لن أخذلكِ أبداً

السبت ٢٨ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ٧:٣٢ مساءً
لن أخذلكِ أبداً

رغم محاولاته أن يكسب ثقة معلميه, إلا أنهم لم يمنحوها له فطردوه من المدرسة, واحتضنته أمه حينها ومنحته الثقة الكاملة وأشعرته بأنه أهم شخص في الوجود, ورغم علمها المسبق بأنه كان فعلاً لا يستطيع أن يستوعب المناهج العلمية التي كان يدرسها قبل أن تطرده المدرسة، إلا أنها لم تتردد أبداً في غرس ثقتها به، مما جعله يبادل ثقتها بامتنان كبير، فذهب يعمل على أن يكون جديراً بثقتها وحصل على أول وظيفة وهي بائع حلوى وصحف بالقطار، وكان في وقت فراغه يدرس “التحليل النوعي” ويقوم بإجراء بعض التجارب الكيميائية في إحدى عربات النقل إلى أن أتى اليوم الذي تسبب فيه بحريق اندلع فيها، مما أثار غضب أحد موظفي القطار فقام بضربه وألقى به هو وجهازه ومواده الكيميائية خارج القطار. تلك الحادثة رغم أنها أفقدته وظيفته وتسببت له في نقص حاد في السمع، إلا أنها زادته إصراراً على أن يبادل الثقة التي منحتها له والدته بعمل يشعل صدرها فخراً, ولم يمضِ وقت طويل بعد خسارته حتى لفت انتباهه الطفل “جيمي ماكنزي” ابن الثلاث سنوات عالقاً بسكة الحديد بينما هناك قطار جامح يقترب منه، فسارع إلى إنقاذه في اللحظات الأخيرة، مما جعل والد الطفل “جيمي” يمنحه وظيفة في الوكالة التي كان يديرها والمتخصصة في مجالي البرقيات والتلغراف ودربه على العمل مشغلاً للتلغراف تعبيراً عن امتنانه لإنقاذه الطفل. أثناء عمله مشغلاً للتلغراف ساءه طريقتها في العمل فعمل على إجراء البحوث والتطوير حتى استطاع أن يتوصل إلى تلغراف متطور جداً وباعه على ويسترن يونيون” بمبلغ يساوي في عصرنا الحاضر 757 ألف ريال واستغل هذا المبلغ في إنشاء أول مختبر للبحوث الصناعية وقام بتوظيف العديد من المهتمين بتطوير الاختراعات التكنولوجية وعكف هو وفريقه على البحث عن الاختراعات التي لم يكترث مختروعها بتطويرها، فيقوم من خلال مختبره بتطويرها حتى تصبح قابلة للاستخدام تجارياً ومن ثم يقوم بتسويقها وبيعها حتى حقق جراء ذلك ثروة وشهرة هائلتين وكتب اسمه “توماس أديسون” بماء الذهب في سجلات التاريخ ومن ضمن الـ100 شخصية الأكثر تأثيراً في تغيير حياة البشرية, وبنهاية حياته كان دائماً ما يردد “أمي هي من صنعتني, لقد وضعت ثقتها فيَّ, ولذلك عاهدت نفسي ألا أخذلها أبداً”.

السيد “توماس أديسون” راهن نفسه على ألا يخذل أمه “نانسي” أبداً امتناناً لثقتها به في الوقت الذي خذله الجميع، وفازا معاً؛ كسب هو رهانه على أن يكون جديراً بثقتها وكسبت هي طفلها الذي كان سيذهب ضحية معلميه الذين لم يستطيعوا أن يكتشفوا موهبته.

الكثير من حولنا؛ أطفالنا زوجاتنا وأصدقاؤنا وموظفونا وطلابنا وأقاربنا كل ما يحتاجون إليه هو الثقة فقط, وحينما نمنحها لهم سيمتنون لنا للغاية وسيراهنون أنفسهم على ألا يخذلونا, ستمضي حياتهم وبداخلهم صوت يتردد “لن أخذلك أبداً” وحينها لن يخسر أحد، بل سيفوز الجميع ومن تثبت لنا الأيام أنه لم يكن جديراً بثقتنا، فإنه لن يخذلنا، بل سيخذل نفسه فقط، وسنفوز، بينما هو يخسر.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • هاشم بن محمد الحبشي

    ابداع و أنا أقراء المقال درفت عيني …. حقيقة علمية: قد يبدو معدن (اليورانيوم) الخام للوهلة الأولى باهتا وعديم الفائدة، ولكن إذا تم التعامل معه بالطريقة الصحيحة، فإن الكيلوجرام الواحد منه سيكون قادرا على توليد طاقة تكفي لإنارة مدينة كاملة خلال عام، أو تدميرها خلال ثوان…!!

    حقيقة حياتية: قد يبدو ابنك عاديا وغير مميز، ولكن إن تعاملت معه بالطريقة التي تناسبه فستتمكن من اكتشاف قدراته الكامنة وتسخيرها في نفع نفسه والآخرين، قبل أن يسخرها أحدهم لغير ذلك….!!

 ، أبناؤك يستحقون ان يحظون بمعاملة خاصة!!



  • فهد عريشي

    المخترع و الشاب العربي المسلم هاشم الحبشي. أدهشتني المعلومات التي أختصرتها هنا عن معدن اليورانيوم .. و أسعدني جداً أن المقال حاز على قبولك. ممتن للغاية .

  • wajdi

    فعلاً لو ان اهالينا يتعاملون معنا بنفس طريقة توماس لكان كلنا مبدعين

  • فهد عريشي

    صدقت يا وجدي للأسف بعض الأهالي و المدارس لا يلتفتون لأهمية أكتشاف الموهبة مبكراً و ينموا جيلاً كاملاً لا يعرف ماهي نقاط القوة التي تحمله نحو النجاح .