المعلمات المغتربات.. افتقاد الأمان الوظيفي والقلق الأسري

الأربعاء ٢٦ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٧:١٠ مساءً
المعلمات المغتربات.. افتقاد الأمان الوظيفي والقلق الأسري

يشكل عمل المعلمة خارج منطقتها ضغطاً نفسياً كبيراً لها؛ فالبعد عن الأهل والأسرة من أقسى الأمور التي تعانيها، فضلاً عن ارتفاع تكلفة ذلك التنقل وما يترتب عليه من خسائر وسلبيات نفسية وجسدية،    وتزداد الأمور سوءاً بالنسبة للمعلمات بما تفرضه القيود الاجتماعية عليهن من مسؤوليات أسرية تجاه الزوج والأطفال.

المعلمات المغتربات في القرى والهجر أيضاً لهن نصيب من المعاناة فلا تقتصر المعاناة على من تأتي من خارج المنطقة ولكنها تشملهن أيضاً؛ فمعاناتهن يومية من خلال بعد المسافة وفارق التوقيت وهناك الكثير من الحوادث التي كان ضحيتها معلمات والسبب بعد المدرسة عن مكان إقامتها وسرعة السائق أو ربما لكبر سنه؛ فالبعض تجاوز الخمسين وأغلب الحوادث تقع في المسافات الطويلة التي تزيد على 80 كيلو متراً.

“المواطن” قامت باستطلاع عن تأثير الاغتراب وحركة النقل للمدارس في القرى النائية على المعلمات.

في البداية تقول “هـ- ي”- معلمة-: إن أكثر ما يشغل تفكيرنا كل عام ونتابعه باستمرار هو حركة النقل الخارجي، حيث إن البعد عن الأهل والأسرة جعلنا نعيش في ضغوط نفسية ونستمر على أمل  حركة النقل بفارغ الصبر لعلها تفرج عنا وتحل مشكلتنا بالنقل والعودة لمدارس قريبة من مكان إقامتنا.

وتضيف “أ- ق”: تكمن المشكلة الحقيقية في الطرقات المؤدية إلى القرى والمناطق النائية التي نقطع يومياً مئات الكيلو مترات ذهاباً وإياباً في طريق يخلو أحياناً من وسائل الأمن والسلامة، مشيرة إلى أن بعض السائقين لا يعطون لقواعد السلامة أي اهتمام.

وأوضحت “نوال حسين”- متقاعدة: كنت أقطع 190 كيلو متراً يومياً للوصول لمدرستي، مضيفة أن أغلب الحوادث التي تتعرض لها المعلمات أثناء نقلهن بسبب تلك المشاريع المتعثرة في الطرق.

وأشارت “ج- ع” التي تقطع 90كيلومتراً في اليوم ذهاباً وإياباً من نجران إلى المشعلية  إلى أن السفر سبب لها نوعاً من الإرهاق التام الذي انعكس بدوره على أدائها التعليمي مع الطالبات وكان سبباً رئيسياً في تلقيها الكثير من الشكاوى من الأمهات بسبب تدني أدائها العلمي في التدريس إلى جانب تأخرها عن الحضور بسبب بعد المسافة.

وتقول ف- ص- وكيلة الثانوية الثانية عشرة بنجران إن معاناتها لها منحنى آخر فقد عشت ونشأت في الشرقية وتخرجت من الكلية وقدمت على وظائف عدة محاولة مني لتحقيق ذاتي واستثمار شهاداتي فدرست بعقد في محو الأمية ثم عينت مديرة مدرسة في محو الأمية ثم تزوجت بعدها وتفرغت للبيت ولزوجي ورزقت بخمسة أطفال.

وأضافت: ثم نزل اسمي ضمن المقبولات في المهن التعليمية ولكن الفرحة لم تكتمل فقد جاء معها نقلي إلى منطقة نجران مما اضطرني إلى وضع أولادي عند جدتهم لحين عودتي وقت الإجازات، والذي أدى بدوره لكثير من المشاكل الأسرية مع زوجي.

من جهته أوضح الأخصائي الاجتماعي والنفسي بمجمع الأمل للصحة النفسيه عماد الرفاعي: أن الظروف المحيطة بالإنسان تشكل عاملاً مهماً في تقدمه المهني فالإرهاق وكثرة التوترات الداخلية، خاصة الأسرية يكون لها الدور الكبير في حدوث نتائج سلبية على الفرد في عمله وإنتاجه فلا بد من توافر الظروف النفسية والاجتماعية الملائمة للفرد ليتمكن من الإنتاجية المثمرة.

وأكد من جهته مدير مرور نجران العقيد علي بن سعيد آل هطيلة حرص الإدارة على حركات النقل الخارجي من خلال المتابعة والمراقبة المستمرة والفعالة والحرص على إلزام السائقين بتنفيذ جميع الاشتراطات والمعايير الأمنية التي يجب توافرها في وسائل النقل وسائقيها.