ابن حميد : الإعلام الصادق غير المروج للأكاذيب من عوامل الاستقرار

الجمعة ١٥ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٥:٥٢ مساءً
ابن حميد : الإعلام الصادق غير المروج للأكاذيب من عوامل الاستقرار

شدد إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح بن حميد المسلمين في خطبة الجمعة اليوم إلى أنه لا يعرف فضائل الأمن إلا من اكتوى بنار الخوف والرعب والفوضى والتشريد والغربة، فاسألوا القرى من حولكم ، واسألوا الغريب عن وطنه واسألوا المشرد عن أهله ، وشاهدوا بعين الشكر والبصيرة ما تنقله إلينا وسائل الإعلام من حولنا ، فالعالم حولنا تجتاحه الفتن والحروب ويحيط بهم الخوف والرعب والجوع واليأس والقلق والسلب والنهب في فوضى عارمة وغابة موحشة.
وبين إمام وخطيب المسجد الحرام أن من أهم عوامل الاستقرار أولا الإيمان بالله والاعتماد عليه سبحانه ، ومن أهم مظاهر الإيمان تطبيق الشريعة والمحافظة على مقاصدها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ،وثانياً عدم الالتفات لما يثار من تشويشات أو شبهات حول الحزم في تطبيق الشرع باسم التحضر وحفظ حقوق الإنسان .
وتساءل فضيلته من هو الذي أضاع حقوق الإنسان ومن هو يا ترى الذي أضاع حقوق الإنسان ثم تباكى عليها ، وقال إن تحكيم شرع الله هو العامل الحاسم الذي يقف عليه نظام الحكم في بلاد الحرمين الشريفين حاضن مقدسات المسلمين ويقوم عليها أمن البلاد وسعادتها ومن عوامل الاستقرار لزوم السمع والطاعة في غير معصية الله .
وأبان إمام وخطيب المسجد الحرام أن عوامل الاستقرار الإعلام الصادق البعيد عن ترويج الأكاذيب والأراجيف وقلب الحقائق والتهويل للوقائع وخداع الناس مؤكداً أن الإعلام إما أن يبني وإما أن يهدم ، والذي من ذلك ويقي بإذن الله عدم الاستسلام والتسليم لكل ما يذاع أو ينشر في هذه الوسائل كافة فذلك أمر خطير وتهديد مباشر لأمن النفوس والأوطان .
وقال ابن حميد : إنه لا يلزم أن يكون للإنسان رأي أو موقف من كل قضية تطرح أو مسألة تورد أو حادثة تقع فالرأي الصحيح والموقف السليم لا يطلب إلا من خبير مختص محيط بالقضية متصور لأبعادها فليس من دلائل الحكمة ولا الوعي الحرص على المشاركة في كل قضية والمسارعة في التغريد حول أي موضوع حتى لو بدأ له أن ما يقوله حق وصواب بل قد تكون كثرة المشاركات والمداخلات سبباً في إثارة فتن وبث أفكار ونشر شائعات وتصيد أخطاء وهفوات والعاقل لا يستعجل الكلام في كل مناسبة ولا يبادر في الحديث عن أي قضية .
وشدد فضيلته على أن ملاحقة التغريديات وتتبع أحوال القائمين على بؤر التوتر يوقع في ضلال مبين عاقبته الانشقاقات والتصدعات وهدم المكتسبات وحاصلة فوضى فكرية ومداخلات مضطربة وتعليقات بائسة ويختلط فيها الحابل بالنابل مما هب ودب ونتيجتها الفرقة وعاقبتها العذاب في نفوس سوداء وحقد متبادل وغير مسوغ ولا معقولية.