“للنساء فقط”.. تخفي وراء أبواب “المشاغل” مئات المخالفات والأسرار

الثلاثاء ١٤ مايو ٢٠١٣ الساعة ١١:٠٤ صباحاً
“للنساء فقط”.. تخفي وراء أبواب “المشاغل” مئات المخالفات والأسرار

ماذا يوجد وراء الأبواب المغلقة وكلمة “ممنوع دخول الرجال”.. أو “خاص بالنساء”؟!!، ماذا يدور في أروقة المشاغل النسائية ويبقى حبيساً فيها ولا يخرج منه إلا النزر اليسير ليتحول في النهاية إلى إشاعة يطويها النسيان بعد أيام أو بعد أسابيع لتعود المياه في تلك الأماكن إلى مجاريها وركودها.

“المواطن” ألقت حجراً محاولة تحريك تلك المياه الراكدة لعلها تعرف وتوصل لقرائها مايدور تحت سطحها الهادئ الموحي بالأمان.

البداية كانت في مشغل أغلق بسبب مخالفات كثيرة لعل أبرزها تقديمه الشيشة لزبوانته وأجوائه المريبة، حيث حاولت “المواطن” التواصل مع بعض السيدات اللواتي كان لهن تجربة داخله، إذ تقول أماني عبد الرحمن موظفة في القطاع الخاص : “طلبت من سائقي من جنسية عربية إيصالي لمشغل قريب من عملي ولكنه عرض علي الإيصال إلى مشغل آخر، قال إن الكثير ممن يقوم بإيصالهن يذهبن إليه خاصة أنه يعمل طوال اليوم وليس له موعد محدد فوافقت”.

 وتكمل عن ذلك اليوم: “دخلت إلى المشغل الذي كانت إضاءته خافتة وعاملاته من جنسيات عربية، فوجئت بتقديمه للشيشة بشكل علني وواضح بالإضافة إلى وجود “بصارات”؛ أي سيدات يقرأن الطالع فشعرت أن هناك أمراً مريباً، إضافة إلى أن الجو العام داخل المشغل كان مخيفاً، فسألت عن الأسعار وكانت جداً مرتفعة بالرغم من أن المكان بالإجمال عادي والمبنى قديم، فسارعت بالخروج وقررت مقاطعته وعدم العودة إليه مرة أخرى”.

أما أم فيصل التي رفضت أن يظهر اسمها كاملاً فقالت: “قرأت على الإنترنت عن مشغل رائع والعاملات فيه يفوق عملهن الوصف وبعد إلحاح وافق زوجي على أخذي للمكان وعندما دخلته شعرت أن هناك شيئاً خاطئاً خاصة أن دخان الشيشة يملأ المكان فسارعت بالخروج وعندما سألني زوجي عن السبب أخبرته أن أسعارهن لم تعجبني وبالطبع لم أقل له ما كان بالداخل خوفاً من أن يثور غضبه”، مضيفة: “وبعد مدة أخبرتني صديقة ذهبت إلى المكان مع صديقة أخرى لها مرتين متتاليتين أنها رأت أن العاملات يقفن مع رجال، كما أنها سمعت أن هناك باباً خلفياً يدخل منه رجال خاصة في الليل والمشغل لا يغلق أبوابه طوال اليوم ويمكن الحصول على خدماته في أي وقت”.

أما المشاغل الأخرى فمخالفاتها لا تنتهي  وهو ما تقوله هيا الحربي وهي صاحبة مشغل في شرق مدينة الرياض؛ إذ تقول: “مشغلي يعتبر من المشاغل المحافظة ودوماً ما أسمع تذمر العاملات عندما يقارن المعاملة داخل مشغلي بغيره؛ فكثير من  المشاغل الأخرى لا حدود على لباس العاملات أو على تصرفاتهن، فبعض المشاغل تسمح لعاملاتها بارتداء ما يشأن وبعض ملابسهن تثير اشمئزاز الزبونات بسبب التعري ويروجن لمنتجات غير معروفة”.

