ما خرج! خرج ليقول: (الشروط لا يمكن تغييرها، خصوصاً أنها صادرة بموافقة خادم الحرمين الشريفين).. ياللعجب! أين كان هذا الامتثال الصارم حين صدر القرار الملكي قبل سنتين، والذي أمر بتثبيتهن، دون أن يتضمن قيوداً أو شروطاً، والقرار الذي سبقه؟!

ليسمح لي سعادة المدير أن أقول إن وزارته في هذا الملف تحديداً متخبطة بدرجة تدعو للحيرة منذ بداية المشكلة. وإلا ما معنى أن توضع كل هذه العقبات في طريق (البديلات المستثنيات)، بينما زميلاتهن ثُبتن بكل أريحية، فقط لأن الصدفة المحضة جعلتهن على رأس العمل وقت صدور قرار التثبيت؟! هل وجود المثبتات على رأس العمل “مؤهل” يغني المثبتات عما أُخضعن له المستثنيات؟! هو ليس مؤهلاً، لكن تعاطي الوزارة مع المشكلة، يوحي لنا وكأنه “مؤهل مكتسب”، لأنه هو الفارق الوحيد الذي جعل معلمة تحصل على وظيفة، وأخرى تقذفها البيروقراطية المتخبطة في دهاليز التعجيز، والانتظار الممل اليائس البائس!

يا سعادة المدير، شروط اللجنة ليست كتاباً منزّلاً، ولو علم خادم الحرمين الشريفين ما فيها من إجحاف لنقضها واحداً واحداً، ولو كانت وزارتكم الموقرة حريصة على العدل، لأوصت بتوظيفهن فوراً كإداريات، ثم يُرقين إلى وظائف تعليمية، بشكل تدريجي، وحسب الحاجة، كما اشترطت اللجنة!

لكن أن تُمطط معاناتهن على ثلاث سنين كمسلسل تراجيدي ممل، فهذا لا معنى له إلا أن هناك تخبطاً، وعدم فهم للمشكلة، كانت نتيجته هذا “الحل” الأعرج، الذي يعتمد أسلوب تشظية الأزمة، لا احتوائها، والمراهنة على أن الزمن كفيل بفرض الأمر الواقع وقبوله!

في قضية المعلمات البديلات المستثنيات، وغيرها من القضايا التي تمس حياة الناس بشكل مباشر ومصيري، يتصدى خادم الحرمين الشريفين بكل أبوية ومسؤولية وأمانة، ويصدر قرارات تجد من الناس كل ترحيب وامتنان، لكنها تصطدم بعقليات غريبة، تتعاطى معها على طريقة بني إسرائيل وبقرتهم! بني إسرائيل ذبحوها وما كادوا يفعلون، وتلك العقليات يبدو أنها ستذبح الناس قبل أن تفعل أي شيء!

 

ناصر المرشدي
@NaserAlmarshdi

 

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • من آل البيت

    نحن بديلات الكلية المتوسطة نطالب بتثبيتنا أسوةً بزميلاتنا المثبتات على وظايف تعليمية إذ نحمل عقود رسمية مع وزارة التربية

  • بديلة 28

    نرفض الشروط جملة وتفصيلا ونطالب بالتثبيت مكانيا وظيفيا بدون شروط ولا قياس ولاسنوات انتظار … وعلى شروطهم سنصل الى سن التقاعد ونحن لم نتوظف بعد ,فنأمل الإنصاف والمساواة بالمثبتات

  • بنت ابو علي

    حسبنا الله ونعم الوكيل

    لجان اجتمعت لسنتين لتصل الى تعقيد واشتراطات !!
    كل الشروط ضد مصلحة البديلات المستثنيات

  • توتة*

    نطالب بإلغاء كافة الشروط التي وضعتها اللجنة الوزارية بعد توقيع الملك حفظه الله على المكرمة الملكية من باب تحقيق مبدأ العدل والمساواة بمن كنا على رأس العمل (تثبيت شامل وظيفي ومكاني)#تراها مكرمة من سموه الكريم وليست مجزرة لأحلامنا وحقوقناياخائنين الأمانة