تعديل البيانات حساب المواطن.. تغيير الحالة الاجتماعية السعودية ترحب بنتائج تقرير اللجنة المستقلة بشأن أداء الأونروا رئيس هيئة الأمر بالمعروف يشيد بالنهضة التطويرية لمحافظة جزر فرسان رئيس أرامكو: الصين ساعدت الغرب كثيرًا في التحول الأخضر وفد الكونجرس الأمريكي يطلع على جهود “اعتدال” في مكافحة التطرف “نحتاج لـ خبراء أجانب” .. الهلاليون يهاجمون رابطة دوري روشن إقفال طرح أبريل 2024م من برنامج صكوك السعودية المحلية بقيمة 7.396 مليارات ريال نصف المستخدمين في السعودية يقضون 7 ساعات وأكثر باستخدام الإنترنت يومياً لويس كاسترو يعود لتدريبات النصر “كواي” تتبرع بنقاط حملة “مسابقة الإحسان” لصالح مركز الملك سلمان للإغاثة
يوماً بعد يوم وجلسة بعد أخرى يزيد مجلس الشورى من المساحة الفاصلة بينه وبين الناس، وبينه وبين المنطق، وبينه وبين الواقع!
بالأمس رفض مجلس الشورى توصية قُدمت من عضو المجلس الدكتور عيسى الغيث بفرض رسوم على الأراضي البيضاء، رغم ما لهذه التوصية -لو طبقت- من انعكاسات إيجابية كبرى على أسعار الأراضي، والإسكان، والتنمية العمرانية، وإسهام الرسوم المُحَصَّلَة في دعم موارد برامج الضمان الاجتماعي.
لا أدري ما الوجاهة التي رآها المجلس الموقر في قرار الرفض، إذا ما قارنّا الإيجابيات المتوقعة من تطبيق التوصية بالسلبيات الموجودة على أرض الواقع والتي عززها قرار الرفض، من احتكار، وتعطيل منافع، ورفع أسعار، وحرمان كثير من المواطنين من تحقيق حلم السكن؟!
هذه القضية تحديداً أظن أن مجلس الشورى ليس معنياً بها من الأصل، لكن “لسوء حظه” كانت بمثابة بالون الاختبار رقم (100) له، ولكم أن تستفوا الناس لتعرفوا نتائج البالونات الـ(99) !
هذه القضية لها أساس تشريعي، سبق إليه الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وبما أن القياس مصدر من مصادر التشريع في الإسلام، فالحكم في هذه القضية يقاس على تعامل عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع أحد الصحابة الذي أقطعه رسول الله صلى الله عليه وسلم أرضاً، فأجبره عمر على التنازل عما لا يستطيع عمارته منها، وقال له : (لا تحتجر أرض الله على الناس، خذ ما قدرت على عمارته ودع الباقي).
كان حرياً بمجلس الشورى إحالة القضية إلى المرجعية الدينية (هيئة كبار العلماء) بدلاً من تعميق الهوّة بينه وبين الناس، وهو يتصدى لقضاياهم المصيرية بهذه البساطة، ويرهن أحلامهم وأمانيهم بحياة كريمة إلى ضغطة زر من “عضو مرفّه”، مسترخٍ على كرسيّه الوثير!
لن تكون هذه “الخيبة” الأخيرة التي يصدم مجلس الشورى الناس بها، طالما أن أعضائه يحظون بامتيازات هائلة تجعلهم يحرصون على عدم إثارة أي “شوشرة” قد تلقي بهم خارج أسوار المجلس في الدورة القادمة، كما حدث لزميلهم السابق، الذي “تهوّر” بتقديم توصية بدل السكن للموظفين، التي يشاع أنها كانت سبباً في فقدانه العضوية، وإلا لما كنّا رأينا توصيته “تُعدم” فقط لأن صاحبها غادر المجلس، ولم يجرؤ أحد من الأعضاء على إعادة طرحها!