“الخروج المبكّر” وغياب دور الأسَر سببان لـ”التفحيط” والسّلوكيّات السّيّئة بعد الاختبارات

السبت ٤ يناير ٢٠١٤ الساعة ١٢:٢٩ مساءً
“الخروج المبكّر” وغياب دور الأسَر سببان لـ”التفحيط” والسّلوكيّات السّيّئة بعد الاختبارات

رأى أكاديميون ومهتمون بالتربية والتعليم، أن ما يقوم به بعض الطلاب -من السلوك السيئ والمفرط “بالتفحيط”، بعد خروجهم المبكر من تأدية الاختبارات، وتجاوزهم الأخلاق العامة والاعتداءات، سواء كانت شخصية أو على الممتلكات العامة- هو مؤشر على غياب دور الأسرة، وأيضاً للشق الأمني المهم.

ويقول الدكتور عايض الزهراني من جامعة الطائف، أن من أسباب سلوكيات ممارسة التفحيط، هو الخروج المبكر للطلاب من المدرسة، بعد انتهاء نصف الوقت من اختباره, مشيراً إلى أن الروح الجماعية بين الشباب، تولّد التشجع للقيام بمثل هذه التجاوزات، كالتفحيط والتكسير والحرق، وغيرها من الإشكاليات الأخرى.

وأكمل الدكتور الزهراني، أن مظهر الخروج كـبطل لدى بعض الطلاب بالمراحل المتوسطة والثانوية هو السبب لتلك التجاوزات، وأن غياب دور الأسرة وعدم وعيهم في الوصول إلى المدرسة، وأخذ الطالب إلى المنزل، بعد انتهاء فترة الاختبار مباشرة.

وأكد الدكتور الزهراني، أنه يتوجب تكثيف الدوريات الأمنية للحدّ من التشابكات، ويجب على إدارة المدرسة بث التوعية لدى الطلاب خلال فترة الاختبارات ومراقبتهم بالخروج بكاميرات توضع للمراقبة، وقد تساعد في التخفيف لبعض التجاوزات، معتبراً أن وجود القيادي لدى الطالب يحدّ من هذه السلوكيات والمكتسبة من الشارع المغلوط والاتجاهات، الشقية في التعامل.

من جانبه أوضح الدكتور صالح الثبيتي -عضو النادي الأدبي- أن الضغوط النفسية -أثناء فترة الاختبارات- تسبب مثل هذه التجاوزات، ومسؤولية أولياء الأمور كبيرة في هذا الشأن، ويجب شغل الطلاب وسد فراغ احتياجهم كـ”الترفيه وممارسة الألعاب الرياضية، والخروج إلى الحدائق والمتنزهات، وأيضاً إعداد برامج تستقطب الشباب وتوفير أفلام تعليمية للقضاء على الفراغ، وتهيئة الجو النفسي للطلاب.

وطالب الثبيتي أولياء الأمور، بتوجيه أبنائهم إلى الأندية الأدبية والرياضية لممارسة هواياتهم, مشيراً إلى أن التجاوزات الواضحة من الطلاب، لا تعتبر تقصيراً من وزارة التربية والتعليم، وإنما يعود إلى تربية الأبناء داخل المنزل، وقصور في الرعاية والاهتمام من قبل ذويهم، وعدم توجيه أبنائهم إلى الطريق الصحيح.

وتعجب الدكتور الثبيتي من أن هنالك بعض العائلات تستخدم مع أبنائها أساليب العنف والصراخ، وتصل إلى الكذب والنميمة، حتى نشأ لدينا جيل يمارس العنف والتعدي على ممتلكات العامة والخاصة، بالتكسير والتفحيط والكتابة على الجدران، وإيذاء الآخرين، فالأسرة تعيش ضياعاً وواقعاً مريراً.

ومن هذا الجانب، شدد الدكتور الثبيتي على وضع العقاب الصارم، لكل من يحاول العبث بالمنجزات، فضلاً عن أن السبب لدى انحراف الطلاب، هو غياب دور الأسرة التام.

من جانبه, أكد مصدر مسؤول أن الأجهزه الأمنية رفعت استعداداتها لمنع وقوع أي نوع من التفحيط بالسيارات بعد الخروج المبكر لطلاب المدارس من تأدية الاختبارات نصف النهائية، ووضعت دوريات الأمن بتوجيه ومتابعة عدد من القياديين في عديد من المواقع، التي يتجمع فيها الطلاب بعد الانتهاء من فترات الاختبار، والحد من التفحيط والتجاوزات، وحفظ الأمن للممتلكات العامة والخاصة.