وزارتنا.. أين المسعول؟!

الأربعاء ١٨ سبتمبر ٢٠١٣ الساعة ١٠:٣٢ صباحاً
وزارتنا.. أين المسعول؟!

دخل من الباب واتجه إلى كرسيه الدوّار منتفشاً غاضباً وقد لبس بشته الأسود المعهود وعلق على رقبته سماعة طبية وكأنه طبيب، بينما في الحقيقة تخصصه إداري وبقدرة قادر أصبح رئيساً للمركز الصحي، سعيد رجل محظوظ ووصولي.. اليوم اجتماعهم بفخامته.. جلس سعيد على كرسيه الدوار منتفشاً أيضاً وهو ينظر إلى الطاقم الطبي والإداري الذي لا يتجاوز عدد أصابع اليد، وعيناه تقدحان شرراً، والكِبر يخرج مع شهيقه وزفيره، ضرب بيده الطاولة وهو يقول لهم بصوت جهوري: لا للفساد؛ زمن الفساد ولّى، ففي (وزارتنا) لا تلاعب، لا فساد، لا عبث، ولا محسوبيات أو واسطات.. العمل ثم العمل ثم العمل.. يقول الفيلسوف جان سارتر (من أراد أن يشتري الخبز فليقتنِ الخبز!!)، الكل صفق بحرارة والدكتور أسعد بجواره وهو يقول في نفسه “جان سارتر والله هذي شكلها من كيسك كالعادة مسوي فيها مثقف (أبو الشباب) الله يرحم أيام الليلية”.. المهم انفض الاجتماعُ كعادته على هتافات وتصفيق المنافقين، والعجيب أن ابن أخته ينتظر أمام باب الاجتماع حتى يخرج سعادته وقد تأبط شهادته الابتدائية وهو ينظر إليها بفخر كأنه متخرج في جامعة (هارفرد) الأمريكية.. بعد أيام من تعيينه سمع سعيد ضجةً ونداءات من الأطباء والإداريين والصراخ يكاد يصم الآذان، خرج عليهم بملابسه الداخلية وقد لبس بشته المعهود وعليه ثلاث سماعات طبية.. نظر إلى جهة الصراخ فإذا برجل كبير في السن ملقى على الأرض وبجواره ابن أخت سعيد، حيث قام ابن أخته بإعطائه جرعة بنج زائدة، وهو رجل مصاب بالسكري فوافاه الأجلُ وسعيد يردد راحت (وزارتنا).

[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • متعب المالكي

    نحن شعب مستعدين لاجراء التجارب علينا بدل ما يجريها الغرب على الفئران والقرود