نجران.. تاريخ سُطّر بالحضارة والعراقة وتنمية الإنسان والمكان

الجمعة ٢٧ ديسمبر ٢٠١٣ الساعة ٣:٣٣ مساءً
نجران.. تاريخ سُطّر بالحضارة والعراقة وتنمية الإنسان والمكان

تعد نجران (صرة) تاريخ الجزيرة العربية، ومهداً مهماً لحضارتها وثقافتها المتعاقبة, ونجران تعود إلى الحقول الخضراء، وليالي الصحراء المقمرة وأشجار النخيل الباسقة الممتدة مدى البصر، لتحمي المدينة من سفع رمال الخماسين تاركة لأشجار الحمضيات والأراك ومنازل الطين والقش مهمة لتلطيف الأجواء. وتنسب إحدى الروايات المتضاربة حول تاريخ نجران بداية المدينة إلى «نجران بن زيدان بن سبأ» الذي أسسها بعد ما حلّ في موقعها، ولكن من الناحية الأثرية كان أهم ما عرف عن نجران «الأخدود» الذي أورد القرآن الكريم محرقته في مطلع سورة البروج.

منطقة نجران هي إحدى المناطق الثلاث عشرة بالمملكة العربية السعودية وتقع جنوب غرب المملكة على الحدود مع اليمن وتبلغ مساحتها 360000 كم 2 وعدد سكانها 620 ألف نسمة حسب إحصائيات عام 2008م, وتشتهر بالزراعة وبها سد وادي نجران, الذي يعد من أكبر السدود المقامة في المملكة العربية السعودية إذ تصل طاقته حوالي 85 مليون متر مكعب, وتشتهر المنطقة بزراعة النخيل وأشهر آثارها الأخدود.

نجران التاريخ..

حسب ما اكتُشف من نصوص خط المسند فإن أقدم ذكر لنجران يعود للقرن الثامن ق.م حيث اعتنق أهل نجران المسيحية في القرن الرابع للميلاد.

واعتنق أهل نجران الإسلام دون حرب في السنة العاشرة للهجرة ففي السنة الثامنة أو التاسعة للهجرة قدِم وفد نجران على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يتقدمهم كبيرهم ابن الحارث حيث توصّل الوفد مع الرسول إلى التفاهم نيابة عن أهل نجران وطلبوا أن يرسل معهم رجلاً من أصحابه ليعلمهم، فذهب معهم أبو عبيدة عامر بن الجراح ليعلمهم أصول الدين الإسلامي.

جرت صراعات في الثلاثينيات من القرن العشرين بين اليمن والسعودية على منطقة نجران، والذي انتهى بتوقيع معاهدة الطائف مع اليمن ورُسمت الاتفاقية حدود الدولتين رسمياً، حيث احتفظت المملكة بجازان وتقاسمت منطقة نجران مع اليمن, وكانت منطقة نجران آخر المناطق التي ضُمت إلى السعودية وذلك بعد سنتين من إعلان قيام الدولة السعودية.

كانت نجران تحوي زعامات قبلية ضمت كافة سكانها تحت لواء قبيله يام في ثلاث رايات ينضوي كل بطن من بطون يام ومن تحالف معها تحت راية محددة ولكل بطن كبير من بطون يام الثلاث شيوخ توكل لهم الأمور الكبيرة في شؤون يام والقبائل.

 نجران الحاضر..

تم إنشاء إمارة بنجران عام 1353هـ بعد توحيد المملكة العربية السعودية التي تعددت مهامها كتمثيل خادم الحرمين الشريفين في المنطقة والتأكد من سير العدالة وحفظ الأمن والاستقرار والعمل على تطوير المنطقة اجتماعياً واقتصادياً وعمرانياً، والعمل على إنماء المنطقة. وتفرعت نجران إلى محافظات أهمها نجران, شرورة, حبونا, ثار, يدمة, بدر الجنوب, باش.unnamed (48)

وتفرعت تضاريسها إلى سهلية, جبلية, رملية, والتي تميز مناخها بالتباين تبعاً لاختلاف التضاريس, ويتصف بصوره عامه بأنه حار صيفاً مع سقوط الأمطار ومعتدل مائل للبرودة.

 نجران ثقافة وأدباً..

في السنوات الأخيرة شهدت نجران تطوراً ثقافياً أدبياً من خلال الاستضافات الأدبية والثقافية والشعرية على مستوى المنطقة والتي تنظمها جمعية الثقافة والفنون والنادي الأدبي، كما اهتم بجانب الثقافة العامة والتي تمثلت في مكتبه نجران العامة وتم استضافة عدة مكاتب متنقلة بهدف دعم العلم والمعرفة كمكتبة الملك عبدالعزيز المتنقلة.

يعد التراث العمراني في منطقة نجران شاهداً على حضارة المنطقة عبر الأجيال والعصور ورمزاً لتقاليدها الأصيلة وتاريخها العريق, ويتميز الطراز المعماري في منطقة نجران بتنوعه حيث يعد الحجر والطين والأخشاب أهم مقوماته ولا تزال المنطقة تحافظ على هذا النمط من العمارة الفنية القديمة حتى إنه مزج مع العمارة الحديثة فأصبحت كالختم للبيوت النجرانية.

لأهالي منطقة نجران أكلات شعبية طالما حافظوا على تصدرها موائدهم حيث لا تزال الأسرة النجرانيه متمسكة بعاداتها وتقاليدها الأصيلة كطبخه (المرضوفة, البرّ والسمن, الحميسة, الوفد)

الفنون الشعبية..

تعكس الفنون الشعبية العادات والتقاليد المجتمعة للمنطقة كفن الزامل, الرزقة, المرافع أو دق الطبول والتي يتنافس أهالي المنطقة في إبرازها وقت المناسبات والاحتفالات الوطنية والأعراس في اجتماع كبير يضم الأهالي.

الأسواق الشعبية..

اشتهرت نجران بأسواقها الشعبية التي تضم الكثير من السلع والمنتجات الأثرية والتراثية كالسوق الشعبي (الأواني الفخارية والحجرية) سوق الجنابي, سوق النساء الشعبي، وتميزت أيضاً بالصناعات الحرفية التقليدية كصناعة الحجر الصابوني والصناعات الخشبية وصناعة الخناجر والجنابي وصناعة الجلود.

الأثار والمعالم السياحة..

تصدرت نجران المقدمة في ضمها أهم المعالم الأثرية في جنوب المملكة، والتي كانت نتاج حقبة زمنية مختلفة، ولذلك أولت الهيئة العامة والسياحة والآثار بالمملكة أهمية كبيرة للمنطقة من خلال تشجيع السياحة وذلك بإحياء المهرجانات السياحية وترتيب رحلات دورية لمجموعات سياحية من خارج وداخل المملكة لتعريفهم بالمنطقة وآثارها المهمة وهي (مدينة الأخدود الأثرية, قرية آل منجم التراثية، متحف نجران للآثار، قصر الإمارة ال

brief

تاريخي, سد وادي نجران، إلى جانب الكثير من المعالم الأخرى في المنطقة.