ما بعد الحملة الأمنية …!

الأربعاء ٢٧ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ١٢:٥٣ صباحاً
ما بعد الحملة الأمنية …!

.. كشفت لنا الحملة الأمنية المنظمة والمركزة والواسعة على جيش المخالفين من المجهولين والمقيمين في بلادنا كارثية المد البشري المتسلل والمستوطن في أوصال الوطن بطوله وعرضه .. والذي ظل – هكذا – مفتوحا على مصراعيه منذ ( خمسة وثلاثين ) عاما مضت !!

.. وكشف لنا قرار التصدي ( المتأخر ) لهذه الحشود البشرية الطاغية .. عن مكامن الخلل على كافة الأصعدة والمعنية بالمواطنة وإحكام الأمن والنظام والانضباط .. وحماية مقدرات الوطن وتشريعاته ونظمه وسياساته وحقوقه وواجباته وأحلامه وتطلعاته .. لتكشف لنا حجم الأقنعة المزيفة والذي كان يتلبسها أولئك الذين يقفون حصنا منيعا – كما كنا نحلم ونتوخى – عبر شريطنا الحدودي المتفاقم في البر والبحر في كامل اتجاهاته الأربعة .. وكشف لنا كيف كان المارقون يخترقون هيبتنا واستقرارنا وربما هويتنا بفعل التراخي والفساد والمخاتلة .. فأثمرت علينا بالمزيد من فساد المواطنين بالمتاجرة بالتأشيرات المزورة وبتعاطي الإيجارات المخالفة في المساكن والعقارات والمساهمة بحل بطالة هذه العمالة بتشغيلها في كل المهن والمنشآت وعلى رأسها الشركات الكبرى التي كانت تتولى نقلهم والتستر عليهم ومنحهم فرصة العبث بالبنية التحتية لمشاريعنا في الطرق والمصانع والمباني المدرسية وتصريف السيول والصرف الصحي وغيرها من مشروعات الوطن العملاقة .. فكان هذا الخراب في المنتج والخراج عبر منظومة بنيتنا التحتية والذي أصابها الخلل والعجز والوهن والانهيار المبكر ..!!!

.. زد على ذلك ما تصنعه هذه العمالة السائبة والمنفلتة من متغيرات في الثقافة الهابطة والسلوكيات المنحرفة برواج مصانع الخمور وحضور التحرشات والسطو المسلح على المنازل والأحياء وجميع هذه التداعيات انعكست في الأوساط الشبابية بشكل لافت ومؤسف ..

.. هذه التراكمات المتسارعة .. أينعت باكتشافنا لحجم الضياع والتمادي التي كانت تعيشه الأجهزة المعنية لدينا .. وكيف يمكن لنا أن نعالج داخلنا من آثارها وتصدعاتها .. وكيف يمكن لهذه الأجهزة المعنية مراجعة ما يدور من إخفاقات صريحة ومدوية في شريطنا الحدودي الذي يتحمل أوزار هذه الكارثة .. !!

.. ولعل التكثيف في نشر الأفراد ومنحها المزيد من الدعم المادي والرقابات الصارمة وتفعيل أسلوب التدوير الوظيفي هي أولى الخطوات لكبح جماح هذه الخلل في النظام والانضباط ..

.. وعلى أجهزتنا المعنية مواصلة عملها وانتشارها وتكريس سيطرتها على أمن الوطن واطمئنانه واستقراره بديمومة هذه الحملات المركزة والعمل على تطبيق الأنظمة الصارمة لكل المخالفين من المواطنين قبل المجهولين .. وجعل هذه المهمة الوطنية ضمن الحقوق والواجبات الرسمية لأجهزتنا المعنية في وطن ينشد التفرغ لحلول قضاياه وتطلعاته الداخلية والتي تئن بالكثير من التداعيات وفي طليعتها مشكلات البطالة والفساد في البنية التحتية وتهميش مناطق الأطراف من الخدمات والاستحقاقات …!

شاردة :

.. ليبقى السؤال واقفا ومغلقا ..

.. كيف هي تحضيراتنا مع جيوش المخالفين لأنظمة الإقامة في أعقاب ترحيلها من البلاد والتي سيوظف جلها مع كتائب الحوثيين وعلى مرمى حجر من شريطنا الحدودي الجنوبي ؟!!!

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • ابو حمد

    مابعد الحملة الأمنية… إذا ما وضعت الدولة عقوبات مشددة وقاسية يتحدث بها الناس في مجالسهم تطال كل مخالف للأنظمة مواطن كان او مقيم وإلا فإن الحملة مجرد ضياع للجهد والمال .. فليس من المقبول ان تقوم الدولة بترحيل المخالف وفي نفس الوقت يستميت المهرب لأدخال المخالفين مرة أخرى للبلد بصورة غير نظامية ويقوم بتهريب المخدرات والأسلحة وغيرها … يادولتنا الكريمة نادى الكثير من المواطنين بأن عقوبة السجن للمهرب لم تعد مجدية ولن تمنعه من التهريب ولكن لتكن عقوبة المهرب الأعدام فمن يخون الوطن ويعصى ولي الأمر الذي امر الله بطاعته فما الذي نرجي منه وعلى ماذا نستبقيه

  • عبد الله الغامدي

    وربي صدقت وجبتها على الجرح استاذ علي 35 سنه من الاهمال مع المخالفين لانظمة الدوله نتج عنه عبث بالامن وغسيل في الاموال نتمنى ان تكون حمله لا تتوقف وتطبيق للانضمه الكبير قبل الصغير

  • عاطل

    لدي احساس كبير بأن ربط تنظيف العمالة بتصحيح البطالة لن يجدي الا بتصحيح المفسدون في البلد بعدها يمكن يستفيد العاطل من خروج المخالفين

  • ناصر الحرامله

    المهم تسيج الحدود والضرب بيد من حديد على المخالفين بدون استثناء

  • عبدالله هبيش

    اشكر ابو فارس علي ماكتبه وهذي حس وطني يشيد لهذا الرجل الذي يغار علي الوطن في ضل القياده الحكيمه بقياده خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده سلمان بن عبدلعزيز والي وزير الداخليه محمد بن نايف يحفظه الله

  • خالد القحطاني

    أعان الله وزاره الداخليه على اداء المهمه ودور المواطن مهم ولابد من تعاونه مع الدوله لانه اول المتسترين على المخالفن من زمان