تحويل الغاز الطبيعي لأنواع أخرى من الوقود بتكاليف أرخص

الجمعة ١٤ مارس ٢٠١٤ الساعة ٦:٥٤ مساءً
تحويل الغاز الطبيعي لأنواع أخرى من الوقود بتكاليف أرخص

قال علماء أمريكيون، إنهم ابتكروا أسلوباً، ربما يكون أيسر وأرخص وأنظف، لتحويل الغاز الطبيعي إلى أنواع أخرى من المواد الكيميائية والوقود القابل للاستخدام، ما قد يؤدي إلى أن تحل منتجات الغاز الطبيعي محل المنتجات النفطية مستقبلاً.
وأضاف العلماء -أمس الخميس- أن هذه العملية، قد تكون أقل تعقيداً من الطرق التقليدية لتحويل الغاز الطبيعي إلى منتجات سائلة، إذ تستخدم حرارة أقل بكثير وموادّ زهيدة الثمن لإتمامها.
وقال الباحثون، إن كل شيء تقريباً من الوقود -والمواد الكيميائية التي يمكن الحصول عليها من النفط- يمكن استخراجها أيضاً من الغاز الطبيعي، إلا أنه لا يتم اللجوء لذلك حالياً؛ لأن تكلفة تحويل الغاز الطبيعي إلى هذه المواد عالية للغاية.
وقال روي بريانا -مدير مركز سكريبس للطاقة والمواد، في معهد أبحاث سكريبس في فلوريدا، الذي أشرف على هذه الدراسة التي نشرتها دورية (ساينس)-: “الأساليب التقنية الحالية لتحويل الغاز الطبيعي إلى أنواع وقود أو منتجات كيميائية مكلفة للغاية، إذا ما قورنت بالمنتجات المستخلصة من النفط.”
ومن المكونات الأولية للغاز الطبيعي، غازات الميثان والإيثان والبروبان، وهي طائفة من المركبات المشبعة ذات السلسلة المستقيمة، تعرف باسم الألكانات، أو البارافينات. إلا أن تحويل الألكانات إلى صور أخرى مفيدة، مثل وقود الجازولين أو الديزل أو الكحولات، وتعرف باسم الأوليفينات -وهي مصادر رئيسية للدائن والكيماويات الصناعية- يمكن أن تكون عالية التكلفة وغير فعالة، إذا تمت الاستعانة بالأساليب التقنية الحالية.
وتتألف الألكانات من ذرات الكربون والهيدروجين المرتبطة ببعضها بروابط تساهمية، وهي من أقوى الروابط المعروفة في مجال الكيمياء، ويتطلب تحويلها في الغاز الطبيعي، كسر هذه الروابط، وهي مهمة ليست باليسيرة.
ويقول الباحثون، إن استخدام أساليب التحويل التقليدية، يتطلب درجات حرارة عالية للغاية، تتجاوز (900) درجة مئوية، وهي طرق ابتكرت في أربعينات القرن الماضي، ولا تزال مكلفة، ولا تتسم بالكفاءة، وتتخلف عنها درجات انبعاثات عالية من الملوثات.
ويقول علماء الابتكار الحديث، إن عملية التحويل التي يتبعونها، تستخدم درجات حرارة أقل، تصل إلى نحو (200) درجة مئوية، وتتضمن مراحل أقل، كما أنها تستعين بعناصر عادية زهيدة الثمن، منها الثاليوم أو الرصاص، بدلاً من المعادن الثمينة، مثل البلاتين والبالاديوم والروديوم أو الذهب.
وقال بريانا، إن الأسلوب الحديث قد يقلل -بدرجة كبيرة- من التكاليف الرأسمالية في محطات المعالجة مستقبلاً.
وأضاف أن هذه التقنية ليست جاهزة في الوقت الراهن لاستغلالها تجارياً، وأن الأمر يتطلب مزيداً من الأبحاث، وأنه إذا سارت الأمور على ما يرام، فقد تُجرى تجربة عملية في غضون ثلاث سنوات، وربما يجري إنشاء مصنع على المستوى التجريبي بعد عام من ذلك.