أمير مكة: لا استجداء ولا فرض في مشروع تطوير العشوائيات

الأحد ١٥ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٧:٠٦ مساءً
أمير مكة: لا استجداء ولا فرض في مشروع تطوير العشوائيات

أكد صاحب السمو الملكي، الأمير خالد الفيصل -أمير منطقة مكة المكرمة، خلال اللقاء المفتوح مع مجموعة من المستثمرين وعدد من الملاك في حي الشراشف- أنه لا استجداء ولا فرض في مشروع تطوير العشوائيات، بل إنها عروض مدروسة هدفها التطوير، وأن تكون مكة المكرمة أجمل وأذكى مدينة في العالم.

وقال سمو الأمير -خلال اللقاء الذي عقد في برج الساعة في مكة المكرمة اليوم الأحد، بحضور أمانة العاصمة المقدسة، وممثلين عن الصناديق الاستثمارية السيادية في المملكة، والشركات المعنية بتطوير حي الشراشف، والذي سيبدأ العمل فيه بعد موسم الحج- “أود الاعتذار لأنني وصلت قبلكم، وسأتحدث إليكم واقفاً إجلالاً للموقف، خصوصاً وأنا في هذه البقعة المباركة، سأقف لأنني في مكة، واقف لأن المشروع يخدم مكة وإنسانها ويخدم الإسلام والمسلمين”.

وأضاف سموّه: “يعتبر مشروع تطوير الأحياء العشوائية الأول الذي أقدمه لسيدي خادم الحرمين الشريفين، فوجدت منه -يحفظه الله- لحظة قبول، ونظرة ارتياح وترقب وأمل، فقد كان مرتاحاً لأننا وجدنا أخيراً مشروعاً يعالج أوضاع الأحياء العشوائية، مؤكداً أن هناك ترقباً لكيفية تنفيذ هذا المشروع، ولدى خادم الحرمين الشريفين أمل بأن هذا المشروع سيكون رائداً ومصدر اعتزاز أمام العالم أجمع.

وشبه أمير منطقة مكة المكرمة، التحديات والصعوبات التي تقف في وجه المشاريع بالحلم، مستشهداً بقيام المملكة على حلم راود الملك عبدالعزيز آل سعود -يرحمه الله- فقامت على يديه -بعد توفيق الله- أعظم وأنجح وحدة في التاريخ المعاصر، مضيفاً –سموه-: “كانت النظرة لهذا المشروع أشبه بالنظرة التي بدأ بها الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- مشروعه في وحدة المملكة، وكانت ضرباً من الخيال، ولكنه حققها وأصبحت أنجح وحدة في الجزيرة العربية، بعد العصور الأولى للإسلام”.

وأضاف سموه: “مشروعكم اليوم عظيم، ولكنه يحتاج إلى شجاعة المؤمن بالله ثم بنفسه وبلاده، والثقة هي طريقنا إلى تحقيق المشاريع الكبرى، وهناك من يردد دائماً أن رأس المال جبان، لكنه للأسف لا يكون كذلك خارج المملكة، ولا يصاب بالجبن إلا حين يكون المشروع على أرض سعودية”.

وزاد الأمير خالد الفيصل: “أعطت استراتيجية منطقة مكة المكرمة، فرصة وشرفاً لرجال الأعمال للمساهمة في إعمار هذا البلد، الذي يعتبر مصدراً لثروتهم، وهذه الفرصة يجب أن يتشرف بها كل سعودي، وأن يستثمر ماله في وطنه، خصوصاً إذا كانت هذا الأرض مكة المكرمة، التي تعدكم اليوم بفتح باب عظيم فيه أجر من عند الله، وفيه فرصة لوطنية أنتم أهل لها.

وقال سموه: “أيها الإخوة، إن هذا المشروع فريد من نوعه، لكونه يقدم الإنسان قبل المكان، وأنتم تعلمون أن من يقطنون الأحياء العشوائية مواطنون ومقيمون، قبلت بهم هذه البلاد واستضافتهم واحتضنتهم، فكيف لا تقدمون مكة للمسلمين أجمع كأجمل وأذكى مدينة في العالم؟!”.

وتابع سموه: “ربما يتساءل بعضكم ويقول، لقد نسي هذا الشاعر أنه يخاطب أصحاب الحسابات، لكني أنا كذلك من أصحاب الحسابات، ولكن حساباتي ربما تختلف عن حساباتكم، فهدفي أن نجعل من مكة المكرمة مدينة نعتز ونفخر بتقديمها للعالم أجمل، وأننا بذلنا في أرضنا المقدسة الغالي والنفيس، لكي نظهرها بالمظهر الذي تستحق”.

وأكد الأمير خالد الفيصل أنه لا استجداء ولا فرض للمساهمة في تطوير العشوائيات، وستضع الإمارة كل ثقلها لإنجاح المشروع وتذليل كل الصعاب، موضحاً –سموه- أن مشاريع جدة، مثل خزام والرويس فشلت، لكونها لا تصنف على أنها عشوائية، فهي مشاريع تطوير بدأت قبل إقرار العشوائيات، ثم ضُمت للتطوير، فاختلطت الأوراق، لكن العمل سيبدأ في تطوير أحياء غليل وبترومين، وستنفذ على أصول اللائحة المعدة لذلك..

وختم سموه حديثه بالقول “لقد تكفل بأن يطعموهم من جوع ويؤمنهم من خوف، فلا تخافوا على استثماركم في مدينتكم المقدسة، ولا تخافوا من استثماركم في وطنكم، كما لا أريد أن أحرجكم، فأنتم في حل إن ساهمتم وإن لم تساهموا، فهذه أموالكم وأنتم أحرار، وأنا أؤكد لكم الآن أن هذا المشروع سينفذ بكم أو بدونكم إن شاء الله”.

وفي نهاية اللقاء قدم عدد من رجال الأعمال مساهمة استثمارية في مشروع تطوير النكاسة، بلغت مليار ريال.