وتضيف: “نعم بيئة المشاغل سيئة عندما دخلت فيها في البداية كمستثمرة وصاحبة مشغل؛ إذ كنت أشعر بالاستياء عندما يقول أحدهم هذا الكلام ولكنه بالفعل صحيح، فأنا أقوم بجولات على بعض المشاغل للتعرف على ما تقدمه من خدمات وأستغرب من صوت الموسيقى المرتفع على سبيل المثال وإعلانها لوجود خدمات منعتها البلدية ووزارة الشؤون القروية كالحمام المغربي والمساج بشكل واضح وصريح، بل رأيت مشغلاً بواجهة زجاجية كبيرة على شارع عام غطيت واجهته فقط بالبلاستر، وتمزق جزء منه وكان مكشوفاً للمارة”.

ويبدو أن الربح السريع هو وراء كثير من مشاكل المشاغل، فبحسب هيا الحربي فإن الكثير من العاملات يبحثن عن الربح السريع عبر الكثير من المخالفات والطرق، خاصة إذا كانت صاحبة المشغل هي مجرد اسم فقط ولا تعلم مايحدث بداخله؛ فبعض العاملات قد يبعن خلطات وأعشاباً وحقناً وغيرها من المواد الضارة دون علم صاحبة المشغل”.

“منشفة على رأس العامل.. نعم العاملات داخل المشغل المعروف أدخلن عاملاً شرق آسيوي أثناء وجودنا في المشغل ولكنهن أخفين رأسه بمنشفة وكأنه بهذه الطريقة إن لم يرانا فمن الآمن أن يكون موجوداً في المكان”، تلك كانت تجربة هدى وهي معلمة للمرحلة الثانوية في مشغل شمال الرياض؛ إذ تقول: “عندما سألت الموجودات أخبرنني أن الأمر يحدث بشكل يومي لأن العامل ينظف المسبح الموجود بالأسفل، خرجت مسرعة وبالطبع لم أعلم زوجي”.

وفي جولة لمراسلة “المواطن” على بعض المشاغل، لم تتوان عاملة من الجنسية الآسيوية عرض خدمة المساج بسعر منافس كما قالت 100 ريال، بل عرضت الحضور للبيت بالطبع دون علم صاحبة المشغل، فيما حملت العاملات الجوالات ذات الكاميرا برغم إبداء بعض السيدات تخوفهن من التصوير، وقالت نورة الخالدي: “تخوفت من إحدى العاملات التي تحمل كاميرا جوال خاصة داخل الغرف التي تكون ذات خصوصية فلا يوجد هناك قانون يمنعهن من ذلك رغم أنه من الممكن أن يقمن بتصوير أي سيدة داخل المشغل وصاحبة المشاغل ردت علي عندما أبديت انزعاجي بقولها: لا يمكني منعهن”.

وفي مشاغل أخرى لم تكن الخدمات الممنوعة من قبل البلدية مخفية، بل إن هناك ورقة علقت على أحد الجدران بأسعار تلك الخدمات التي يراعى فيها خصوصية المجتمع السعودي المحافظ، وعندما سألت صاحبة المشغل كيف تخالف ذلك فقالت: “ببساطة لما تأتي مفتشة البلدية لا أفتح لها الباب مهما طرقت”. فيما عرضت سيدة دخلت المشغل بموافقة الموجودات بعض الكريمات “الجنسية” والملابس “المثيرة” بالرغم من وجود الكثير من الفتيات الصغيرات في سن المراهقة.

ونقلت إحدى السيدات معاناتها لـ”المواطن” مع المنتجات المغشوشة ومنتهية الصلاحية قائلة: توجهت لمشغل معروف لعمل “فرد للشعر” وأقنعتني العاملة بوجود مادة جديدة وجيدة يمكنها جعل شعري أكثر حيوية ونعومة فوافقت على تجربتها ولكنها للأسف تسببت في تساقط شعري حتى بت اليوم أراجع الأطباء، بل أفكر في عملية زرع الشعر لتعويض ماحصل في شعري، وعندما راجعت المشغل قالت لي صاحبته إنها ليس لها علاقة بالعاملة المخالفة ومنتجاتها وإنها تركت العمل”.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • رايح جاااي

    ما خفى كان أعظم …

  • عهود

    المشاغل تخوف اصلا ما فيه رقابة

  • عبدالرحمن

    لابد من وجود الرقابة المستمرة

  • ناقد حيران

    من امن العقوبه اساء الادب ولابد من الحزم من البلديه و الثيام بجولات تفتيشيه ومعها لجنه من الاماره و الهيئه .

    الله لا يبلانا بس