(أنا مواطن.. هل تفهمون؟!)

الإثنين ١٣ يناير ٢٠١٤ الساعة ٨:٥٤ صباحاً
(أنا مواطن.. هل تفهمون؟!)

أنا (مواطن) .. هذه الكلمة ليست عادية أبداً، خاصة حين تأتي من جسد قام فوق أرضه وتربى عليها وكان يمضي وفي ذهنه الطفولي أغنية ولا أروع، والطفولة براءة أكبر من أن تعي الهموم أو تشعر بها ليكتشف حين يكبر أنه غادر فرحاً في أيام الطفولة وركض نحو التعب، إلى هنا والحكاية ليست مهمة بمعنى كلمة مهم؛ لأن الأهم هو أن يكون التعاطي مع المواطن أكبر من الملحوظ وأرقى وأحنى وأرحم وأجمل من كل جميل في الحياة، وكيف لا و(المواطن) هو العنصر الأول في حياة الوطن كله، وكيف بالله يكون الوطن دون مواطن؟! وهي حقيقة تفرض نفسها على أن يكون المواطن في عيون الوطن، ولتحقيق ذلك من خلال النظام الذي عليه أن يضع في ذهنه كل التفاصيل ويذهب لكل الناس ليكون لهم من خلاله أدب الحياة وفرح الحياة وعدل الحياة الذي يقسم عليهم كل ما يملك ويوزعه بعدالة؛ لكي يحيا الجميع الحب الأكبر من أن تغتاله المحن، وهو الأمل الذي دفع بي اليوم لأكتب لكم هنا بعض مايؤذي لا كله ومنغصات الحياة التي باتت وكأنها قدر يجعل كل قصة فردية موازية لقصة جماعية ليبقى التعب قضية ويبقى العالم من حولنا يحسدنا حين يظن أننا أسعد العباد وأكثرهم رفاهية، والحقيقة الصادمة هي أن الغالبية العظمى من الناس تعساء مسكونين بالهم والجزع، وأن بعضهم وصل به الأسى ليضعه تحت خط الفقر بمسافة وربما رمى بهم في قاع سحيق، وهي حقيقة لم تعد سرًّا وكل الوطن والمواطنين يعلمون عنها كما يعلمون عن أن هناك نساءً يموتون فقراً وجوعاً وتعباً، بينما يصرّ الضمان الاجتماعي على أن تبقى الـ( 864) ريالاً راتباً شهريًّا يقدمه للمحتاجين ويصر ويؤكد أنه يكفي ويزيد على الحاجة، وهي حكاية أخرى كانت السبب في صناعة التعب للناس من كل جانب، والسؤال هنا هو لمعالي الوزير لو كان هو في ذات المكان هل يستطيع أن يعيش بهذا المبلغ شهراً كاملاً؟!!!

ليأتي دور المتقاعدين المقهورين حدّ الموت وهم يستحقون أن نمنحهم الوفاء والرخاء ليس إلا لأنهم قدموا للوطن أيامهم وأفنوا شبابهم وهم في خدمة الوطن يوم كانت السنين تأكل منهم اللحم كانوا يمنحون الوطن من عرقهم نمواً ورقيًّا والقا لتكون النهاية المؤلمة والسبب النظام الكالح الذي صنعه وبكل أسف إنسان ليس في ذهنه فكر ولا تقدير للإنسان الذي كان عليه أن يكون معه لا ضده وهي حقيقة (الراتب الثابت) الذي تمنحه معاشات التقاعد للمتقاعد ليقتات به مدى ما يتبقى له من العمر وكأن الزمن لا يتطور وكان الحياة لا تتغير وهي مصيبة لا تزال باقية رغم أنف البكاء. لا والمصيبة الأكبر هي أن تسرق مؤسسة معاشات التقاعد (الناس) من خلال نظام بائد قرر أن يمنح للزوجين العاملين راتباً واحداً بعد وفاة أحدهما وكأنه يتصدق عليهما، بينما هم قدّموا له المال من تعبهم ليستفيدوا منه بعد تقاعدهما وكان عليه أن يعاملهما معاملة مساهمين ليمنحهما من الربح حقهما منه، لكن العقول الجافة التي همها أن تبقى هي في المعالي والحياة السعيدة وما أظنه يهمه أن يموت العالم كله من حولهم طالما أنهم سعداء ومن حولهم، وكثيرة هي تلك الأنظمة التي لا تزال تمارس لصوصيتها على إنسان هذه الأرض وتعامله بجحود وتمضي غير آبهة به أو بصراخه، والسؤال هو… ترى مثل هؤلاء المسؤولين ماذا يريدون للوطن الخير؟!! أم الشر؟!!! الذي لا نريده أبداً، ونسأل الله السلامة للوطن كله، تلك كانت بداية لآلام أكبر من أن تنتهي في مقال ولضيق المساحة أغادركم اليوم وكلي يتألم لألتقي بكم في تعب جديد وعذاب آخر يعيشه الناس هنا أو هناك، وهو دور صحيفتكم “المواطن” التي قررت أن تكون صوت المواطن لكل الوطن!!

(الخاتمة)… بارك الله لنا في والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله يحفظه الله، الذي قال ويقول لوزارئه: “قابلوا المواطن وكأنه أنا”، يا له من ملك عظيم وقلب رحيم… نحن يا سيدي لا نحلم باللقاء المهندم أبداً بل نريدهم يكونوا معنا لا ضدنا، وكل أمانينا في أن تكون الحياة جنة للمواطن ويعمّ الرخاء والثراء ويُطرد الفقر من كل مكان، حفظ الله الوطنَ من كل شرّ وحفظك الله يا والد الخير وملك القلوب وهي خاتمتي ودمتم

@ibrahim_naseebتويتر

[email protected]

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق
الاسم
البريد الإلكتروني

  • فهد الزهراني

    اشكرك ابا اياد علي دلك رفع الراتب بزياده سنويه تتناسب المستوي المعيشي حق ولكن المسوول له راي ثاني حبدا لو ادلي الشوري برايه .

  • عبدالله المالكي

    الله يجعله في ميزان حسناتك

  • ابو حمد

    بارك الله فيك اخي ابراهيم … فعلا المواطن لم يعد يحلم بمقابلة المسؤل بل اصبح يدعي الله الا يكون ضده وهذه والله المصيبة والكارثة … عندنا حقيقة الراتب الثابت مثل فصيلة الدم ترافقك طول العمر