“هروب الفتيات” بين مطرقة الأهل وسندان الانفتاح

السبت ٣٠ نوفمبر ٢٠١٣ الساعة ٣:٢٥ مساءً
“هروب الفتيات” بين مطرقة الأهل وسندان الانفتاح

يتمتع المجتمع السعودي بخصوصية منفردة تميزه عن الآخرين، من خلال جملة القيم والعادات والتقاليد التي توافق الشريعة الإسلامية، منها تربية النشء .

وفي ظلّ الانفتاح العالمي، وانتشار وسائل الإعلام وبخاصة الجديد منها -فضلاً عن محاولة المجتمع لإلحاق الفتيات بالمدارس والجامعات- أصبحت الأسرة في قلق كبير، بين تربية الفتيات على الانضباط والالتزام ما يضطر كثيراً من الأسر للضغط على الفتاة، الأمر الذي قد يتسبب في الانفجار، من خلال الهروب للخروج من مطرقة التربية، في حين تقوم أسر أخرى بالعكس؛ حيث توفير كل سبل الراحة والترفيه، وإعطاء مساحة من المرونة في الخروج من المنزل والتسوق وغيرها، لعدم الوقوع في أزمة هروب الفتاة، غير أن ذلك ربما يقود للوقوع في براثين العشق، ما قد يضطر الفتاة للهروب أيضاً.

وبين مطرقة الأهل وسندان الانفتاح، سلطت “المواطن” الضوء على هذه القضية لمعرفة الأسباب والدوافع المختلفة ودور وسائل الإعلام الجديد.

في البداية، قالت المحاضرة بجامعة الجوف -الأستاذة ريم العنزي-: “هذا فعل يغضب الله ورسوله قبل كل شيء، كما يجب علينا -قبل الخوض في هذه القضية- أن نطبق ما يرضي الله ورسوله، في الحفاظ على المرأة ومكانتها، كما قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- “رفقا بالقوارير”.

وأكدت العنزي على أهمية تناول القضية، التي رأت أنها لم تصل إلى حد الظاهرة بحمد الله، وذلك بشيء من التحليل والعلاج، فهي مدفوعة بعوامل اجتماعية نفسية وثقافية، بحاجة للنظر والتوقف، من خلال نشر الوعي بين الفتيات، وتفعيل دور الأسر، من خلال فن الحوار، وإضفاء مشاعر الحب وتقارب وجهات النظر، خاصة في المجتمع السعودي المحافظ، وذلك من خلال إشباع رغبات الفتيات، والشعور بالاستقرار النفسي والأمان الأسري.

وشددت العنزي -في ختام حديثها- على وجوب الوقوف على الدور السلبي للإعلام، بكثرة برامجه التي تخالف عادات، وتقاليد المجتمع السعودي، وترشيد استخدام وسائل الاتصال والتواصل الجديدة.

أما أم سعود -من الأحساء- فتقول: إن هناك أسباباً عديدة تدفع الفتاه للهروب، أولها يبدأ من العائلة ومدى اهتمامها بالفتاة من حسن المعاملة؛ حيث تفتقد عديد من الفتيات مشاعر الحنان، فبعضهن لا ترى من عائلتها سوى الإهانة والضغوط النفسية الحادة، وعدم مراعاتهم لها، لذا قد تلجأ إلى الزواج للهروب من ذلك الوضع، لتحدث المفاجأة العظمى، وهي الزواج من زوج يكمل فصول المعاناة؛ لأن الزواج -بالأساس- يجب أن يتم وفق معايير خاصة، وهو ليس وسيله للهروب.

وأوضحت أم سعود، أن الفتاة التي تعاني داخل أسرتها -وتشتد عليها الضغوط النفسية- قد تلجأ إلى بعض البرامج للتعارف، فتحاول الفتاة أن تتعرف على من تبث إليه شكواها، وتبدأ من هنا رحلة الهروب، من الضغوط أولاً ثم من المنزل ثانياً.

من جانبها، تؤكد هدى العطية -سيدة أعمال- أن وسائل الإعلام الجديد -وانشغال الأسرة عن الفتيات- هما الأسباب المباشرة في الانحراف الذي يقود للهروب، لأن الأسرة لا تخرج من سباتها إلا بعد انحراف الفتاة، أو ظهور بعض التصرفات أو السلوكيات الغربية؛ حيث تبدأ حالات من الاصطدام، التي تنتهي بزواج –قسري- من من تريده الأسرة أو هروب الفتيات.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • عبدالله العنزي

    بسم الله الرحمن الرحين

    شكرأ لخواني واخواتي الذين يساهموون في بناء امه موحده عفيفه طاهره خاليه من التاثير الغربي واتمنى ان يصلوو لحلول تكون تساعد على حسن تعامل الفتيات داخل منزل اسرهم وخارجها وكما وضحت اختي العزيزه ريم ، قال الرسول صلى الله عليه وسلم ” رفقأ بالقوارير ” الفتاه ليس الا زجاجه اذا انكسرت يصعب تجميعها او تركيبها ولا اتمنى سوا الرفق بهم والمعامله الحسنه لكل من عنده زجاجه

  • د.شادي الشياب

    بما أن هروب الفتيات لم ترتقي لدرجة الخطورة …أرى :
    -أن نضع طرق للوقاية من الهروب .
    – أن نبحث في الأسباب ونعالجها منذ البداية .
    – أن ننشر الوعي بين الشباب والفتيات بمخاطر هذا الفعل .
    – أن نوجد بيئة أسرية جاذبة ووسائل بديلة داخل المجتمع لحماية شبابنا وبناتنا لعدم الوقوع في هذا الخطأ .
    والله من وراء القصد

  • د.شادي الشياب

    شكرا للدكتور عبدالله الناهسي الذي دائما …ما يجروء على طرح ما يهم المجتمع …محاولا معالجة بعض الاخطاء التي تنتشر …