خياط: إدراك المؤمنين بأن النصر من الله جعل القوى لديهم قائمة

الجمعة ٢٨ يونيو ٢٠١٣ الساعة ٥:٠٨ مساءً
خياط: إدراك المؤمنين بأن النصر من الله جعل القوى لديهم قائمة

أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط المسلمين بأن رصيد الإيمان وزاد التقى وصفاء المعتقد يورث صاحبه توفيقاً إلى إصابة الحق وهداية إلى بلوغ الغاية من رضوان الله والحظوة بتأييده ونصره الذي ينصر به من يشاء نصراً تبيض به وجوه أهل الإيمان وتعلو به أقدارهم وتستقيم به أحوالهم وتطيب به حياتهم ويبعث على تذكر أن النصر من عند الله وحده أنه النصر الحق الذي لا خذلان ولا خسران ولا هزيمة معه والتأييد الرباني الذي يؤيد به من يشاء.

وأضاف: إدراك المؤمنين أن النصر هو من عند الله وأن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته جعل موازين القوى لديهم قائمة على قاعدة مختلفة عما ألفه واعتمده غيرهم من موازين لا تستند إلا إلى الأسباب المادية التي لا تقيم لغير الكثرة في العدد والعتاد وزناً لافتاً النظر إلى أن إعداد الأسباب وإن كان لازماً لا مندوحة عنه قد أمر الله به إلا أن مدار الأمر لدى أهل الإيمان والتقوى إنما هو على الطاعة والمعصية ولذا كان مما استقر في نفوسهم أنهم إنما ينصرون بطاعتهم لله وبمعصية عدوهم له فهم لذلك يخشون على أنفسهم من ذنوبهم أشد من خشيتهم عليها من عدوهم وحين يتأخر عنهم النصر أو تحل بهم هزيمة فإنهم يرجعون على أنفسهم بالملامة فيعدون سبب ذلك تفريطاً في جنب الله أو تعدياً لحدوده أو مخالفة لأمره وهو دليل ظاهر وآية بينة على آثار الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب وعلى التوحيد حين يكون الأساس في مسيرة الحياة والعماد لحركتها والروح الذي تسمو به ويعلو قدرها .

وفي المدينة المنورة، أبان فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ عبدالمحسن بن محمد القاسم المسلمين أن ثواب الصيام ليست الحسنة فيه بعشر أمثالها, وإنما أجره بغير حساب, لقوله عليه الصلاة والسلام .
وأسهب فضيلته في التذكير بعظم أجر صيام رمضان والقيام بالعبادات فيه, مبيناً أجور الصائم بلا حصر, فذنوبه بالصوم تغفر وتحط, لقوله عليه الصلاة والسلام (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه .
وأضاف: في رمضان ليلة خير من ألف شهر من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه, كما تحف الصيام أعمال عظيمة في رمضان, فالقرآن الكريم نزل في رمضان, فكان جبريل عليه الصلاة والسلام يدارس نبينا القرآن في ليالي رمضان, ومن تلاه ناله من البركة والضياء والهداية بقدر قربه منه, ومن قرأه تضاعفت له الأجور بقدر إخلاصه فيه, والصائم منكسر بين يدي ربه, والله لا يرد له دعوة, قال عليه الصلاة والسلام (ثلاثة لا ترد دعوتهم, الصائم حتى يفطر, والإمام العادل, ودعوة المظلوم رفعها الله فوق الغمام ويفتح لها أبواب السماء, يقول الرب وعزتي لأنصرنك ولو بعد حين) رواه الترمذي .