(اسرق جمل.. هذا المثل..!!)

الأحد ٩ يونيو ٢٠١٣ الساعة ١١:٥٢ صباحاً
(اسرق جمل.. هذا المثل..!!)

بعض الأمثال تأتي وكأنها ضد القيم كهذا المثل الذي يقول (إذا سرقت فاسرق جملاً)؛ يعني بلاش تسرق أنبوبة غاز أو طاسة سيارة أو جوالاً وكلكم يعرفه، وكلكم يردده، وكلكم يحفظ هذا المثل الذي ربما جاء ليمنح اللصوص الصغار درساً في أصول السرقة ويقدم لكل الذين يغامرون بحياتهم في سرقة ربما تكون الأولى والأخيرة، وربما ينتهي التعب بلا شيء، خاصة في زمن التقنية التي أنقذت الناس كلهم وضيعت الفرصة على لصوص المنازل، فعلى الرغم من ذلك لا يزال بعضهم يذهب ليمارس السطو بغباء ويغامر بحياته ومستقبله من أجل لا شيء؛ فلا ذهب ولا نقود في المنازل، وإن وجد شيئاً ثميناً سوف يكون حاسباً أو جوالاً ثمنه لا يسمن ولا يغني من جوع، وحين يقع في قبضة العدالة وقتها تكون مصيبته أكبر من كل ما سرق وربما يكون عقابه كعقوبة سارق الخروف؛ يعني سبع سنوات سجناً ليس إلا؛ لأنه سرق خروفاً فاستحق العقاب الأليم والقاسي ولو سألوه عن السبب لكان دافع السرقة الجوع، أنا هنا لست مع السرقة أبداً لكني ضد من قال في المثل إذا سرقت فاسرق جملاً، ولو كنت أعرف قائله لقلت له قبح الله وجهك، وربما حاولت معه في تعديل المثل ليصبح إذا سرقت فاسرق نملة، بدلاً عن الجمل الذي ربما تكون عقوبته حسب وزنه!!!..،،،

اسرق جملاً؛ هو مثل أصبح اليوم قضية كقضية كل اللصوص الكبار الذين لم يسرقوا جملاً فحسب، بل سرقوا جملاً وجبلاً وجيلاً ووطناً، فكانت النهاية أننا ما زلنا ننتظر إعلان العقوبة التي لا تزال أنباءً تنشرها الصحف باختصار وبحياء شديد ويقرؤها الناس وهم يضحكون ويبكون وكأن من قال في المثل اسرق جملاً كان يعلم أن سراق الجمال هم سراق أضخم وأكبر بكثير من أولئك الصغار الذين يسقطون ويحاكمون ويساقون إلى السجون ليقضوا عقوبتهم، وذنبهم هو أنهم لم يسرقوا جملاً فحلت عليهم لعنة المثل الذي قال لهم في قوله المعلن (إذا سرقت فاسرق جملاً) فخالفوه فاستحقوا ما وجدوه، يا لهذا المثل المجنون الذي صنع من الرذيلة كلمات هبطت على الناس كالحجر، وعلى اللصوص الصغار كالقدر المر، ومنحت اللصوص الكبار مكانة وحكايات هي في حد ذاتها جنون في جنون، فاحذروا السرقة أياً كانت صغيرة أو كبيرة وردوا المثل هذا لمن قاله لكيلا تكون النهاية مؤلمة والحر لا يرضى السجون وإن تكن ذهباً، والشريف يرفض إطلاقاً أن يمد يديه على مال غيره، ودعوكم من هذا المثل بلا جمل بلا قطة؛ لأنه ببساطة ولا أجمل من العفة والشرف!!!…،،،

(خاتمة).. ولا أجمل أيضاً من أن تعيش في بلد لا يفرق بين لص ولص، بلد يحترم موهبتك ويداوي جروحك ويمنحك منه كل أحلامك؛ فتمنحه أنت حبك، وولاءك، وحياتك كلها، وهي خاتمتي ودمتم..

@ibrahim_wssl تويتر

[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • حسين بندقجي

    كلام جميل الله ينور عليك
    هناك امثله كثيرة ان لم تقد الى الرذيله قادت الى الإحباط وتدني الهمم والمذله والعياذ بالله ومنها:
    -اذا كان عندك حاجه عند الكلب قل له ياسيدي.
    – مد رجلك على قد لحافك
    – ادهن السير يسير
    الخ

  • نواف

    لا خبرك عتيق طال عمرك الحين اللصوص ينشنون قبل لا يقدم اي واحد فيهم علي السرقة مراقبة ومتابعة حتي المبلغ الموجود يكونون عارفينه بالهلله الجريمة الآن منظمة وليست أرتجالية كما كانت في السابق وهي دائماً ما تكون من أقرب المقربين .. الله يصلح الحال ..
    أسعدتني قراءة المقال .. شكراً لك