واشنطن وموسكو تختتمان حوارهما في لندن حول أوكرانيا دون تحقيق تقدم

الجمعة ١٤ مارس ٢٠١٤ الساعة ١١:١٢ مساءً
واشنطن وموسكو تختتمان حوارهما في لندن حول أوكرانيا دون تحقيق تقدم

اختتم وزيرا خارجية الولايات المتحدة -جون كيري- وروسيا -سيرجي لافروف- اليوم، اجتماعاً في لندن دون تحقيق تقدم، معربين عن أملهما في إيجاد حلول للأزمة في أوكرانيا.
وحذر كيري -في مؤتمر صحفي عقب لقاء استمر خمس ساعات في العاصمة البريطانية لندن- من فرض عقوبات جديدة في حال ضم روسيا شبه جزيرة القرم عقب الاستفتاء المقرر الأحد.
وتعد القرم شبه جزيرة استراتيجية على ضفاف البحر الأسود، وشكلت جانباً من روسيا حتى عام 1954، والتي أكد لافروف أنها “أهم” لبلاده من جزر فوكلاند لبريطانيا، في إشارة إلى النزاع التاريخي بين بريطانيا والأرجنتين على السيادة على الجزر الواقعة في جنوب المحيط الأطلسي.
وأكد كيري أنه طرح على الطاولة عدة خيارات، يرى أنها ستحقق مصالح روسيا في المنطقة بجانب الحفاظ على تكامل أراضي أوكرانيا.
وأوضح أن رئيس الوزراء الأوكراني أرسيني تاتسينيوك، أكد -خلال زيارته الأخيرة إلى واشنطن، الأسبوع الجاري- أن حكومته “مستعدة لمنح مزيد من الاستقلال للقرم”، وهو ما “لن يمثل تهديداً لتكامل أراضي البلاد، بل على العكس سيعززه”.
وطالب كيري “لافروف” بسحب روسيا قواتها أثناء إجراء المحادثات الدبلوماسية، لكن وزير الخارجية الروسي اقتصر على التأكيد على أن بلاده لا تفكر في القيام “بأي عمل عسكري في شرق أوكرانيا”.
وشدد على أن العقوبات المحتملة لا تمثل “تهديداً ضد روسيا، لكنها “نتيجة” للقرارات التي تتخذها موسكو، موضحاً أنها قد تؤثر على الاقتصاد الروسي.
وأفاد بأن بلاده لن تعترف بنتائج الاستفتاء “غير الشرعي” المقرر في شبه جزيرة القرم جنوب أوكرانيا، معرباً عن “دعمه القوي” لحكومة كييف.
ووصف كيري اجتماعه مع لافروف بلندن بأنه كان “صريحاً”، معرباً عن اعتقاده بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “لن يتخذ قرارات” لحل الصراع حتى معرفة نتائج الاستفتاء الشعبي في القرم.
ومن المنتظر أن يجرى استفتاء في شبه جزيرة القرم -ذاتية الحكم، والتي تضم أغلبية منحدرة من أصول روسيا- على الانضمام للاتحاد الروسي بعد سقوط الرئيس الأوكراني، فيكتور يانوكوفيتش، الموالي لموسكو، إثر مظاهرات شعبية.
وقال كيري، إن “الولايات المتحدة تريد أن يتم احترام سيادة أوكرانيا”، مشيراً إلى أنه ناقش مع نظيره الروسي “القلق المتزايد” للأوكرانيين من الانتشار العسكري الروسي على الحدود.
وأعرب وزير الخارجية الأمريكي عن “بالغ قلقه” حيال إرسال قوات روسية إلى القرم، وإلى الحدود الجنوبية الشرقية مع أوكرانيا.
وحذر كيري من أنه “إذا تم اتخاذ القرارات الخاطئة، فستكون هناك حينها تداعيات”، مشيراً إلى ضرورة المثول للقوانين الدولية وحمايتها.
وقال إن أوكرانيا هي من يجب أن تسمح بإجراء استفتاء حول مسألة السيادة في القرم، وإن نتائج الاستفتاء المقرر الأحد لن تعترف بها بلاده أو المجتمع الدولي.
واعتبر أنه في حال تصديق البرلمان الروسي على ضم شبه جزيرة القرم، فسيكون “ضم من الباب الخلفي” لشبه الجزيرة.
وحذر من أنه “سيكون قراراً له تداعيات كبيرة على المستوى الدولي.
وطالب لافروف بضرورة احترام “رغبة” شعب شبه جزيرة القرم في الاستفتاء، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم من أجل إصلاح دستوري في أوكرانيا.
وأكد لافروف أن الاجتماع كان “بناء”، رغم “استمرار الاختلافات” بين الجانبين.
وأوضح أن روسيا لا تخطط لتدخل عسكري في شرق أوكرانيا، مشيراً -في الوقت نفسه- إلى أن الولايات المتحدة وروسيا “غير متفقتين في ما يتعلق بالإجراءات العملية” التي يجب اتخاذها لتهدئة التوتر في المنطقة.
وأضاف أن “العالم يعرف أن العقوبات أدوات لها نتائج عكسية”، في إشارة إلى تحذيرات كيري قبل اللقاء من فرض عقوبات أوروبية وأمريكية على روسيا في حال ضم القرم إلى أراضيها.
وحول الحوار متعدد الأطراف -بين روسيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة- شدد لافروف على أن موسكو “ليست في حاجة إلى بنية دولية” في علاقاتها مع أوكرانيا، التي لم تنقطع أبداً، على حد تعبيره.
ولكنه دعا المجتمع الدولي إلى ضرورة الإسهام في “دعوة الأوكرانيين” إلى عملية فورية لإصلاح دستوري.
وبحث الاجتماع أيضا التوتر الناجم عن نشر قوات روسية في القرم، وعلى الحدود مع جنوب شرق أوكرانيا.