المنجد يرى كراهة إقامة ولائم الفرحة بفوز الأندية

الأحد ١٣ أبريل ٢٠١٤ الساعة ٣:٥٩ مساءً
المنجد يرى كراهة إقامة ولائم الفرحة بفوز الأندية

قال الشيخ محمد المنجد -رداً على سؤال عن حكم إقامة الولائم بمناسبة فوز أحد الأندية الرياضية- إن الفتوى في هذه المسألة، لا بد أن تتوسط بين الإباحة الأصلية تبعاً للبراءة الأولى، وبين تقدير واقع الحال، واعتبار المآل الذي تتهاوى إليه عزائم الناس في هذا الشأن، كي نتحرى الصواب والوسط الذي يجلب الخير للناس، ويرفع عنهم الحرج في الوقت نفسه، والله -عز وجل- يقول: ( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

وأضاف المنجد -في موقعه الإسلام سؤال وجواب- أن واقع الحال واعتبار المآل في إقامة مآدب أو ولائم مشجعي الفرق الرياضية، يحكي عن نفسه كثيراً من الأخطاء والمخالفات، أو على الأقل كثيراً من مساوئ العادات، ومن ذلك:

أولاً: ضياع الأموال في غير طائل، والله -عز وجل- سائلنا عن هذا النعيم، وعن نعمه الكثيرة، وسائلنا عن أموالنا من أين اكتسبت وفيم أنفقت، وقد قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: “التبذير الإنفاق في غير حق” رواه الطبراني في “المعجم الكبير”.

وتابع: ولا نظن أن أحداً من أصحاب هذه الولائم يدعي أنها ولائم حق، ومآدب صدق، بل يعلمون أنها زخرف زائل، وأسباب لفوات الأعمار.

ثانياً: بمثل هذه المأدبات تمتلئ القلوب تعصباً مقيتاً، وتوغر صدور المشجعين بعضهم على بعض، فتزيد الفرقة بين الناس، وتتفرق صفوف الشعوب، فتزداد وهنا على وهنها، والله -عز وجل- يقول: (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ).

وأما ثالثاً: فإن ضياع الأعمار، وفوات الطاقات العقلية والبدنية على أصحاب تلك الهموم في هموم الفرق الرياضية، فذلك حديث ملؤه الأسى والحزن، ونحن نترقب في أمتنا حضارة قادمة، ونوراً ساطعاً يلوح في الأفق، ولكن حين نرى مثل تلك الممارسات ندرك أن فجرنا ما زال بعيداً، وأن مجتمعاتنا لم تبلغ الشأن اللازم لتحقيق نهضتها الحقيقية، ولن تبلغ ذلك الشأن حتى تجتمع طاقات الشباب في العمل والبناء، فتخلفنا عن ركب الأمم يقتضي منا مضاعفة أوقات الأعمال، ومضاعفة عمليات البناء -على جميع الأصعدة- أضعافاً كثيرة.

وقال المنجد: نحن لا نقول ذلك تعميماً على جميع المشجعين، ولا تحريماً لجميع ممارساتهم، ولكنها محاذير نخشى أن يقع فيها هؤلاء، وأن تأخذهم غفلتهم نحو المجهول، والتفاتة واحدة منهم إلى الوراء كفيلة بمعرفة قدر ما ضاع وفات في غير حق، وقد قال -عليه الصلاة والسلام-: (مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ، وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً، فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ، وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ). رواه الترمذي في السنن وبوب عليه بقوله: “باب في القوم يجلسون ولا يذكرون الله”، وقال عقب الرواية: “هذا حديث حسن، وقد روي -من غير وجه- عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ومعنى قوله: (ترة): يعني حسرة وندامة.

وإذا كان أبوهريرة -رضي الله عنه- يقول: (شَرُّ الطَّعَامِ طَعَامُ الوَلِيمَةِ، يُدْعَى لَهَا الأَغْنِيَاءُ، وَيُتْرَكُ الفُقَرَاءُ)، فمن باب أولى أن يكون شر الطعام هو ما يدعى إليه لعصبية مقيتة، وفرحة متوهمة، وقد نص الفقهاء على كراهة حضور الولائم التي يقيمها أصحابها طلباً للمباهاة والفخر، انظر “نهاية المحتاج”.

وأضاف:  وجاء في “كشاف القناع “منع ابن الجوزي من إجابة فاسق ومتفاخر بها أو فيها، وكذا إن كان فيها مضحك بفحش أو كذب؛ لأن ذلك إقرار على معصية، وإن علم حضور الأرذال.. إن كانوا يتكلمون بكلام محرم فقد اشتملت الدعوة على محرم، وإن كان مكروهاً فقد اشتملت على مكروه” انتهى باختصار.

والخلاصة، أننا نرى كراهة إقامة مثل تلك الولائم، وكراهة حضورها أيضاً.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • عبدالله محمد الشهري

    كلام الشيخ رائع وأتمنى أن يعود النماس لصوابهم وأن تقتصر الفرحة على فرحة الفوز وتطبيق معاني الروح الرياضية وأن لا تتجاوزها إلى غير ذلك وأنا مع الشيخ فيما ذهب إليه قلبا وقالبا وبصفتي من محبي نادي النصر فأنا أتساءل عن لماذا جاءت التساؤلات بعد فوز النصر فقط مع أن محبي كل الأندية ترتكب هذا الخطأ عاما بعد عام وأعتقد أن الأخ وهيب الوهيبي هلالي بحت إن كان هو نفسه الذي يكتب في صحيفة الرياض وأنا مع كلامه أيضا بلاشك ولكني تساؤلي إن كان الهدف منه التجني على النصر وجماهيره فأين هو عن مفطحات الهلال وحواشيهم كل عام أليس من الأولى إنتقاد الجميع في من مؤيدي الأندية في كل مكان وزمان فنحن بحاجة لمثل هذه الإرشادات التي أصبحت ظاهرة وليست مقصورة على النصر رغم أنه لم يذكر النصر تحديدا ولكن توقيتها جاء متزامنا مع فوز النصر ببطولتين والله من وراء القصد