إنتاج خلايا جذعية من أجنة مستنسخة لعلاج داء السكري

الإثنين ٢٨ أبريل ٢٠١٤ الساعة ١١:٣٢ مساءً
إنتاج خلايا جذعية من أجنة مستنسخة لعلاج داء السكري

في أعقاب إعلان معامل في أوريجون وكاليفورنيا أنها استنبطت أجنة بشرية من خلال استنساخ خلايا مأخوذة من أحياء أعلن معمل في نيويورك اليوم الإثنين أنه نجح في هذه المهمة بل تجاوزها. وفضلاً عن استنساخ خلايا من امرأة مصابة بداء السكري وتكوين أجنة وخلايا جذعية تضاهي صفاتها الوراثية تماماً نجح العلماء في حث هذه الخلايا الجذعية كي تتخصص وتصبح خلايا قادرة على إفرازالإنسولين. وأنعش ذلك الآمال في تحقيق حلم ظل يراود الإنسان طويلاً في بحوث الخلايا الجذعية ألا وهو إنتاج خلايا بديلة متخصصة من المريض لأناس يعانون السكري أو الشلل الرعاش أو فشل وظائف القلب وغيرها من الحالات المستعصية الأخرى. لكن ذلك يشير أيضاً إلى أن ما حذرت منه الكنيسة وجماعات أخرى تناصر الحق في الحياة منذ زمن طويل بات أمراً وشيكاً وهو أن يستنبط العلماء أجنة بشرية حسب الطلب. وقال انسو هيون خبير الأخلاقيات الحيوية بكلية الطب في كليفلاند إن هذه النجاحات الثلاثة “تعضد احتمالات إنتاج أجنة بشرية لإيجاد علاجات لأفراد بعينهم. إن إنتاج المزيد من الأجنة البشرية للتجارب العلمية أمر مؤكد”.

وبدأ التقدم المطرد في بحوث الخلايا الجذعية الجنينية في مايو الماضي. وقال علماء في طليعتهم شوخرات ماتاليبوف من جامعة أوريجون للصحة والعلوم إنهم استنبطوا أجنة بشرية سليمة في مراحلها المبكرة- وهي عبارة عن كرات مجوفة مكونة من 150 خلية- من خلال دمج بويضة في خلايا مأخوذة من جنين في تجربة ما ومن طفل وليد في أخرى. وفي وقت سابق الشهر الحالي أعلن علماء في معهد تشا للخلايا الجذعية في سول بكوريا الجنوبية أنهم نجحوا في هذا السياق بالاستعانة بخلايا مأخوذة من الجلد من رجلين بالغين. وفي كلتا الحالتين استعان العلماء بنسخة من التقنية التي أنتجت النعجة دوللي عام 1996 وهي أول عملية استنساخ لأحد الكائنات الثديية البالغة. وتسمى هذه التقنية نقل النواة من خلية جسدية ويتضمن هذا الأسلوب نزع المادة الوراثية (دي ان ايه) من بويضة ودمج البويضة مع نواة خلية جسدية من شخص حي ثم حث البويضة على بدء عملية الانقسام والتضاعف. ويتضمن الجنين الناتج خلايا جذعية يمكنها أن تتخصص لتتحول إلى أي نوع من الخلايا البشرية. وفيما يبدو ذلك بسيطاً بدرجة كبيرة إلا أن عقبات تقنية هائلة حالت دون تحقيق العلماء لعملية نقل النواة من خلية جسدية خلال محاولات استمرت أكثر من عقد من الزمن. وقال روبرت لانزا كبير المسؤولين العلميين في مركز (ادفانسيد سيل تكنولوجي) والمشارك في هذه الدراسة إنه بعد أن توصل العلماء الآن إلى هذه التقنية الموثوق بها بما في ذلك توفير التغذية السليمة لإبقاء  البويضات على قيد الحياة والتوقيت الصحيح لبدء الانقسام فقد توفر لهم “أسلوب موثوق به للتكاثر لاستنباط خلايا جذعية متخصصة للمرضى” من خلال الاستنساخ. وخلال أحدث دراسة نشرت إلكترونياً على موقع دورية (نيتشر) استنبط العلماء- تحت إشراف ديتر ايجلي من معهد بحوث مؤسسة نيويورك للخلايا الجذعية وهو هيئة ذات تمويل خاص “خلايا بيتا” المسؤولة عن إنتاج الإنسولين من الأجنة التي استنسخوها من امرأة عمرها 32 عاماً مصابة بالنوع الأول من داء السكري وهو أحد أمراض المناعة الذاتية الذي يهاجم فيه جهاز المناعة خلايا بيتا.

وفي هذا النوع المستعصي من السكري الذي يصيب الأطفال ويعالج بالإنسولين تفقد خلايا بيتا قدرتها على العمل. وقال ايجلي إن خلايا بيتا أنتجت كميات من الإنسولين تعادل تلك التي يفرزها بنكرياس الإنسان السليم. وعند زرع هذه الخلايا في فئران التجارب معملياً قامت الخلايا بوظائفها الطبيعية وأفرزت الإنسولين حسب كمية السكر الموجودة بالدم. ولا يعتزم ايجلي زرع خلايا بيتا هذه المستنبطة من الخلايا الجذعية في مرضى يعانون داء السكري من النوع الأول ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى أن الخلايا الجديدة ستلقى نفس مصير خلايا بيتا الأصلية للمريض مشيراً إلى أن جهاز المناعة لدى مرضى النوع الأول من السكري يدمر خلايا بيتا. وقال دوجلاس ميلتون عالم الأحياء من معهد هارفارد للخلايا الجذعية الذي لم يشارك في هذه الدراسة إن من أهم الاستخدامات لخلايا بيتا المستنبطة حديثاً أنها ستوجه للأغراض البحثية وليس للعلاجية.

تعليقك على الخبر
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني | الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
  • عاشق الماضييي

    يارب أنك تمكنهم من الخلايا الجذعية في علاج العقم يارب أنك تبشره بالجنة من يبشرنا وتفرج همه من سعى في همنا.