منع “عانية الزواج” ظاهرة يُرحب بها أهالي “رفحاء”

الثلاثاء ١٣ أغسطس ٢٠١٣ الساعة ٩:٣٧ صباحاً
منع “عانية الزواج” ظاهرة يُرحب بها أهالي “رفحاء”

تعد “عانية الزواج” من العادات والتقاليد القديمة التي يشتهر بها سكان المملكة العربية السعودية وكثير من الدول العربية، إلا أنه من الملاحظ في الفترة الأخيرة شيوع ظاهرة الاعتذار عن قبول الهدايا التي تقدم للعريس، أو كما يسميها البعض بـ “العانية”.

محافظة “رفحاء” إحدى محافظات منطقة الحدود الشمالية التي انتشرت بها ظاهرة منع العانية وذلك خلال السنوات الخمس الأخيرة، فوصلت إلى مرحلة متقدمة جداً، حيث انتهى الأمر إلى أن نحو ٩٠٪ من المتزوجين بالمحافظة يمنعون العنايا.

2من جهته، قال الدكتور عبدالله الجبل -وهو أحد الذين اعتذروا عن قبول العانية في زواج ابنه ليلة البارحة لـ “المواطن “-: “إن إعانة الشباب لا تتمثل بتقديم مبلغ من كل صديق أو قريب يذهب لمصاريف ليست بالضرورية، مقترحاً عدة اقتراحات من شأنها التخفيف على المعرس دون أن يحتاج إلى عانية، أهمها تحديد المهر بألا يزيد عن حوالي ٣٠ ألف ريال، وإقامة حفل الزواج في مكان قيمة إيجاره معقولة كالاستراحات مثلاً، والتزام الجميع بعدم إحضار (طقاقة)، وعدم تقديم (عانية) حيث إن أكبر مساعدة للمعرس هي تحقيق الطلبات الثلاث السابقة، وأيضاً تخفيف على الحضور؛ لأن بعضهم لا يجد ما يقدمه، وفي حالة زيادة طلبات النساء من فساتين وحلويات إلخ؛ أقترح أن يقتصر حفل الزواج على الرجال فقط”.

وأضاف الجبل “أتمنى من العقلاء والوجهاء ورجال الأعمال أن يكونوا مثلاً في الحدّ من ظاهرة غلاء المهور وتكاليف الزواج الباهظة، والتي ترهق كاهل الشاب لسنوات طويلة، وأن يضعوا حلولاً ناجعة”.

2أما الكاتب سليمان شعيب الثنيان فقال: “أعتقد أنه في الغالب يلجأ بعض العرسان لوضع عبارة “تمنع العنايا” بسبب حضور عدد كبير من المدعوين، بالإضافة لرفع الحرج عمن قد يمنعه ضعفه المادي حضور حفل زواج القريب أو الصديق.

وأضاف الثنيان: “كلنا نعلم أن السواد الأعظم من العرسان تبدأ حياتهم الزوجية بالديون المثقلة، والتي ترافقه إلى ما شاء الله”.

وقال الثنيان: إنه يعتقد أن إبقاء هذه العبارة يرفع الحرج عن الكثير، مشيراً إلى قبوله العانية على مضض من القادرين فقط.

ومن منظور شرعي، قال الشيخ خالد السطمي خطيب جامع المحمدية برفحاء: “إعانة المتزوج ممن يحضرون زواجه من قرابته وأصدقائه من العادات الجميلة التي توارثها الناس ولا يزالون يحتفظون بها، وهي من التعاون على البر الذي أمرنا الله به “وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ 2وَالتَّقْوَى” (سورة المائدة – آية 2)، مشيراً إلى أن مساعدة المسلم على إعفاف نفسه وبناء أسرة جديدة، لا تخرج عن كونها هدية تجلب المحبة لحديث ( تهادوا تحابوا )، أو قد تكون صدقة في حال كان المتزوج محتاجاً، مضيفاً أنه فيما طرأ حديثاً على ذلك من عدم قبول هدايا الزواج والعنايا، فإن الدافع ورائها غالباً، رفع الحرج عن المدعوين؛ حيث إن بعض من يحضر للزواج قد يكلف نفسه ما لا يطيق من أجل أن يهدي للمتزوج، فمن أهدى لمتزوج وهو ميسور الحال وقادر مادياً؛ فله أجر عمله بنيته، لكن ينبغي ألا يعاب من لم يقدم شيئاً”.

وقال السطمي: “إن كتابة عبارة “لا نقبل العنايا” في بطاقات الدعوة أرى أنها ترفع الحرج وتديم المودة والتواصل بين الناس”.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • ابونوره الحربي

    بيض الله وجيههم ومايستغرب الطيب من اهل الطيب
    وهم أهل الاوله
    ومافيه قصور بغيرهم

  • عبدالله الجبل

    لا جديد أخي شريف فمواضيعك دائماً مميزة.
    أهني المواطن بوجودك فيها.
    شكراً جزيلاً لك.

  • سلمان الشمري

    شي جميل لان الناس وضعه المادي تعبان

  • الهاملي ابوفهد

    بسم الله الرحمن الرحيممع قدوم العطلة الصيفية التي تكثر فيها حفلات الزفاف للأقارب والأصدقاء …يجد الكثير منا هذا على أنة إلتزام جديد,,, وإحراج من عدم الحضور …كثير ممن يتلقى دعوة نجد ة يفكر في كيف سيقوم بالمساعدة(بعانية) تبيض الوجه. و قد يضطر البعض إلى اللجوء إلى الدين من أجل المساعدة في ما يسمى ((العانية)) وسبب ذلك إما أن الداعي يكون قد قدم للمدعو عانيه في وقت سابق أو يكون صديق مقرب يحب أن يساعد.

  • رفحاوي

    أهل رفحاء دائماً سباقين بعمل الخير

  • محمد الشمري

    اخ شريف
    موضوع مميز فعلا اشكرك واشكر المواطن على الفكر الطيب الذي تدعمه

  • ابومحمد

    اذكر قبل سنة نتسلف ونقدم العانية للمعرس لكن الآن تروح للعرس بدون احراج اوسلف
    عموما فكرة جميلة ومبادرة مفيدة للجميع ،،

  • ابوسعود السعدي

    ظاهره طيبه وليس. بغريبه على اهالي رفحاء.. واشكرك الاخ شريف على هذا الموضوع المتميز..

  • طلال عواد السعدي

    عدم الاعتذار عن العنايا يسبب احراج للكثير مما يمنعهم من الحضور.
    وموضوع رائع من شخص رائع شكراً لك .