واشنطن بوست: على أمريكا إعادة النظر في سياستها تجاه سوريا

الأربعاء ٥ فبراير ٢٠١٤ الساعة ٥:٠٢ مساءً
واشنطن بوست: على أمريكا إعادة النظر في سياستها تجاه سوريا

تحدث تقرير نشرته صحيفة “الواشنطن بوست” الأمريكية عن أن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري قد أقر لمجموعة من أعضاء الكونجرس بأن سياسة باراك أوباما في سوريا تتعرض للفشل، وذلك وفقاً لما تحدث به عضوان جمهوريان في الكونجرس- ولم تخرج تأكيدات أو نفي من المتحدث باسم كيري حتى الآن-.

ووفقاً للتقرير فإن صحت تلك المعلومات فإن الفضل يعود لكيري لاعترافه بحقيقة أنه والرئيس أوباما تغاضيا عن ذلك وقتاً طويلاً، حيث كان كيري يطمئن العالم لشهور عديدة أن أفضل طريقة للتعامل مع المذابح الرهيبة التي تجري في سوريا هي من خلال محادثات السلام في جنيف، حيث كان الهدف “تحديداً وفقط” هو تشكيل حكومة انتقالية لتحل محل نظام بشار الأسد، كما أشار هو وأوباما مراراً إلى الاتفاق مع نظام الأسد لتسليم ترسانته من الأسلحة الكيماوية كعامل مخفف للتهديد الذي تفرضه الحرب الأهلية في سوريا على المصالح الأمريكية.

وثبت الآن أن هذه التطمينات غير صادقة، وأصبح الاثنان في موقف لا يمكن الدفاع عنه، حيث صرح الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأمم المتحدة بأن مباحثات جنيف التي جرت الأسبوع الماضي لم تحقق أي شيء.

ورفض النظام السوري الدخول في مفاوضات تشكيل الحكومة، كما رفض أيضاً الموافقة على الخطوات الإنسانية التي كان يأمل الأخضر الإبراهيمي أن تتحقق وهي فتح ممرات لوصول المساعدات إلى مئات الآلاف من المدنيين الذين يعانون الجوع ونقص الدواء، كما صرحت وزارة الخارجية الأمريكية بأن الأسد يتلكأ في عملية تسليم الأسلحة الكيماوية.

ووفقاً للتقرير فإن المخاطر الحقيقية على الولايات المتحدة التي أبعد من سوريا ولم يتم التعامل معها والتي جاءت على لسان مدير المخابرات الأمريكية جايمس كلابر الذي قال أمام الكونجرس إن سوريا أصبحت مركزاً للتطرف الراديكالي وخطراً محتملاً على أمريكا.

واضاف التقرير: مرة أخرى ربما يشن الإرهابيون هجمات على الولايات المتحدة ولا يزال كيري يسعى خلف دبلوماسية طويلة المدى، ولم يقدم أوباما الأعذار على تقاعسه.

وأكد التقرير على عدم صحة ادعاءات أوباما بأنه ليس بوسع الولايات المتحدة التأثير بالإيجاب على الوضع في سوريا ما لم يقم بغزو مثل العراق، حيث ظهر عدم صحة هذه الادعاءات عندما هدد أوباما باستهداف نظام الأسد من خلال ضربات جوية الصيف الماضي، وتم بعدها الوصول لاتفاق سريع لتسليم الأسلحة الكيماوية التي يمتلكها الأسد.

وأشار التقرير إلى استعداد الولايات المتحدة القيام باستخدام قوة عسكرية محدودة يمكن على الأقل أن تجبر الأسد على تنفيذ ذلك الاتفاق، كما أنه من الممكن أن تضع حداً للجرائم التي ترتكب ضد الإنسانية التي يرتكبها النظام على مرأى ومسمع من العالم أجمع- من الحصار الذي أدى إلى تجويع الأطفال إلى الإعدامات الجماعية التي ترتكب ضد المعتقلين وغير ذلك من الأسلحة العشوائية التي تستخدم ضد المباني السكنية والمستشفيات والمدارس.

وأكد التقرير أنه في البداية من الممكن أن تنضم الإدارة الأمريكية إلى الجهود التي يبذلها الحلفاء في مجلس الأمن للوصول إلى قرار يدعو سوريا إلى التعاون في إيصال الإمدادات الإنسانية ويسمح لوكالات الأمم المتحدة للعمل في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة. وروسيا ربما تقاوم القرار, ولكن مع اقتراب موعد الأولمبياد الشتوية, فإنه حتى فلاديمير بوتين ربما يتردد في أن ينظر إليه على أنه يمنع وصول إمدادات الطعام إلى الأطفال الجوعى.

وشدد التقرير: مع أو دون تحرك الأمم المتحدة, فإن الوقت حان بالنسبة لإدارة أوباما لإعادة النظر في كيفية التحقيق في جرائم النظام والتهديد المتنامي للقاعدة. وكما اعترف السيد كيري مراراً, فإنه حتى الآن ليس لدى الإدارة أي إجابات.